د. وائل الحساوي / نسمات / رسبنا جميعا... والعتب على الطليان !

تصغير
تكبير
48 ساعة تفصلنا عن أكثر انتخابات برلمانية مثيرة للجدل، سيتخللها مسيرة (كرامة وطن 3) وتحركات قوية لقوى المقاطعة لاقناع الناس بأنهم يرتكبون جريمة بحق الوطن ان هم شاركوا في الانتخابات، يقابلهم حشد حكومي كثيف إعلامي وسياسي لاقناع الناس بأهمية المشاركة في الانتخابات وأنه واجب وطني مستحق من يتخلى عنه يعتبر آثما في حق وطنه.

لقد طُفت على بعض المقار الانتخابية واستمعت لاطروحات المرشحين فشعرت بأن الخوف يدب في أوصال المرشحين والناخبين الحضور وكأنما يرتكبون جريمة في حق وطنهم بسبب مشاركتهم وذلك بسبب حملة التخوين التي تدور حولهم وتدعو للمقاطعة، طبعا فالمقار الانتخابية شبه فارغة والبوفيهات تفيض على الحضور وتنتقل إلى العمال وعابري السبيل والقطط، ويحاول المرشحون في بداية حديثهم ان يبرروا للناس اسباب مشاركتهم في الترشيح والبعض يستغل نصف وقت الندوة للهجوم على المقاطعين ووصفهم بشتى الصفات السيئة، اما النصف الآخر فيحاول تصوير المجلس المقبل بأنه بداية الانطلاقة الحقيقية نحو المستقبل الزاهر للكويت بعدما تخلصنا من المؤزمين الذين عطلوا مسيرة حياتنا النيابية، بل وعطلوا مشاريع التنمية وانجازات حكومتنا السوبر، وليتهم اعطونا الدليل على ما يقولون!!

استوقفني شاب صغير ليسألني عن سبب تناقض موقف أحد النواب السابقين الذي كان من أشد المعارضين للمجلس الوطني عام 1990 مع موقفه الحالي، ثم اخذ الشاب يتكلم بحماس عن شراء ذمم الناس وكيف أثر في موقف الناخبين والوطنيين اليوم مع أن هذا الشاب من مواليد جيل ما بعد التحرير، وقد حاولت ان اشرح له الفرق الكبير ما بين المجلس الوطني الذي عطلت فيه السلطة الدستور وفرضت الرقابة على الصحف واعتقلت قيادات العمل الوطني وما بين تلك الانتخابات، لكن هل نلوم ذلك الشاب إذا كنا نقرأ يوميا (تويتات) قيادات المعارضة تشتم وتخون من يؤيدون الانتخابات ويحضون الناس عليها؟

لقد فرحنا بشطب لجنة الرقابة على الانتخابات لأعداد كبيرة من (سيئي السمعة)- كما اسمتهم اللجنة- لان هؤلاء في حال فوزهم سيعززون النظرة السلبية للمجلس المقبل، ولكن المحكمة الادارية كان لها رأي اخر في ارجاعهم إلى الترشيح.

الكل مترقب للنتائج بعد يومين وأيدينا على قلوبنا ونسأل الله تعالى ان يولي امورنا خيارنا ولا يولي امورنا شرارنا، ومهما كانت تركيبة المجلس الجديد وامكانية استمراره من عدمها، لكن الجرح الذي تركه في نفوسنا والشرخ الذي احدثه في مجتمعنا يتطلب منا عملية جراحية كبيرة عاجلة لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأوان.

لقد رسب الجميع في الامتحان ورجعنا بتجربتنا البرلمانية، عقودا إلى الوراء وكما يقول المثل (فالعتب على الطليان)!!



د. وائل الحساوي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي