عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / خلفان والقرضاوي

تصغير
تكبير
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

لا أعلم ما هي آخر التصاريح المثيرة للجدل التي سيطلقها ضاحي خلفان قائد شرطة دبي، فبعد إعلانه السابق عن رغبته بإصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس اتحاد علماء المسلمين العلامة الدكتور يوسف القرضاوي والذي انتقد الإجراءات التي اتخذتها الإمارات تجاه السوريين الذين تظاهروا فيها وإعلانها عن ترحيلهم، ثم حديثه عن رفع قضية ضد الداعية الدكتور طارق السويدان والذي انتقد بدوره تصريحات خلفان والتي أطلقها تجاه الدكتور القرضاوي واعتبرها السويدان خارج نطاق الأدب الذي ينبغي التحدث به مع العلماء.

إن من الأمور التي ينبغي الإشارة إليها أن حبنا كشعوب لأشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي لا يعني بالضرورة عدم انتقاد بعض تصرفاتها، خصوصا إذا كانت تتعلق بحقوق الإنسان، على أن يكون ذلك الانتقاد في حدود الأدب، وما يجري في الامارات من تضييق على أصحاب الفكر الإسلامي لا يخفى على أحد، فإغلاق المؤسسات الإسلامية، واعتقال من يعبر عن رأيه المخالف لتوجهات الدولة، وسحب جناسي المواطنين السبعة دون محاكمة، كلها مظالم تدفع كل صاحب ضمير حي أن يتحدث عنها.

ولا أذيع سرا إذا قلت أن أحد المسؤولين في الإمارات عبر سابقا عن إعجابه بالتجربة التونسية زمن زين العابدين وتمنى لو يتم نقلها للإمارات، ولعل هذا ما يفسر شدة تعاملهم مع التيار الإسلامي والمنتمين له.

وبرغم أن هذه الأزمة بين خلفان والشيخ القرضاوي قد انتهت من خلال تصريح الأول بأن الموضوع قد أغلق بعد زيارة أمير قطر للإمارات لإنهاء هذه الأزمة، إلا أننا وجدنا العجب من بعض نواب مجلس الأمة الكويتي، فالدويسان يطالب بعقد جلسة خاصة من أجل الرد على الإساءة التي تعرضت لها الإمارات كما يزعم، ودشتي يعلن في تصريح صحافي بأنه لا يقبل التطاول على أي دولة خليجية.

وأقول للنائبين هل نسيتم تصريحاتكم المسيئة لدولتين خليجيتين شقيقتين وهما المملكة العربية السعودية والبحرين؟ هل نسي دشتي تصريحه بأنه سيكون ممثل المعارضين البحرينية في مجلس الأمة الكويتي؟ هل نسي الدويسان اقحامه للمملكة العربية السعودية في موضوع اقتحام بعض النواب وبعض المعارضين لمجلس الأمة الكويتي؟

وأود سؤال النائبين : إن كنتما حريصين على الإمارات، فلماذا لا نسمع لكم صوتا أو دفاعا عن الجزر الإماراتية التي تحتلها إيران؟

أحد الكتاب والإعلاميين الكويتيين والذي لا يستطيع أن يخفي خصومته مع الإخوان، تراه يتحين أي فرصة للهجوم عليهم سواء كان الموضوع يتعلق بالشأن المحلي أو الخارجي، ولذلك لم يكد يصدق سماع تصريح الدكتور السويدان ضد خلفان، حتى بادر بكتابة مقال في صحيفة خليجية يهاجم من ينتمون لفكر الإخوان في الكويت، ويتهمهم بالسعي لضرب أي عمل مشترك لدول مجلس التعاون الخليجي، ونسي هذا المسكين أن نواب الحركة الدستورية هم من أكثر النواب مطالبة بالاتحاد الكونفدرالي بين دول الخليج، فكيف يستقيم أن يكون حجر عثرة ــ بحسب زعمك ــ من يؤيد مثل هذه الدعوات؟

الهاجري والعمل الخيري

فقدت الكويت والعمل الخيري فيها أحد أبنائها الأبرار ممن كانت له صولات وجولات في العديد من دول العالم من أجل تخفيف معاناة الآلاف من الفقراء والمحتاجين، وهو الأخ الحبيب عبداللطيف الهاجري رحمه الله، فلقد كان الفقيد من أحد أعمدة مؤسسة العمل الخيري بجمعية الإصلاح الاجتماعي، واستطاع كسب محبة كل من تعامل معه من خلال ابتسامته التي لا تفارق محياه، وأدبه الجم في الحديث، وتواضعه لمن عملوا تحت رئاسته من الموظفين، ولقد شهدت جنازته ازدحاما شديدا ممن توافدوا لأداء حق الأخوة والوفاء لرجل أمضى زهرة شبابه في خدمة المحتاجين، ودعم قضايا المسلمين، والتي كان من آخرها سعيه الدؤوب في جمع التبرعات لنصرة الشعب السوري.

رحم الله أخانا الحبيب وأسكنه فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنة، وجمعنا وإياه في الفردوس الأعلى، وعظم الله أجر أهله وإخوانه وألهمهم الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.



Twitter : abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي