منى فهد العبدالرزاق الوهيب / رأي قلمي / هل أنت مشروع ؟!!

تصغير
تكبير
| منى فهد العبدالرزاق الوهيب |

يقول أحد المفكرين المعاصرين في لفته ذكية... «كن مشروعاً، أو أسّس مشروعاً، أو ساعد في نجاح مشروع... هناك الكثير من القادة العظام والأئمة الأعلام والعلماء الأثبات والمفكرين الأفذاذ... أكرمهم الله بأن يكونوا مشروعا متكاملا، أشبه بشجرة النخيل، يتفيأ الناس ظلالها ويأكلون من ثمرها، ويمتعون بالنظر إليها، ويستفيدون من القيمة الغذائية التي تقلها.

وهناك من الناس ما إذا تأملنا بأحوالهم وأوضاعهم وجدنا لديهم فراغا ولا يعرفون كيف يملؤونه، وأحيانا يملؤونه بأشياء غير ذي قيمة، تضرهم وتضر غيرهم ولا تنفعهم، ومن لم يتمكن منا أن يجعل من نفسه مشروعاً، فليكن من المؤسسين لمشاريع، كتأسيس الجمعيات والهيئات والمنظمات وإطلاق الأفكار العملية النافعة والمبتكرة.

وإن عجزت أن تكون مشروعا أو مؤسسا لمشروع، فاحرص أن تكون من الصنف الثالث الذي قد لا يستطيع بمفرده أن يؤسس مشروعا، فيساعد أصحاب المشروعات القائمة، بتقديم الرأي والمشورة لهم، أو يقدم جهده ووقته وماله، ليقينه بأن الحياة الحقيقية هي حياة البذل والعطاء والمساهمة، لذا آلت عليه نفسه أن يغادر دون أن يسد ثغرة من مشروع اكتمل، إلى ثغرة يسدها من مشروع تحت التأسيس.

هؤلاء الأصناف الثلاثة هم أعمدة المجتمع وبركة الأمة وملحها وعظمتها ورؤاها، وإن كان أحد الأفراد يشعر بالحرمان والتهميش والتشتت، فهذا كله نتاج البعد وعدم الانغماس في حاجات المجتمع التي تنتظر منه سدها، وانشغاله بهموم صغيرة ومتع زائلة.

فاجعل نفسك من أهل الرقي الروحي والفكري، للارتقاء بالبشرية، كما كان الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - لديهم رؤى وأهداف ومناهج، ارتقت بالبشرية إلى القمم، برسالاتهم التي كانت منظومة حياة متكاملة لا يعتريها الخلل والنقصان، وصالحة لجميع الأزمان.

إن سألتني كيف أكون مشروعاً؟ سأجيبك أيها القارئ العزيز بما يجعلني ويجعلك مشروعاً متكاملا، باتباع بعض السلوكيات التي تعيننا على إقامة مشروع يمثل ذواتنا ويكون أنفسنا... حين نقدم للناس نموذجا من سلوكنا يقتدون به، ونساعد شاباً على رسم خطة لتنمية شخصيته، وحين نساعد حائراً على التخلص من حيرته، وحين نقابل السيئة بالحسنة، ونغض الطرف عن العثرات، وحين نساعد مظلوما على استرداد حقه، وحين نشجع فتى على أن يدرس بجد واجتهاد لخدمة وطنه، وحين نعلم شخصاً حكما شرعياً في مسألة تتصل بسلوكه اليومي، وحين نصنع الأفكار والمفاهيم ونبلورها ونسقطها على أرض الواقع لتكون حلولا لمشكلاتنا، وحين نحض بعضنا البعض على الترابط والتماسك للعيش تحت راية الوطن لرفعته وتنميته، وغيرها من الأساليب الإنسانية التي نوظفها بحياتنا وتكون دستورا لنا ولغيرنا من الأجيال القادمة، والتي بدورها تنظم وترتب جميع أمورنا صغيرها وكبيرها، حينها حتما سنكون مشاريع كالقادة العظام والأئمة الأعلام والعلماء الأثبات والمفكرين الأفذاذ... إن لم نكن نحن هؤلاء القادة والأئمة والعلماء والمفكرون، وغيرنا يحذو حذونا ويقتدي بنا.

من الضروري جدا أن تعرف موقعك من الإعراب في المجتمع حتى تنطلق من منطلقات واقعية، تلامس حاجات المجتمع لإكمال ما نقص منها، أو إصلاح ما اختل فيها، ولابد أن تعرف موقعك على خريطة النجاح حتى تمضي مضي العازمين الواثقين بمسارهم الذي سوف ينتهي بهم إلى الإصلاح والتهذيب والتشذيب، للرقي والإطلال لمستقبل يحمل في طياته مشاريع بشرية تكون ارتكازا لبناء الوطن.

 

[email protected]

twitter: @mona_alwohaib
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي