د. وائل الحساوي / نسمات / لهذه الأسباب لن أقاطع !
• لن أنحى منحى من قلبوا الدنيا على مجموعة المقاطعة واتهموهم بتقويض النظام في البلد أو إشاعة الفوضى وغيرها.
• ولن أربط بين المقاطعة وبين عصيان ولي الأمر كما يحاول البعض ترويجه فإن الطاعة في المعروف.
• ولن أروج إلى مجلس مقبل مثالي تنتهي فيه المشاكل ويبدأ البلد صفحة جديدة مليئة بالتفاؤل والتعاون مع الحكومة، فمن الواضح بأن كثيراً من عناصر التأزيم السابقة واللاحقة مازالت قائمة وأن المجلس المنشود سيكون أدنى مستوى من المجالس السابقة في مستوى تمثيل الكفاءات (مع بيان سعادتي الغامرة بشطب معظم من تم شطبهم بالأمس).
• ولن أردد ما يقوله الببغاوات من أن المقاطعة هي مؤامرة من الإخوان المسلمين لاختطاف البلد وتصوير الإخوان بالحركات الماسونية التي تهيمن على العالم.
• لكن بالرغم من تلك «اللنات» التي ذكرتها فإني لا أوافق جماعة المقاطعة على ما يقومون به اليوم من حشد للمقاطعة وإرهاب للناخبين من الذهاب الى صناديق الاقتراع فهذه حرية شخصية إن لم تكن واجباً وطنياً للأسباب التالية:
أولاً: حدثني أحد الاخوة الثقات بأنه قد اتصل بالدكتور عجيل النشمي يسأله عن حكم الإدلاء بالصوت في الانتخابات التشريعية المقبلة فأجابه بأننا إذا علمنا بأن هنالك مرشحاً تنطبق عليه شروط الصلاح والأمانة فإن الواجب هو التصويت له وعدم ترك الساحة للمفسدين.
وهكذا أفتى معظم المشايخ وطلاب العلم في الكويت في تلك المسألة وذلك من باب ترجيح المصالح وتقليل المفاسد.
ثانياً: لو كانت هنالك نسبة معينة لأعداد المنتخبين لابد منها لقبول نتائج الانتخاب لكنا قد وجدنا مبرراً للمقاطعة لكن كلنا نعلم بأن الهدف الوحيد للمقاطعة هو توصيل رسالة للسلطة بأن الشعب غير راض عن مرسوم الصوت الواحد، فهل نتخلى عن التصويت للأكفأ من أجل ايصال تلك الرسالة؟!
ثالثاً: لقد تبين بأن هنالك نوعيات جيدة من المرشحين الحاليين يمكن اختيارهم في كل دائرة وفرصتهم طيبة لو تكاتفت الجهود، أليس اختيارهم أفضل من ترك المجال لمن هم أدنى منهم مستوى وقد يكون منهم المفسدون، ثم نجلس بعدها لنبكي على المجلس الذي خلا من العناصر الطيبة؟!
لقد قص الله تعالى علينا قصة أصحاب السبت الذين خالفوا أوامر نبيهم فما كان من المصلحين إلا أن نصحوهم، وعندما أنكر البعض على المصلحين نصيحتهم: «لِمَ تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذبهم عذاباً شديداً» فردوا عليهم بعبارة بليغة: «...معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون». فقد بينوا بأن الهدف من موعظتهم هي الاعذار إلى الله، وهذا مع المعاندين فكيف بالمسلمين ثم من يدري فقد يستفيد هؤلاء من الموعظة ويتقون.
إذاً لماذا نفقد الأمل من إصلاح الأوضاع ونصر على إلغاء العملية الانتخابية لكي نبني كل شيء من جديد؟!
رابعاً: لنكن صرحاء ولنعترف بأن هؤلاء المقاطعين يتحملون جزءاً كبيراً من النتيجة التي نعيشها اليوم، فقد حولوا المجالس السابقة إلى حلقة صراع ومناكفة للحكومة بحق أو بباطل، ونزلوا إلى الشوارع للتعبير عن احتجاجاتهم على كل شيء، ثم رفعوا مطالبهم إلى درجات غير مسبوقة، وليتهم اكتفوا بذلك لكنهم استخدموا لهجة التحدي والوعيد والتجريح لتحقيق مطالبهم مما تولد عنه ضيق شديد واستياء من كثير من شرائح المجتمع ورغبة حقيقية في التغيير.
خامساً: إذا فالقضية الحقيقية... لاتتعلق بمرسوم الضرورة من عدمه وإنما هي صراع بين معارضة ترفض سحب صلاحياتها أو توجيهها وبين حكومة تشعر بأنها قد أُهينت وتم الدوس على كرامتها مع اعترافها بأن الفساد يلتهمها ويعطل مسيرتها.
إذاً فلماذا يطلبون منا الدخول في حربهم المستعرة عن طريق الدعوة إلى المقاطعة؟!
د. وائل الحساوي
[email protected]
• ولن أربط بين المقاطعة وبين عصيان ولي الأمر كما يحاول البعض ترويجه فإن الطاعة في المعروف.
• ولن أروج إلى مجلس مقبل مثالي تنتهي فيه المشاكل ويبدأ البلد صفحة جديدة مليئة بالتفاؤل والتعاون مع الحكومة، فمن الواضح بأن كثيراً من عناصر التأزيم السابقة واللاحقة مازالت قائمة وأن المجلس المنشود سيكون أدنى مستوى من المجالس السابقة في مستوى تمثيل الكفاءات (مع بيان سعادتي الغامرة بشطب معظم من تم شطبهم بالأمس).
• ولن أردد ما يقوله الببغاوات من أن المقاطعة هي مؤامرة من الإخوان المسلمين لاختطاف البلد وتصوير الإخوان بالحركات الماسونية التي تهيمن على العالم.
• لكن بالرغم من تلك «اللنات» التي ذكرتها فإني لا أوافق جماعة المقاطعة على ما يقومون به اليوم من حشد للمقاطعة وإرهاب للناخبين من الذهاب الى صناديق الاقتراع فهذه حرية شخصية إن لم تكن واجباً وطنياً للأسباب التالية:
أولاً: حدثني أحد الاخوة الثقات بأنه قد اتصل بالدكتور عجيل النشمي يسأله عن حكم الإدلاء بالصوت في الانتخابات التشريعية المقبلة فأجابه بأننا إذا علمنا بأن هنالك مرشحاً تنطبق عليه شروط الصلاح والأمانة فإن الواجب هو التصويت له وعدم ترك الساحة للمفسدين.
وهكذا أفتى معظم المشايخ وطلاب العلم في الكويت في تلك المسألة وذلك من باب ترجيح المصالح وتقليل المفاسد.
ثانياً: لو كانت هنالك نسبة معينة لأعداد المنتخبين لابد منها لقبول نتائج الانتخاب لكنا قد وجدنا مبرراً للمقاطعة لكن كلنا نعلم بأن الهدف الوحيد للمقاطعة هو توصيل رسالة للسلطة بأن الشعب غير راض عن مرسوم الصوت الواحد، فهل نتخلى عن التصويت للأكفأ من أجل ايصال تلك الرسالة؟!
ثالثاً: لقد تبين بأن هنالك نوعيات جيدة من المرشحين الحاليين يمكن اختيارهم في كل دائرة وفرصتهم طيبة لو تكاتفت الجهود، أليس اختيارهم أفضل من ترك المجال لمن هم أدنى منهم مستوى وقد يكون منهم المفسدون، ثم نجلس بعدها لنبكي على المجلس الذي خلا من العناصر الطيبة؟!
لقد قص الله تعالى علينا قصة أصحاب السبت الذين خالفوا أوامر نبيهم فما كان من المصلحين إلا أن نصحوهم، وعندما أنكر البعض على المصلحين نصيحتهم: «لِمَ تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذبهم عذاباً شديداً» فردوا عليهم بعبارة بليغة: «...معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون». فقد بينوا بأن الهدف من موعظتهم هي الاعذار إلى الله، وهذا مع المعاندين فكيف بالمسلمين ثم من يدري فقد يستفيد هؤلاء من الموعظة ويتقون.
إذاً لماذا نفقد الأمل من إصلاح الأوضاع ونصر على إلغاء العملية الانتخابية لكي نبني كل شيء من جديد؟!
رابعاً: لنكن صرحاء ولنعترف بأن هؤلاء المقاطعين يتحملون جزءاً كبيراً من النتيجة التي نعيشها اليوم، فقد حولوا المجالس السابقة إلى حلقة صراع ومناكفة للحكومة بحق أو بباطل، ونزلوا إلى الشوارع للتعبير عن احتجاجاتهم على كل شيء، ثم رفعوا مطالبهم إلى درجات غير مسبوقة، وليتهم اكتفوا بذلك لكنهم استخدموا لهجة التحدي والوعيد والتجريح لتحقيق مطالبهم مما تولد عنه ضيق شديد واستياء من كثير من شرائح المجتمع ورغبة حقيقية في التغيير.
خامساً: إذا فالقضية الحقيقية... لاتتعلق بمرسوم الضرورة من عدمه وإنما هي صراع بين معارضة ترفض سحب صلاحياتها أو توجيهها وبين حكومة تشعر بأنها قد أُهينت وتم الدوس على كرامتها مع اعترافها بأن الفساد يلتهمها ويعطل مسيرتها.
إذاً فلماذا يطلبون منا الدخول في حربهم المستعرة عن طريق الدعوة إلى المقاطعة؟!
د. وائل الحساوي
[email protected]