مبارك الذروة / رواق الفكر / استجوابات «أم صجمة» ... !

تصغير
تكبير
لماذا يثير البعض من خلال وسائطه الإعلامية وعبر منافذ الحواس الخمس إشاعة حل مجلس الامة؟ وينتشر هذا الخبر انتشار النار بالهشيم ويتحول الى حديث الدواوين والسمار حتى لم يعد هناك بيت مدر ولا وبر الا توقع الحل بعز عزيز او بذل ذليل! وتفاوتت الآراء والتحليلات وفقا للمصادر الوهمية والخيالية بقاء المجلس من ستة أشهر الى سنتين... ولكن السؤال الأبيض الان؛ والذي تثير علاماته الدهشة هو لماذا تنتشر اشاعات الحل؟ ومن المستفيد؟ ولماذا يثير البعض بل ويطالب بحل البرلمان؟ بل ويصف البعض الآخر المجلس بأنه أسوأ مجلس في تاريخ الكويت السياسي!!!

هل هو بسبب وجود فئة متضررة او بتعبير أدق توقفت مصالحها من جراء وجود مجلس نواب الإرادة!!! نسبة الى ساحة الإرادة! وباختصار شديد لكي تعود تلك الفئة عليها ان تدفع باتجاه الحل. ولكن كيف؟ ربما تعد افضل الطرق العملية للحل هي الاستجوابات الدسمة التي تطول رؤساء كباراً! ولكن هل ما قدم من استجوابات الى الان من النوع الدسم والنووي؟ أم انه من النوع التحصيني اللي (يعور شوي) لكن ما يقتل ولا يدمر!!!؟

ولتوضيح الفكرة اقول: الاستجوابات عندنا بالكويت ثلاثة انواع: احدها استجواب ام صجمة كاستجواب النائب الجويهل والقلاف في هذا الدور وفي كثير من جوانبه، وثانيها استجواب كلاشنكوفي كاستجواب وزير الاعلام الاسبق رحمه الله الشيخ سعود الناصر ووزير الصحة الاسبق الشيخ احمد العبدالله وآخرها وهو أخطرها الاستجواب النووي مثل استجواب وزير النفط الأسبق الجراح!

استجواب ام صجمة هو استجواب ناعم تحصيني للإثارة واللعب على رهانات الزمن لتعطيل المجلس او تأخير جلساته وتشويه السمعة النيابية واثارة الرأي العام بعد دخول الاعلام المرئي على الخط كنوع من التكتيك المنظم! ثم بعد ذلك كشف سلوكيات وقيم النواب السلبية كالغضب والعصبية والطعن والعنصرية وغير ذلك... لإثبات أمر ما!

الاستجواب الكلاشي هو قاتل لكن هو موجه للهدف فقط لصالح اقطاب اخرى خلف الستار!! وليست له آثار تدميرية على المحيط... تستخدم احيانا لإنهاء حياة وزير غير مرغوب فيه واخراجه من دوائر المنافسة على كراسي اكثر تقدمًا... وقد يأتي بتعاون نيابي حكومي...!

اما الاستجواب النووي فهو مدمر وعنقودي!! ويتناوش ملفات كبرى قد طواها الزمن... واهملها نواب مدعون... مستفيدون... طبعا تتضمن اسماء كباراً... كباراً جداً! وهذا قليلا ما يتكرر، لان له تداعيات خطيرة ولن يسمح الكبار بأعمال نووية تسقط أبراج التجارة مرة اخرى!

عندما تتجه أنظار بعض النواب الى استجوابات الصنف الاول او الثاني...! فهم بذلك مثل كتيبة المشاة في المعارك الكبرى! يكشفون عن مدى سخفهم وبساطة طموحاتهم! فالحرب الجوية لا تقابل ببندقية منقاش!!

ولا أريد ان اكون مغاليًا ان قلت ان هناك من يحاول ان يوجه الشارع الى النوعين الاولين الذي يمكن ان تغني عنهما الاسئلة البرلمانية إلا اذا كان الهدف هو تأخير النوع الثالث الاخطر والمستحق وهو نوع الاستجوابات النووية!

لا احب ذهنية الاتهام المسبق ولغة التآمر التي كرسها الاعلام العربي المتخلف، لكن ربما كانت تلك الاستجوابات ذات الطلقات المخملية الباردة هي بالذات فرصة جيدة لتعطيل لجان التحقيق!! واشغال غالبية النواب عن مهامهم التشريعية وهي صفة النواب الذين لا يفقهون أولويات العمل السياسي ومراحله...!

المهم ان إشاعة الحل تدفع بعض النواب الى تقديم استجوابات سريعة غير مدروسة من النوعين الأولين بغض النظر عن استحقاقها كتسجيل موقف سياسي قبل فوات الأوان واثبات الاستقلالية امام الشارع وعدم التبعية لأحد سوى الحق والحقيقة.

السؤال الأسود الآن: هل كل الاستجوابات اليوم تدخل في النوع الثالث؟ ولماذا؟



د. مبارك عبدالله الذروه

@ Dr_maltherwa
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي