د. وائل الحساوي / نسمات / آن الأوان لدمج المقاطعين!!
لديّ شعور داخلي قوي بأن السلطة لن تترك الأمور تسير على المنوال الذي تسير عليه اليوم في حالة عدم صدور قرار من المحكمة الدستورية يبطل مرسوم الضرورة للصوت الواحد.
والسبب في هذا الشعور هو ان حكامنا قد عودونا بأن يعطفوا على جميع طبقات الشعب والا يرضوا باستثناء شريحة من المجتمع من المشاركة في بناء البلد والانسجام مع الجميع.
لقد ارادت السلطة ان تلقي بعضاً من المعارضين درساً لا ينسونه عندما تمادى بعضهم في تحدي الأمير واستخدام العبارات الجارحة ضده، وهذا ما حدث عندما رأى هؤلاء بأنهم قد عزلوا انفسهم بأنفسهم وتخطتهم الجموع، لكن لا اعتقد بأن السلطة سيهنأ لها بال وترتاح عندما ترى كبرى قبائل الكويت: المطران والعوازم والعجمان قد ابتعدت عن الحياة السياسية واصبحت معزولة، لان هذه القبائل تعتبر شريان حياة رئيسياً للكويت وجزءاً مهماً في نهضتها ولا يمكن ان ينهض البلد في ظل عزلهم وابتعادهم.
كذلك فإن شباب القبائل - اذا ما تم عزلهم واستبعادهم - فلا احد يضمن ألا تتولد بينهم ردة فعل قوية وسخط على السلطة لاسيما في اوضاع الفساد التي تعيشها الكويت اصلاً، وازدواجية المعايير في كثير من الأمور، وهذه لابد ان تتحول الى قنبلة موقوتة قد تنفجر في اي لحظة.
على الجانب الآخر فإن في قوى المعارضة التي قاطعت الانتخابات كفاءات كثيرة لا يمكن لاي بلد يحترم نفسه ان يضرب بها عرض الحائط وان يقرر بترها من المجتمع بسبب موقف وقفته من قضية دستورية.
كم اتعجب من بعض النواب الجدد وبعض القيادات الشعبية التي تتكلم عن المقاطعين بتهكم وتستهزئ بهم بل وتردد بأن البلد قد التقط انفاسه بخروجهم من اللعبة السياسية وترديد كلمة «افتكينا منهم»، فهذا الكلام لا يقوله إنسان غيور على وطنه حريص على الاستفادة من جميع الطاقات التي تستطيع ان تساهم في بنائه، لاسيما ونحن نعلم بان مجلسنا الحالي ممتلئ بنوعيات لا يمكن ان نأتمنها على اجيالنا من القبيضة ومن اصحاب الاجندات الملتوية ومن المبتدئين الذين استفادوا من ضربة الحظ ليصلوا الى دفة المجلس.
اعلم بأن السلطة لا تفكر مثل ما يفكر هؤلاء المحرّضون على الكفاءات وانها تحرص اشد الحرص على لم الشمل وجمع الكلمة وتعتبر الجميع ابناء لها، فخسارتهم خسارة للكويت.
يبقى السؤال هو عن كيفية البحث عن مخرج للمعارضين ليتم ادماجهم في العملية السياسية، فهذا مالا اعرفه، واتمنى من الاخوة المقاطعين ان يقدموا مقترحاتهم للخروج من عنق الزجاجة وان يهدئوا من اللعبة قليلاً وان يبتعدوا عن المزيد من التصعيد وتهييج الشارع وتحدي السلطة، فقد وصلت رسالتهم الى السلطة، كما اتمنى من السلطة ان تبتعد عن الحلول الأمنية في التعامل مع المعارضة لان هؤلاء ابناؤها ولا يتطلب الأمر كل ذلك العنف لاسيما ضد المغردين الذين وان كنا لا نعذرهم على اخطائهم - لكن الأفضل هو ادخالهم في مناهج مكثفة من التربية بدلاً من اعتقالهم.
د. وائل الحساوي
[email protected]
والسبب في هذا الشعور هو ان حكامنا قد عودونا بأن يعطفوا على جميع طبقات الشعب والا يرضوا باستثناء شريحة من المجتمع من المشاركة في بناء البلد والانسجام مع الجميع.
لقد ارادت السلطة ان تلقي بعضاً من المعارضين درساً لا ينسونه عندما تمادى بعضهم في تحدي الأمير واستخدام العبارات الجارحة ضده، وهذا ما حدث عندما رأى هؤلاء بأنهم قد عزلوا انفسهم بأنفسهم وتخطتهم الجموع، لكن لا اعتقد بأن السلطة سيهنأ لها بال وترتاح عندما ترى كبرى قبائل الكويت: المطران والعوازم والعجمان قد ابتعدت عن الحياة السياسية واصبحت معزولة، لان هذه القبائل تعتبر شريان حياة رئيسياً للكويت وجزءاً مهماً في نهضتها ولا يمكن ان ينهض البلد في ظل عزلهم وابتعادهم.
كذلك فإن شباب القبائل - اذا ما تم عزلهم واستبعادهم - فلا احد يضمن ألا تتولد بينهم ردة فعل قوية وسخط على السلطة لاسيما في اوضاع الفساد التي تعيشها الكويت اصلاً، وازدواجية المعايير في كثير من الأمور، وهذه لابد ان تتحول الى قنبلة موقوتة قد تنفجر في اي لحظة.
على الجانب الآخر فإن في قوى المعارضة التي قاطعت الانتخابات كفاءات كثيرة لا يمكن لاي بلد يحترم نفسه ان يضرب بها عرض الحائط وان يقرر بترها من المجتمع بسبب موقف وقفته من قضية دستورية.
كم اتعجب من بعض النواب الجدد وبعض القيادات الشعبية التي تتكلم عن المقاطعين بتهكم وتستهزئ بهم بل وتردد بأن البلد قد التقط انفاسه بخروجهم من اللعبة السياسية وترديد كلمة «افتكينا منهم»، فهذا الكلام لا يقوله إنسان غيور على وطنه حريص على الاستفادة من جميع الطاقات التي تستطيع ان تساهم في بنائه، لاسيما ونحن نعلم بان مجلسنا الحالي ممتلئ بنوعيات لا يمكن ان نأتمنها على اجيالنا من القبيضة ومن اصحاب الاجندات الملتوية ومن المبتدئين الذين استفادوا من ضربة الحظ ليصلوا الى دفة المجلس.
اعلم بأن السلطة لا تفكر مثل ما يفكر هؤلاء المحرّضون على الكفاءات وانها تحرص اشد الحرص على لم الشمل وجمع الكلمة وتعتبر الجميع ابناء لها، فخسارتهم خسارة للكويت.
يبقى السؤال هو عن كيفية البحث عن مخرج للمعارضين ليتم ادماجهم في العملية السياسية، فهذا مالا اعرفه، واتمنى من الاخوة المقاطعين ان يقدموا مقترحاتهم للخروج من عنق الزجاجة وان يهدئوا من اللعبة قليلاً وان يبتعدوا عن المزيد من التصعيد وتهييج الشارع وتحدي السلطة، فقد وصلت رسالتهم الى السلطة، كما اتمنى من السلطة ان تبتعد عن الحلول الأمنية في التعامل مع المعارضة لان هؤلاء ابناؤها ولا يتطلب الأمر كل ذلك العنف لاسيما ضد المغردين الذين وان كنا لا نعذرهم على اخطائهم - لكن الأفضل هو ادخالهم في مناهج مكثفة من التربية بدلاً من اعتقالهم.
د. وائل الحساوي
[email protected]