مقابلة / المرض أوصله إلى الكرسي المتحرك

طارق العوضي لـ«الراي»: طالما القلب ينبض ... ستجدونني قريباً من التلحين

تصغير
تكبير
| كتب صالح الدويخ |

نعم إنه مشهد يحبس الأنفاس... اعتماده على الكرسي المتحرك بعد أن اعتدنا عليه نشيطاً في إنتاجه وفي حركته، لكن تدهور حالته الصحية أوصلته إلى ما آل إليه. الملحن طارق العوضي من الملحنين الذي أثروا الساحة الغنائية في الكويت والخليج بالعديد من الأعمال الراسخة في الأذهان والتي تعاون من خلالها مع نجوم دول المنطقة... له بصمات واضحة في الأغنية الوطنية والرياضية، ورغم إصابته بمرض «ms» قبل سنوات، إلا أنه لم يكن عائقاً بالنسبة إليه، بل استمر في ممارسة موهبته التي جعلت منه نجماً في مجاله، فكان وما زال دمثاً في أخلاقه... راقياً في تعامله ومتواضعاً مع من حوله.

يؤكد العوضي - في حوار مع «الراي» أثناء مشاركته في التصويت لانتخابات الإدارة الجديدة لفرقة المسرح الكويتي - أن العقل طالما يعمل والقلب ينبض والموهبة حاضرة، «فستجدونني قريباً من التلحين»، لافتاً إلى أن الأغنية الكويتية الحالية تعيش على نجاحاتها السابقة. كما تطرق أيضاً إلى إصابته بالمرض والدور المضاعف الذي تتحمل زوجته في البيت.. وهذه تفاصيل الحوار:



• في البداية حدثنا عن مرض «ms» الذي تعاني منه حالياً، كيف بدأت أعراضه وإلى أين انتهت؟

- في العام 1997 بدت عليّ أعراض مرض ms المعروف بتصلب الأعصاب، وكان الموضوع بالنسبة إليّ عادياً ومجرد عارض صحي عابر، لكن في العام 1999 تدهورت حالتي أكثر وأيقنت أن المرض أخذ منحى آخر بعكس ما كنت أعتقده إلى درجة أنني مكثت في المستشفى لفترة طويلة امتدت لعام ونصف العام تقريباً بناء على توجيهات الأطباء، وخلال تلك الفترة اقترح الكثير من المقربين والأصدقاء السفر إلى الخارج لتلقي العلاج، إلا أنني بعد البحث المكثف والسؤال عن هذا المرض عرفت أنه مزمن ولا علاج جذرياًَ له رغم أنه يظهر في المناطق الباردة فقط ونحن نعاني ارتفاع الحرارة في غالبية فترات السنة. لكن لا أقول سوى الحمد لله على كل حال.

• كيف وصل بك هذا المرض إلى الكرسي المتحرك ونحن كنا نراك قادراً على السير قبل فترة بسيطة؟

- قبل عامين بالضبط وجدت صعوبة في الحركة عن السابق بعد تطور الحالة الصحية وكنت أجاهد في سبيل صعود السلم أو السير، لذا نصحني الأطباء بالاستعانة بالكرسي المتحرك حتى أنتقل بسهولة ويسر إضافة إلى العلاج الطبيعي الذي أخضع له كل ثلاثة أشهر.

• ما الذي تغير في حياتك الخاصة... وكيف هي حالة استيعاب زوجتك «أم أحمد» وأبنائك لحالتك؟

- نحن أسرة ولله الحمد نؤمن جميعنا بالقدر ونعرف أن كل مسلم معرض لابتلاء يختلف عن الآخر يمتحن فيه البارئ عز وجل عبده من خلال محنة معينة تصيبه فجأة، لذلك تقبّلنا هذا الأمر بالحمد والشكر، وأم أحمد نِعم الزوجة والأم التي وقفت معي وأنا بكامل عافيتي وها هي تقف معي وأنا مريض، كما أخذت دوري في إدارة شؤون البيت فتجدها تعتني بي وبالأبناء، وفي البيت تقوم بعمل مضاعف عن السابق حتى لا يشعر أحد بأي تغيير وإن كان طفيفاً عن السنوات الماضية، والحال نفسها مع الأبناء الذين يلتفون حولي دائماً ونتبادل الحديث وأوجه لهم النصائح باستمرار، خصوصاً أحمد وعبد اللطيف اللذين في المرحلة الثانوية.

• على الصعيد الفني، ما آخر الأعمال الغنائية التي قدمتها بعد المرض؟

- في العيد الوطني لهذا العام قدمت عملين أحدهما للفنان عبد الله الرويشد والثاني للفنانة مرام وقبلها بفترة كانت هناك أيضاً أغنية وطنية شدا بها الفنان نبيل شعيل.

• هذا يعني أنك قادر على التلحين حتى اللحظة؟

- لطالما العقل يعمل والقلب ينبض والموهبة حاضرة ستجدني قريباً من التلحين ومتواجداً على الساحة وإن كان بأعمال بسيطة.

• كثير من العاملين في الوسط الفني حين يصيبهم ما أصابك تجدهم متقوقعين وبعيدين عن الآخرين، أو ابتعاد الأصدقاء عنهم بحكم مشاغل الدنيا والارتباطات الخاصة، هل شعرت بذلك؟

- لم أشعر بهذا الشيء أبداً بدليل الاتصالات المستمرة التي تأتيني مع زملائي الفنانين والملحنين في المجال أمثال عبد الله الرويشد ونبيل شعيل وعبد المجيد عبد الله وأنور عبد الله وحمد الخضر وغيرهم، إضافة الى أصدقائي في الإعلام وفي المسرح الكويتي ولله الحمد ما زالت الدنيا بخير ونحن إخوة تجمعنا الإنسانية أولاً قبل مجال الفن.

• حرصت على التصويت في انتخابات الإدارة الجديدة لفرقة المسرح الكويتي أخيراً، لماذا؟

- أنا عضو في المسرح منذ زمن طويل ومشاركتي في الانتخابات واجب عليّ أن أقوم به، وأتمنى التوفيق لأي إدارة تقود المسرح، والتمنيات كذلك لفرق المسارح الأهلية الأخرى بالتطور والتقدم.

• كيف تجد حال الأغنية الكويتية وإلى أين تتجه في ظل تطور أخواتها في المنطقة؟

- كنا متميزين في البداية وكنا نقود الساحة برمتها، أما الآن فقد تحوّلت الحال وأصبحت الأغنية الكويتية اسماً فقط تعتمد على نجاحاتها السابقة بعد أن فقدنا الإنتاج والأفكار الجديدة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي