« عشيرج هي محطة جلب صخور البناء »
صالح المذن: بيوت الكويتيين في الماضي ملائمة للبيئة فكانت باردة في الصيف دافئة في الشتاء
مع أخيه طارق المذن
... وفي معرض الشارقة
صالح المذن واقفاً عند الأبواب والدرايش القديمة
سقف الدار الكويتية قديماً
البيت الكويتي قديماً وبعض محتوياته
أنواع وأشكال الأبواب الكويتية في الماضي
... والدهريز
الروشنة واستخدامها
المذن مع الشيخ حمد الجابر العلي وزير الإعلام عندما كان سفيراً في الرياض في مناسبة إقامة معرض العيد الوطني الكويتي هناك
صالح المذن ونظرة لعدسة «الراي» (تصوير: علي السالم)
البنيان الكويتي القديم له طابع خاص ورونق مميز، فلقد عرفت فرجان الكويت بمزايا يحدثنا ضيفنا اليوم صالح محمد المذن عن اقسام البيت الكويتي وانواع ابوابه والمسميات **التي تطلق عليها كما يذكر لنا طبيعة البيت الكويتي الذي بني ملائماً للبيئة فيتطرق معنا الى المواد والاساسات التي شيدت البيوت منها في الماضي كما يتخلل حديثنا معه عن هذه الهواية والاهتمام ما كان هو دافعها ومتى بدأت معه فلنترك له ذلك: في البنيان تعلمت هذه المسميات التي للبنيان من والدي محمد المذن واحمد المذن عمي وانا عشت معهما منذ كنت صغيرا وكنت ارافقهما في ذهابهما الى البر والبحر... كنت لما اعمل داراً من باستيل يقول: لي والدي اجعل باستيل صغيراً مثل عين الحمامة وكذلك طوفة «الجدار» يعلمني طولها وعرضها وكل الامور هذه اخذتها منهما الى جانب نجلس مع كثير من الاستادية مثل المرحوم سليمان العساكر بومحمد كان احد الاستادية وكذلك مع عبدالرزاق الدعي كان احد اهل البنيان ومازلت اتعلم واسأل لكي ازداد علما، واما الخشب فلقد اخذ هذه الامور الخاصة في الابواب تعلمتها من أهل هذه المهنة النجارين اباً عن جد اذكر منهم العبيد يوسف بوعبدالله وهو من جيراننا في كيفان وكان متمكنا في النجارة والشايجي والخلف والتركيت وهؤلاء سألتهم وحاورتهم وتعلمت منهم ولما كنت اسألهم كانوا يقولون انت عندك معلومات اكثر منا وكانوا جزاهم الله خيرا يثنون عليّ... وكنت اقول لهم انا فعلاً عندي معلومات لكن اريد ان اخذ واتعلم اكثر وازداد معرفة.
المنجرة
بعد ذلك صار عندي منجرة كلها في تراث البنيان الكويتي القديم صار لي من قبل الغزو وانا عندي منجرة وكان عندي عمال لكن انا كنت اشرف عليهم اذهب الى جميع المواقع واشرف عليها بنفسي... وانا مهتم بتراث الكويت من ناحية البنيان الكويتي والمسميات التي في البيوت تصاميم قديمة للبيوت والدور وملحقات واقسام البيت الكويتي وانا ادركت كثيرا من كبار السن واخذت منهم سواء نجارة او بنيان من صغري وانا مهتم في النجارة واشتري الابواب الصغيرة والنوافذ من صغري وانا عاشق هذه الامور وصار عندي خبرة حتى في بنيان الخليج، اذا شفت الباب اعرف انه عماني وسعودي واي منطقة من مناطق خليجنا وانا نشأت ما بين ابوي وعمي والدي محمد المذن وعمي احمد كنت مرافق معهما واسألهم عن البنيان ومستلزماته اذكر ان والدي حينما كنت اود عمل دار يقول لي «صغر الباستيل خلها مثل عين الحمامة» وحتى عرض الطوف «الجداري» ينبهني عنها ولم يقتصر الامر على ذلك بل جلست مع الاستاد سليمان العساكر وعبدالرزاق الدعي وغيرهما من الاستادية فاخذ منهم امور البنيان اما النجارة فآخذ من يوسف العبيد من جيراننا في كيفان كان متمكنا وهو اب عن جد اخذ هذه المهنة وكذلك الشايجي والخلف التركيت هؤلاء حاورتهم وعملت لهم عدة لقاءات وانا كنت اشتغل بيدي واسس منجرة لتراث من قبل الغزو كنت شخصياً اديرها واصمم منذ 1985 اما في النجارة والبحث فانا من سنة 1973 وابحث واجمع واسأل واجري لقاءات.
وانا هاو لانني احب امور التراث الخاص في النجارة واجمع واسأل يوم كان سوق الحراج في موقعه القديم كنت اذهب واشتري بابا قديما او دريشة قديمة اول اي شيء يتعلق في تراث البنيان... واذا لم اجد شيئاً اشتري طلي «خروف صغير» واذهب به الى الجاخور عند حلالنا.
الشغل
انا اخذ يدي وتعلمت ومارست عمل النجارة كنت انا اعمل بيدي والمحبة لهذه الامور هي التي جعلتني امارسها وكل ما عملت «كبري» كنت احرص على انني اجعل الشباك والدريشة والابواب من الطراز القديم... حتى انني عملت غرفة في بيتنا على الطراز القديم وجعلت كل شيء فيها من تراث الكويت القديم وجعلت لها رسما وصارت هي ارغب دار في البيت انا خليته مكانها في الحوش وكل من جاءنا زائر فضل الجلوس في هذه الدار لانها من باستيل وكندل وكل شيء قديم فيها.
أوصاف
البيت الكويتي لم يبن عبثاً بل له مواصفات، الكويتيون بنوا بيوتهم ملاءمة للبيئة دافئة الغرف في الشتاء وبادرة في الصيف ويتضح من خلال المواد المستعملة في البناء هي التي تجعلا بيتا ملائما للبيئة... اول ما تدخل بيت الكويتي في الماضي من الباب الرئيسي تدخل في الدهريز وهو في اللهجة الكويتية هكذا لكن في اللغة العربية يطلق عليه الدهليز وهو ممر تدخل من خلاله الى الحوش وكل دهريز في البيوت الكويتية له «رادة» وهي الصدة تكون من جدار او حاجز من طوفة وقد صنعت الردة لكي يحجب الرؤية لمن يدخل حتى لا يكون البيت مكشوفاً له... وهناك بيت حوش الحرم للأسرة وهناك ديوانية منفصلة وحوش وهناك حوش يكون به حلال ودار السعف وبه المطبخ ويسمى ذاك الحوش.
الآجر
ويستخدم في الحوش طابوق الاجر المربع 25 في 30 وسماكته 5 سنتيمترات وهو فخار طين ويأتي به من العراق وهو طابوق محروق واذا رشق في الماء اصبح بارداً اي يعطي برودة.
الليوان
وهناك ليوان في كل بيت واذا لم يكن هناك ليوان وضع بدل منه عريش وليوان اذا كان البيت صغيرا له جهة واحد واذا كان بيتا كبيرا له جهتان.
الجليب
كل بيت في وسطه بركة هذا بعدما جاء دور الاسمنت في البناء لكن في الماضي كان هناك كل بيت جليب ماء ويكون مطوي بالصخر وهو الاساس في البناء لا يبنى بيت الا يحفر قبله الجليب لكي يؤخذ منه الماء حين البناء ويكون الماء غير صالح للشرب يستخدم للغسيل وما شابه... والحوش تطلع عليه جميع الغرف والشمس تدخل كل اجزاء البيت فهو بيت صحي هكذا البيت العربي الكويتي... واذا دخل صاحب البيت بيته واغلق الباب صار منعزلا عما كان خارجه لان نوافذ «الدرايش» الغرف كلها تفتح على الحوش لا تفتح على الشارع الا نوافذ «درايش» الدواوين... كان الناس تحافظ على الستر والأمان... ولا تفتح نحو الشارع الا دريشة «الكتيبة» وهي صغيرة وتكون في العلو من اجل ان يخرج منه الدخان حين اشعال النار في البيت... وهناك المسابح وكذلك المختلى.
السطح
وهناك السلم الذي تؤدي الى سطح البيت والسطح به حاجز مشخل وباقدير نافذ لمرور الهواء لان في الماضي كان الناس تنام على السطح فتوضع نوافذ لمرور الهواء في حاجز السطح ويسمى «شخال اللحجة».
الدار
الدار الكويتية اي لابد ان يكون بها رواشن ودرايش مرتفعة لها حماية من حديد يمر من خلالها الهواء... والروشنة هي المشكاة المذكورة في القرآن وهي تستخدم لجعل الحاجات والاغراض بها وهي تحفر في الطوفة حين البناء ويجعل لها عتب من كندل من يكمل البناء فوقه والدار تكون طولية وليست عرضية حتى لا ينهمر البنيان ويكون مائلاً والذي يجعل الدار باردة هي سماكة الطوفة «الجدار» وارتفاع السقف سماكة الطوفة تكون 60 سنتيمتراً وداخل الارض عمقها 80 سنتيمتراً إلى متر وهذا يجعل اساسه قوياً والطين الذي على الطوفة هو عازل للحرارة وكذلك الجص الذي يأتي به من منطقة المجاص ويكون محروقاً وهو يجعل الطوفة ناعمة وفي الوقت نفسه وهو عازل للحرارة... اما الارتفاع الذي هو السقف من ثلاثة امتار الى اربعة هو من الكندل يصف ويوضع عليه باستيل ثم البواري المنقور ثم توضع طبقة طين عليه ومقدارها 10 سنتيمترات وبعدها رماد يثر عليها كلها حتى تكون عازلة وتمنع الخرير والرطوبة ثم توضع طبقة طينية 10 سنتيمترات اخرى ومخلوط معها تبن ثم تمسح في الطين حتى تكون ناعمة ويجعل للسطح منسوب على المرازيم لكي ينزل ماء المطر من عليه في انسياب وعندما جاءت البرك جعلوا هناك شتر يربط لكي ينزل ماء المطر في البرك ويخزن.
الديوانية
الديوانية تكون كبيرة وهناك دار لوقود النار وبها اوجار والمشب وارفف لدلال والغواري لان بها تعمل القهوة... وكانت الدلة الكويتية معروفة في الجودة... وهناك دار المعيشة للنوم بها.
المقتنيات
من متقنيات الدار الكويتية الكبت «دولاب» ذو تاج والصندوق المبيت والبلنق الذي هو السرير والمنز سرير الطفل كان يعمل من جريد النخل... وهناك بها كاروكه كانت تجلب من الهند لكن نجارين الكويت هم من يعملونها وهي مثل المرجاحة للطفل حين نومه.
الملاءمة
بنى الكويتيون بيوتهم في الماضي ملاءمة للبيئة فكانت دافئة في الشتاء باردة في الصيف كانت الشمس تدخل على جميع اجزاء البيت الكويتي كانت الصخور التي تستخدم في البناء تجلب من عشيرج، الابواب الكويتية كانت كلها من خشب الصاج... باب بوتواليت الباب الرئيسي للبيت والباب المقطع وباب بوخوخة وقد ذكرت الخوخة في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال «أغلقوا جميع أبواب المسجد الا خوخة أبو بكر».
والباب المسماري وهو أول باب عرف في الكويت له صفكاتان وفيه مسامير ثم جاء بوخوخة وهو ايضاً مسماري وفيه باب صغير وهناك خو ختان على اليسار وعلى اليمين وهناك خوخه في المسقف... باب ابورمانة... وابواب المسابح والمفاتيح تختلف... وام كف هي المطرقة للضرب على الباب من اجل السماع والمسكه وهي قضيب نحاس له يد تمسك بها حتى ترد الباب وهناك حلقة ام برقع وهي للابواب الكبيرة التي تكون خارجية ولا يمسك الباب ويثبتوه الا الشلامين وهي التي يدخل بها المسامير وهناك المزلاج وهو خاص في الباب المسماري وابوخوخة... اما بوتواليت والمقطع فليس فيه مزلاج لانه ليس قديما وعمره بحدود ثمانين عاما لان فيه قفلا جاهزا وهو من صناعة الهند.
... وهناك غرفة في السطح غرفة معلقة اما التي في البيت فيطلق عليها دار... وهناك ليوان في سطح يسمى «مصباح» يجلس فيه وقت الصبح اي وقت المشراق وهو يوضع على جهة الشمس... وهناك غرفة للعرفج تكون في الحوش وايضاً هناك دار يطلق عليها «البارقة» وهي مكان مفتوحة لكن لها سقف وهي مكان للبقر حين تنظف مكانها توضع في «البارقة».
الأبواب
الباب الرئيسي هو الباب المسماري يكون فيه مسامير له صفكاتان وهو الخارجي «وهو باب بوخوخة اي باب كبير داخله باب صغير... يسمى خوخة»... وايضاً يصبح الباب الخارجي باب «بوتواليت» له «فرزه» مثل قصة الرأس... وهناك باب مقطع مجزأ... اما الداخلي فهو باب بورمانة... وابواب الكويت تختلف عن ابواب نجد لان ابواب الكويت من خشب الصباح اما نجد فهي من خشبة الاثل... اما المشابه للكويت هي ابواب الاحساء والبحرين والقطيف وعمان وزنجبار.
البرودة
البيت الكويتي كان بارداً في الصيف لان بنيانه من طين وصخر البحر والطين ارخص من صخر البحر لان ساحل البحر كله صخر وعندما نفد توجهوا الى عشيرج حيث متوافرة به على ساحله الصخور بكثرة وعشيرج مقابل الدوحة.
... والتواليت هو باب خارجي على الشارع وايضاً في المدارس والمساجد والدوائر الحكومية والمسمار كذلك خارجي وايضاً ابوخوخة كلها خارجية... اما المقطع يوضع داخل البيت وكذلك بورمانة ايضاً داخل الدور لانهما مقطعان والمقطع هو ذات وصلات خشبة تجمع منها الباب وجميع المسامير من خشب وكل الابواب لها كتايب وهي فتحات من اجل مرور الهواء.
الاهتمام
لقد اهتممت في مجال بناء البيت الكويتي القديم لانني رأيتها صحية ملائمة للبيئة وكانت جامعة الناس ونحن عندنا فريق اسم الموروث الكويتي يتكون من عشرة اعضاء كل له مجال وانا رئيس لجنة المباني التاريخية ومقتنيات البيت الكويتي فكل مسميات البيت الكويتي عندي ونحن ينبع اهتمامنا بشيء هذا حتى لا يندثر لان الناس الكبار توفاهم الله وانا اخذ هذه المعلومات منهم والحكومة لم تقصر وفرت لنا مكانا في قرية البحار محل من المشاركة الاعلامية لذا شاركنا في معارض داخل الكويت وخارجها وقد شاركت في الشارقة والرياض... وتأتيني اسئلة كثيرة من الطلبة وكذلك المهندسون يسألونني عن المباني القديمة والمسميات واجزاء البيت الكويتي وانا لا ارد سائلا يسألني مثل ما تعلمت اعلم.
وهناك لقاءات كثيرة في الاذاعة والشيخة امثال هي رئيسة العمل التطوعي وقد اخذنا بيت العثمان وسوف يكون متحفا للتراث كله فيه كل شيء قديم في الكويت.
المسامير
انواع المسامير القديمة كثيرة ولها مسميات هناك المسمار الذي يكون في باب اسمه مسمار «مقبب» وهو منتفخ له نصف دائرة وهناك مسمار اسمه مسمار صف اي ممسوح الرأس كان يجعل للدراويز الكبيرة وكله حديد وصناعة كويتية كان النجار يرتبط في الحداد من ناحية العمل وكذلك البناء لا تستغني عن النجار لان قوالب البناء التي فيها اللبن يصنعها النجار وهذا يتضح في بناء سور الكويت في رمضان وشوال.
المنجرة
بعد ذلك صار عندي منجرة كلها في تراث البنيان الكويتي القديم صار لي من قبل الغزو وانا عندي منجرة وكان عندي عمال لكن انا كنت اشرف عليهم اذهب الى جميع المواقع واشرف عليها بنفسي... وانا مهتم بتراث الكويت من ناحية البنيان الكويتي والمسميات التي في البيوت تصاميم قديمة للبيوت والدور وملحقات واقسام البيت الكويتي وانا ادركت كثيرا من كبار السن واخذت منهم سواء نجارة او بنيان من صغري وانا مهتم في النجارة واشتري الابواب الصغيرة والنوافذ من صغري وانا عاشق هذه الامور وصار عندي خبرة حتى في بنيان الخليج، اذا شفت الباب اعرف انه عماني وسعودي واي منطقة من مناطق خليجنا وانا نشأت ما بين ابوي وعمي والدي محمد المذن وعمي احمد كنت مرافق معهما واسألهم عن البنيان ومستلزماته اذكر ان والدي حينما كنت اود عمل دار يقول لي «صغر الباستيل خلها مثل عين الحمامة» وحتى عرض الطوف «الجداري» ينبهني عنها ولم يقتصر الامر على ذلك بل جلست مع الاستاد سليمان العساكر وعبدالرزاق الدعي وغيرهما من الاستادية فاخذ منهم امور البنيان اما النجارة فآخذ من يوسف العبيد من جيراننا في كيفان كان متمكنا وهو اب عن جد اخذ هذه المهنة وكذلك الشايجي والخلف التركيت هؤلاء حاورتهم وعملت لهم عدة لقاءات وانا كنت اشتغل بيدي واسس منجرة لتراث من قبل الغزو كنت شخصياً اديرها واصمم منذ 1985 اما في النجارة والبحث فانا من سنة 1973 وابحث واجمع واسأل واجري لقاءات.
وانا هاو لانني احب امور التراث الخاص في النجارة واجمع واسأل يوم كان سوق الحراج في موقعه القديم كنت اذهب واشتري بابا قديما او دريشة قديمة اول اي شيء يتعلق في تراث البنيان... واذا لم اجد شيئاً اشتري طلي «خروف صغير» واذهب به الى الجاخور عند حلالنا.
الشغل
انا اخذ يدي وتعلمت ومارست عمل النجارة كنت انا اعمل بيدي والمحبة لهذه الامور هي التي جعلتني امارسها وكل ما عملت «كبري» كنت احرص على انني اجعل الشباك والدريشة والابواب من الطراز القديم... حتى انني عملت غرفة في بيتنا على الطراز القديم وجعلت كل شيء فيها من تراث الكويت القديم وجعلت لها رسما وصارت هي ارغب دار في البيت انا خليته مكانها في الحوش وكل من جاءنا زائر فضل الجلوس في هذه الدار لانها من باستيل وكندل وكل شيء قديم فيها.
أوصاف
البيت الكويتي لم يبن عبثاً بل له مواصفات، الكويتيون بنوا بيوتهم ملاءمة للبيئة دافئة الغرف في الشتاء وبادرة في الصيف ويتضح من خلال المواد المستعملة في البناء هي التي تجعلا بيتا ملائما للبيئة... اول ما تدخل بيت الكويتي في الماضي من الباب الرئيسي تدخل في الدهريز وهو في اللهجة الكويتية هكذا لكن في اللغة العربية يطلق عليه الدهليز وهو ممر تدخل من خلاله الى الحوش وكل دهريز في البيوت الكويتية له «رادة» وهي الصدة تكون من جدار او حاجز من طوفة وقد صنعت الردة لكي يحجب الرؤية لمن يدخل حتى لا يكون البيت مكشوفاً له... وهناك بيت حوش الحرم للأسرة وهناك ديوانية منفصلة وحوش وهناك حوش يكون به حلال ودار السعف وبه المطبخ ويسمى ذاك الحوش.
الآجر
ويستخدم في الحوش طابوق الاجر المربع 25 في 30 وسماكته 5 سنتيمترات وهو فخار طين ويأتي به من العراق وهو طابوق محروق واذا رشق في الماء اصبح بارداً اي يعطي برودة.
الليوان
وهناك ليوان في كل بيت واذا لم يكن هناك ليوان وضع بدل منه عريش وليوان اذا كان البيت صغيرا له جهة واحد واذا كان بيتا كبيرا له جهتان.
الجليب
كل بيت في وسطه بركة هذا بعدما جاء دور الاسمنت في البناء لكن في الماضي كان هناك كل بيت جليب ماء ويكون مطوي بالصخر وهو الاساس في البناء لا يبنى بيت الا يحفر قبله الجليب لكي يؤخذ منه الماء حين البناء ويكون الماء غير صالح للشرب يستخدم للغسيل وما شابه... والحوش تطلع عليه جميع الغرف والشمس تدخل كل اجزاء البيت فهو بيت صحي هكذا البيت العربي الكويتي... واذا دخل صاحب البيت بيته واغلق الباب صار منعزلا عما كان خارجه لان نوافذ «الدرايش» الغرف كلها تفتح على الحوش لا تفتح على الشارع الا نوافذ «درايش» الدواوين... كان الناس تحافظ على الستر والأمان... ولا تفتح نحو الشارع الا دريشة «الكتيبة» وهي صغيرة وتكون في العلو من اجل ان يخرج منه الدخان حين اشعال النار في البيت... وهناك المسابح وكذلك المختلى.
السطح
وهناك السلم الذي تؤدي الى سطح البيت والسطح به حاجز مشخل وباقدير نافذ لمرور الهواء لان في الماضي كان الناس تنام على السطح فتوضع نوافذ لمرور الهواء في حاجز السطح ويسمى «شخال اللحجة».
الدار
الدار الكويتية اي لابد ان يكون بها رواشن ودرايش مرتفعة لها حماية من حديد يمر من خلالها الهواء... والروشنة هي المشكاة المذكورة في القرآن وهي تستخدم لجعل الحاجات والاغراض بها وهي تحفر في الطوفة حين البناء ويجعل لها عتب من كندل من يكمل البناء فوقه والدار تكون طولية وليست عرضية حتى لا ينهمر البنيان ويكون مائلاً والذي يجعل الدار باردة هي سماكة الطوفة «الجدار» وارتفاع السقف سماكة الطوفة تكون 60 سنتيمتراً وداخل الارض عمقها 80 سنتيمتراً إلى متر وهذا يجعل اساسه قوياً والطين الذي على الطوفة هو عازل للحرارة وكذلك الجص الذي يأتي به من منطقة المجاص ويكون محروقاً وهو يجعل الطوفة ناعمة وفي الوقت نفسه وهو عازل للحرارة... اما الارتفاع الذي هو السقف من ثلاثة امتار الى اربعة هو من الكندل يصف ويوضع عليه باستيل ثم البواري المنقور ثم توضع طبقة طين عليه ومقدارها 10 سنتيمترات وبعدها رماد يثر عليها كلها حتى تكون عازلة وتمنع الخرير والرطوبة ثم توضع طبقة طينية 10 سنتيمترات اخرى ومخلوط معها تبن ثم تمسح في الطين حتى تكون ناعمة ويجعل للسطح منسوب على المرازيم لكي ينزل ماء المطر من عليه في انسياب وعندما جاءت البرك جعلوا هناك شتر يربط لكي ينزل ماء المطر في البرك ويخزن.
الديوانية
الديوانية تكون كبيرة وهناك دار لوقود النار وبها اوجار والمشب وارفف لدلال والغواري لان بها تعمل القهوة... وكانت الدلة الكويتية معروفة في الجودة... وهناك دار المعيشة للنوم بها.
المقتنيات
من متقنيات الدار الكويتية الكبت «دولاب» ذو تاج والصندوق المبيت والبلنق الذي هو السرير والمنز سرير الطفل كان يعمل من جريد النخل... وهناك بها كاروكه كانت تجلب من الهند لكن نجارين الكويت هم من يعملونها وهي مثل المرجاحة للطفل حين نومه.
الملاءمة
بنى الكويتيون بيوتهم في الماضي ملاءمة للبيئة فكانت دافئة في الشتاء باردة في الصيف كانت الشمس تدخل على جميع اجزاء البيت الكويتي كانت الصخور التي تستخدم في البناء تجلب من عشيرج، الابواب الكويتية كانت كلها من خشب الصاج... باب بوتواليت الباب الرئيسي للبيت والباب المقطع وباب بوخوخة وقد ذكرت الخوخة في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال «أغلقوا جميع أبواب المسجد الا خوخة أبو بكر».
والباب المسماري وهو أول باب عرف في الكويت له صفكاتان وفيه مسامير ثم جاء بوخوخة وهو ايضاً مسماري وفيه باب صغير وهناك خو ختان على اليسار وعلى اليمين وهناك خوخه في المسقف... باب ابورمانة... وابواب المسابح والمفاتيح تختلف... وام كف هي المطرقة للضرب على الباب من اجل السماع والمسكه وهي قضيب نحاس له يد تمسك بها حتى ترد الباب وهناك حلقة ام برقع وهي للابواب الكبيرة التي تكون خارجية ولا يمسك الباب ويثبتوه الا الشلامين وهي التي يدخل بها المسامير وهناك المزلاج وهو خاص في الباب المسماري وابوخوخة... اما بوتواليت والمقطع فليس فيه مزلاج لانه ليس قديما وعمره بحدود ثمانين عاما لان فيه قفلا جاهزا وهو من صناعة الهند.
... وهناك غرفة في السطح غرفة معلقة اما التي في البيت فيطلق عليها دار... وهناك ليوان في سطح يسمى «مصباح» يجلس فيه وقت الصبح اي وقت المشراق وهو يوضع على جهة الشمس... وهناك غرفة للعرفج تكون في الحوش وايضاً هناك دار يطلق عليها «البارقة» وهي مكان مفتوحة لكن لها سقف وهي مكان للبقر حين تنظف مكانها توضع في «البارقة».
الأبواب
الباب الرئيسي هو الباب المسماري يكون فيه مسامير له صفكاتان وهو الخارجي «وهو باب بوخوخة اي باب كبير داخله باب صغير... يسمى خوخة»... وايضاً يصبح الباب الخارجي باب «بوتواليت» له «فرزه» مثل قصة الرأس... وهناك باب مقطع مجزأ... اما الداخلي فهو باب بورمانة... وابواب الكويت تختلف عن ابواب نجد لان ابواب الكويت من خشب الصباح اما نجد فهي من خشبة الاثل... اما المشابه للكويت هي ابواب الاحساء والبحرين والقطيف وعمان وزنجبار.
البرودة
البيت الكويتي كان بارداً في الصيف لان بنيانه من طين وصخر البحر والطين ارخص من صخر البحر لان ساحل البحر كله صخر وعندما نفد توجهوا الى عشيرج حيث متوافرة به على ساحله الصخور بكثرة وعشيرج مقابل الدوحة.
... والتواليت هو باب خارجي على الشارع وايضاً في المدارس والمساجد والدوائر الحكومية والمسمار كذلك خارجي وايضاً ابوخوخة كلها خارجية... اما المقطع يوضع داخل البيت وكذلك بورمانة ايضاً داخل الدور لانهما مقطعان والمقطع هو ذات وصلات خشبة تجمع منها الباب وجميع المسامير من خشب وكل الابواب لها كتايب وهي فتحات من اجل مرور الهواء.
الاهتمام
لقد اهتممت في مجال بناء البيت الكويتي القديم لانني رأيتها صحية ملائمة للبيئة وكانت جامعة الناس ونحن عندنا فريق اسم الموروث الكويتي يتكون من عشرة اعضاء كل له مجال وانا رئيس لجنة المباني التاريخية ومقتنيات البيت الكويتي فكل مسميات البيت الكويتي عندي ونحن ينبع اهتمامنا بشيء هذا حتى لا يندثر لان الناس الكبار توفاهم الله وانا اخذ هذه المعلومات منهم والحكومة لم تقصر وفرت لنا مكانا في قرية البحار محل من المشاركة الاعلامية لذا شاركنا في معارض داخل الكويت وخارجها وقد شاركت في الشارقة والرياض... وتأتيني اسئلة كثيرة من الطلبة وكذلك المهندسون يسألونني عن المباني القديمة والمسميات واجزاء البيت الكويتي وانا لا ارد سائلا يسألني مثل ما تعلمت اعلم.
وهناك لقاءات كثيرة في الاذاعة والشيخة امثال هي رئيسة العمل التطوعي وقد اخذنا بيت العثمان وسوف يكون متحفا للتراث كله فيه كل شيء قديم في الكويت.
المسامير
انواع المسامير القديمة كثيرة ولها مسميات هناك المسمار الذي يكون في باب اسمه مسمار «مقبب» وهو منتفخ له نصف دائرة وهناك مسمار اسمه مسمار صف اي ممسوح الرأس كان يجعل للدراويز الكبيرة وكله حديد وصناعة كويتية كان النجار يرتبط في الحداد من ناحية العمل وكذلك البناء لا تستغني عن النجار لان قوالب البناء التي فيها اللبن يصنعها النجار وهذا يتضح في بناء سور الكويت في رمضان وشوال.
