منى فهد العبدالرزاق الوهيب / رأي قلمي / فقط ... لنساء غزة !

تصغير
تكبير
| منى فهد عبدالرزاق الوهيب |

صادف الأحد الماضي الموافق 25 نوفمبر اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، وهي مناسبة مهمة للتأكيد على حق المرأة في التمتع بالحقوق والحريات الأساسية كافة الواردة في الصكوك الدولية ومنها، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، بالإضافة لإعلان القضاء على العنف ضد المرأة.

تأتي هذه المناسبة في ظل ارتفاع وتيرة العنف ضد المرأة الفلسطينية، الناجم عن ممارسات قوات الاحتلال من حصار واعتداءات متكررة، كان آخرها العدوان الذي تمثل بعملية «عمود السحاب» حيث بلغ عدد الشهداء من النساء (13) سيدة، بينما جرحن (191) سيدة، بالإضافة إلى معاناة النسوة الشديدة نتيجة لفقدان أطفالهن في هذا العدوان، حيث بلغ عدد الشهداء من الأطفال (37) طفلاً و(315) طفلا جريحا، كما عانت النسوة أيضا من فقدهن المأوى حيث دمر العدوان (963) منزلاً سكنيا. أشار الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الخطبة الجامعة خطبة الوداع إلى الكثير من القضايا المهمة منها، الدعوة إلى احترام النساء وإعطائهن حقوقهن ودعوتهن للقيام بما عليهن من واجبات، كما قرر عليه أفضل الصلاة والتسليم مبدأ المساواة بين الأمم وأهاب بهم أن يعرفوا قيمة الإنسان تقررها تقواه وقربه إلى الله وليس عنصره، فجميع الناس إخوان من أبناء آدم، وآدم خلق من تراب فلا غرور ولا تعصب عنصري، وجاء العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ليرسخ هذا الفكر الإنساني الذي أصّله ورسخه رسولنا محمد صل الله عليه وسلم في خطبة الوداع منذ آلاف السنون.

ولقد جاء في ما نصه بإحدى مواد وثيقة الأمم المتحدة لحقوق المرأة... «منع كل ما يهين المرأة ويقلل من كرامتها الإنسانية...» وسبقهم الإسلام ليعزز ويرسخ مفهوم توقير الفرد المسلم في بناء المجتمع الإسلامي من خلال ضمائر الأفراد ووجدانهم سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً، وغرس فيها بذر الحب والرحمة بين كل من الرجل والمرأة، إلا أن العدوان الإسرائيلي يناقض كل ما جاء بالعهود والمواثيق والاتفاقيات الدولية والعالمية، والكتب السماوية، ليمارس أبشع أنواع العنف ضد المرأة الفلسطينية، ليجعلها تعاني أوضاعاً بالغة الصعوبة جراء الحصار، الذي ألقى ولم يزل بظلاله السلبية على أوجه حياة السكان المدنيين في القطاع وفي مقدمهم المرأة التي تعد الأكثر تضرراً وضياعاً لحقوقها الأساسية بما فيها الحقوق الصحية والتعليمية وتعد الأكثر عرضة للفقر.

كما أثبتت بعض الدراسات أن كثيرات من النساء اللاتي يتعرضن للعنف من الرجال الذين يقامون التغيير لمصلحتهم الشخصية، أو لسوء الفهم والتفاهم لوجود إشكالات في التواصل مع المرأة... والإحساس بعدم الأمان كالاضطراب النفسي والحرص على الاستقرار الذي يبعثر التغيير، وهذا ما يمارسونه إخوان القردة والخنازير قاتلهم الله مع المرأة الفلسطينية، خشيةً منهم ضياع البلد الآمن قبلة المسلمين القدس الشريف، وفي سبيل المحافظة والاحتفاظ بقدسنا المقدس لدينا، يزاول صنوف من العنف النفسي والجسدي على المرأة الفلسطينية في ظل صمت رهيب وازدواجية بتطبيق المعايير الدولية الإنسانية من الدولة العظمى أميركا، لتأتي بكل سلاطة وسفاهة لتطالبنا بمنح النساء حقوقهن في الوقت ذاته هي من تسلب المرأة الفلسطينية كافة حقوقها، نقولها ختاما صبرا نساء غزة فموعدكم الفردوس الأعلى بإذن الله.

 



[email protected]

twitter: @mona_alwohaib
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي