No Script

عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / إنسان غير محترم

تصغير
تكبير
في نهاية أحد الأيام الدراسية توجهت إلى مدرسة أبنائي لإحضارهم إلى البيت، وكان من المظاهر التي اشمأزت منه النفس تواجد أحد أولياء الأمور وهو يرتدي «شورت قصير» وقد بدت من أسفله ملابسه الداخلية، ناهيك عن منظر الأفخاذ المملوءة بالشعر، وقد كان من بين أولياء الأمور المتواجدين مجموعة من الأمهات، في الحقيقة تعجبت من هذا التصرف من ذلك الرجل وتفكرت في حاله وقلت ما الذي يدفع الإنسان إلى تحقير نفسه بين الناس.

إن الإنسان الذي يحرص على اكتساب احترام الآخرين إنما يدل على احترامه لنفسه وتقديره لذاته ولذلك تجده ينتبه على تصرفاته وسلوكياته، ويراجع نفسه قبل أن ينطق لسانه. إلا أن هناك فئة من الناس فقدت الحياء وأصبحت لا تبالي بمن حولها، وهذا دليل سوء أخلاقها وضعف تربيتها، وطبيعة النفسية التي يعيشون بها.

خذوا مثالاً على ذلك بعض المدخنين، فمنهم من يدخل المستشفيات والمراكز الطبية والسيجارة بيده، ثم ينفث الدخان في الأجواء التي حوله دون مراعاة لمن حوله وخاصة المرضى، وبعضهم يكرر المشهد نفسه عند دخوله على الناس في الديوانيات، وغيرها من الأماكن المغلقة.

وإذا انتقلنا إلى الشوارع فحدث ولا حرج، فمن الناس من يسير على دفة الشارع ويربك السير وربما عطل سيارات الشرطة أو الإسعاف، وأحياناً يتطاير الحصى على زجاج السيارات التي خلفه وقد يؤدي إلى إتلافها، وآخرون لا يلتزمون بالوقوف مع الناس عند الإشارة الضوئية، فتراه يأتيك من الجانب ويدخل عليك ويتبعه الآخرون، وللأسف أصبحت ترى حتى سيارات النقل العام تقوم بالفعل نفسه.

ومن التصرفات التي تنم عن قلة التربية، نزول بعض الشباب من سياراتهم عند الإشارات وخاصة في بعض مسيرات حفلات الزفاف، ويبدأون بالرقص أمام الناس وفي الشارع العام، وآخرون يعطلون السير ويقومون بالاستعراض في سياراتهم، ليزعجوا الناس ويهددوا أرواحهم. وبعض الناس برغم ركوبه لسيارت فارهة إلا أنه لا يبالي بإلقاء المخلفات من سيارته، ما يدل على الثقافة المتخلفة التي يحملها.

في الكويت تعودنا على زيارات الدواوين والمجالس، وكم يسقط بعض الناس من عينك وخاصة أصحاب الشيبات عندما تشمل أحاديثهم عبارات ذات ايحات جنسية، وأحياناً لا يكتفون بالتلميح وإنما يلجؤون للتصريح، فاحترموا شيباتكم المصبوغة يرحمكم الله.

وإذا انتقلنا إلى العنصر النسائي فماذا عسانا أن نقول، ففتيات يكشفن من أجسادهن أكثر مما يسترن، وأخريات تسمع صوت ضحكاتهن ولو كنت في آخر الممر، وثالثة تتجرأ في الحديث عن مغامراتها الغرامية، فأين الأدب وأين الحياء؟ وصدق المصطفى عليه الصلاة والسلام إذ يقول «إذا لم تستح فاصنع ما شئت».

إن كسب احترام الآخرين لا يحتاج أن يكون الإنسان غنياً أو صاحب نفوذ، أو ابن عائلة كما يقولون، وإنما تكسب الاحترام من خلال التزامك بالقيم السامية والأخلاق النبيلة، وكف أذاك عن الآخرين، والحرص على عدم مضايقتهم بالقول أو الفعل.

أتمنى أن تكون هناك حملة قيمية على مستوى الدولة تتبنى تعزيز مفهوم احترام الآخرين، تشارك بها مختلف المؤسسات الحكومية وخاصة وزارة الأوقاف والتربية والإعلام وتشارك بها جمعيات النفع العام والمؤسسات الشعبية، لأن الموضوع في اعتقادي يتحمل مسؤوليته الجميع، ولعل الأخ العزيز علي العجمي مدير مشروع «ركاز لتعزيز الأخلاق» أن يتبنى الموضوع في الحملات المقبلة.





عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

Alfadli-a@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي