عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / متى توقفون عبثكم؟

تصغير
تكبير
هناك ثلاث صور من العبث السياسي والأخلاقي لا أدري متى ستتوقف؟ الأول هو ما يقوم به بعض نواب الأقلية والذين يهددون بتكرار الاستجوابات من أجل تعطيل عجلة التنمية والتي بدأت تسير من خلال التوافق ما بين الحكومة ومعظم نواب المجلس، هذه الأقلية التي تخسر يوما بعد الآخر رصيدها في الشارع إن كان قد تبقى لها رصيد، والتي أخذت في البحث عن بطولات هنا وهناك من أجل إثبات الوجود، كما حصل من تدخل النائب عاشور في موضوع إلغاء قرار رفع الأعلام من المقابر الجعفرية.

هذه الأقلية التي للأسف لا تريد التوافق حتى على قضايا لا يمكن الاختلاف عليها، مثل تشديد العقوبة على من يسيء للذات الإلهية والرسول عليه الصلاة والسلام، أو يمس أمهات المؤمنين، لذلك وجدنا فيهم من عارض القانون ومن امتنع ومن انسحب من القاعة.

والعبث الثاني نشاهده في مصر من خلال ترشح عمر سليمان للرئاسة، ثم قيام هيئة الانتخابات بشطبه من الترشيح مع خيرت الشاطر مرشح الإخوان، والمرشح السلفي حازم أبو اسماعيل.

عمر سليمان الذي أعلن في البداية عدم ترشحه، ثم بعد تقديم خيرت الشاطر أوراقه قام هو بالترشح في أحد فصول المسرحية، حتى إذا ما تم شطب الشاطر وحازم قيل قد شطب معهم سليمان.

لقد استمعت وقرأت للكثير من الإخوة المصريين والذين عارضوا تقديم الإخوان خيرت الشاطر كمرشح للرئاسة، لكنني وجدتهم الآن لا يلتمسون لهم العذر فقط، بل ويدافعون عن هذا القرار ويثنون عليه، بعد اكتشافهم لألاعيب المجلس العسكري وفلول النظام السابق.

لقد ذكرني هذا التلاعب في انتخابات الرئاسة المصرية بما جرى عندنا في الكويت قبيل الانتخابات الأخيرة حينما تم شطب النائب فيصل المسلم مع الجويهل ودشتي، من قبل اللجنة المشكلة من قبل وزير الداخلية للنظر في أوراق المرشحين، ثم بعد ذلك قُبل طعن الثلاثة ورجعوا للترشح، حتى لا يعترض الناس على إعادة الجويهل ودشتي.

الصورة الثالثة للعبث هي إرسال 30 مراقبا فقط من قبل الأمم المتحدة لمراقبة الأوضاع في سورية، كخطوة من أجل إيقاف المجازر هناك، ومن يقرأ تاريخ لجان المراقبة التابعة للأمم المتحدة يدرك أنها لا تسمن ولا تغني من جوع، فهي لم تمنع المجازر في البوسنة وكوسوفا، ولن تمنعها في سورية. لذلك ما زالت المطالبات تتزايد بأهمية توفير مناطق عازلة للاجئين، وإقرار حظر طيران يوفر للمنشقين والراغبين في الالتحاق بالمعارضة مناطق آمنة يلجأون إليها.

رسالتي

العبث الثلاثي لن يتوقف ولكن خير رد عليه هو تحقيق الإنجاز على أرض الواقع، لذلك أدعو نواب الغالبية إلى الحرص على التماسك والدفع بمزيد من التشريعات والإنجازات في خدمة المواطنين في ظل هذه الغالبية، وأما أهل مصر فأتمنى أن يقفوا بالمرصاد لألاعيب فلول النظام السابق، وأن يكون ردهم مزيدا من التنسيق بين قوى المعارضة، وأما أهل سورية فقد سطرتم بصمودكم أروع صور البطولة، وانجازاتكم الميدانية خير دليل، والنصر سيكون حليفكم بإذن الله.

 

عبدالعزيز صباح الفضلي

Twitter : abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي