منى فهد العبدالرزاق الوهيب / رأي قلمي / كم من التساؤلات !

تصغير
تكبير
خيمت أجواء الانتخابات على الجو العام للبلد، كثرت التساؤلات والاستفسارات، ما إن تجلس بمجلس أو اجتماع إلاويتبادر الحضور بالسؤال الأول.. أنت تتبع أي دائرة؟ وما إن تجيب إلا وتنصب عليك الأسئلة صبّا، صوتك لمن؟ وما رأيك بفلان من المرشحين؟ وما هو توجّه فلان؟ وهل هو مستقل أو يتبع تيارا أو حركة أو تجمعاً؟ وهل يتبنى أفكار التيار فقط؟ أم يتبنى الأفكار والصنائع والتحركات؟ وغيرها من أسئلة واستفسارات لانهاية لها.

تلبدت غيوم المخاوف على عقول وقلوب الناس، بعد المرحلة الحرجة التي مررنا بها، ومازلنا نعاني من ترسباتها وتراكماتها، ومن هنا جاءت الصعوبة في الاختيار، من نختار؟ وكيف نختار؟ وأخشى اختيار شخص يُمثل علي ولا يمثلني، بمجرد جلوسه على الكرسي الأخضر يبدأ بالعد التنازلي عن مبادئه وقناعاته ووعوده، مقابل المنصب وتبعاته. ونحن نقول للناخبين تجاوزوا تلك المخاوف، بمعرفة أنفسكم أولا، من أنت أيها الناخب؟ ما هو منهجك؟ وما أفكارك وقناعاتك؟ وما هي درجة ولائك وانتمائك لهذا الوطن؟ فلن يستطيع أحد قياسها من دونك، فأنت وحدك بمعاييرك ومقاييسك المثالية، تستطيع أن تحدد درجة حبك وولائك وانتمائك لوطنك.

فلنبدأ معا بمعرفة أنفسنا، ما طبيعة أفكارنا ومبادئنا وقناعاتنا ومفاهيمنا التي نؤمن بها؟ وما هي مرجعيتنا لتلك الأفكار؟ ومن أين استقيناها؟ ما هي أصولنا الفكرية؟ وما هي مصادرنا المنهجية للمدرسة الفكرية التي ننتمي إليها؟ وهل مبادؤنا تدفعنا لتقديم مصلحة البلد على مصلحة شخوصنا وأهلنا وطائفتنا وعائلتنا وقبيلتنا وتيارنا؟ أم كل ما سبق يسبق الوطن ونضع الوطن بالخانة رقم (10)؟! أنت وحدك أيها الناخب تستطيع أن تجيب عن هذه التساؤلات، وإن كنت صادقا من نفسك وأجبت بكل وضوح وصدق وشفافية، حتما لن تجد الصعوبة في من تختار.

أيها الناخب لديك عقل جبار بكل ما تعني هذه الكلمة، والعقل البشري لا يتعامل مع الأشياء بطريقة مباشرة، بل يتعامل معها عبر أدوات وهي التي ستوصلك لصحة الاختيار، وأنت تمارس التفكير ستحصل على حقائق وأفكار، فلا تحكم على مرشح من دون أن تعرف من هو؟ وحين نتساءل من هو هذا المرشح؟ لا نقصد اسمه وكنيته، بل تعريفه الشخصي وتاريخه السياسي، ومواقفه المجتمعية اتجاه قضايا البلد الداخلية والخارجية، ودرجة انتمائه وولائه للوطن، ماذا يحمل شخصه من أفكار ورؤى وقناعات؟ كن دقيقا في بحثك واطلاعك على من سيمثلك، ودقتك إن دلت على شيء فستدل على فهمك لواقع بلدك.

اجعل لك منهاجا في الاختيار، ومنظومة أفكار تأهلك لانتخاب الأمثل، وكن مستقلا باختيارك، واجعل لك ثقافة علمية تؤدي بك لانتقاء من ينهض بالمجتمع ويرتقي به، اقرأ الواقع بفهم عميق ونظرة ثاقبة تُعدك لاختيار الأصلح والأمثل، حتى تتعرف على من هم الأشخاص الذين تبنوا منطق الإغراء المادي أو المعنوي، وباعوا الوطن والمواطنين، واسترقت الأموال والمناصب رقابهم، اتبع من يحمل أيديولوجية مؤصلة تأصيلا شرعيا، تتفاعل مع معطيات الواقع بممارسات ترتكز على مصادر قانونية منبعها القرآن والسنة، ثق أيها الناخب ما إن تتعرف على نفسك، وتجيب عن التساؤلات السابقة، مباشرة ستتخلص من مخاوف الإدلاء بصوتك، وستصيب الهدف، وتدرك كيف تختار الشخص المناسب للمكان المناسب.



منى فهد عبدالرزاق الوهيب

[email protected]

twitter: @mona_alwohaib
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي