مبارك الهزاع / محقان / «ليش مو لابس قحفية»؟

تصغير
تكبير
ثقافة الحكومة في البطش والتعزير ليست بجديدة، حتى يفزع الناس بل هو امر جبل عليه الكويتيون منذ احداث المجلس التشريعي الاول بل وذهبت السلطة الى ابعد من ذلك واعدمت وضربت وشوهت سمعة من يختلف معها في نهجها اللاحضاري، وحتى لو اتينا لسنوات الانقلاب على الدستور فسنجد ان معظم الاسباب غير منطقية ولا تستند الا لمنطق واحد وهي ثقافة «يا ولد اسمع الكلام» فأسباب تعطيل الدستور في 1976 تم تبريرها بعدة أمور من قبل الحكومة ومنها تعطيل مشروعات القوانين، التي تراكمت منذ مدة طويلة لدى المجلس وضياع الكثير من جلسات المجلس من دون فائدة، فجميع هذه التبريرات لا سند لها وتم تفنيدها على مر السنين، وان كان هذا الكلام صحيحاً، فأنا اريد ان اعرف ما هي الانجازات لجميع هذه الحكومات المتعاقبة؟ فكل ما أتى لصالح المواطن أتى من اعضاء مجلس الامة! ومنها تأميم النفط والتأمينات الاجتماعية وتخصيص الكويتية وشركة الاتصالات الثالثة و قانون السكن الخاص وغيرها من الامور، التي لا فضل لتلك الحكومات فيها.

التاريخ يعيد نفسه باسم التنمية مرة اخرى و كذبوا، فالحكومة تريد التنمية «بس ماتحب الصراخ... حرسك من العين»، وهي تتظاهر بانها تحضر للمجلس دائما متغافلة انها تغيبت كثيرا من دون اسباب في السنوات الثلاث الماضية! ومع هذه الاعذار نفسها والاوهام نفسها تخلقها الحكومة لتغطي على ضعفها، فخطة التنمية بالنسبة لها شراء الهدايا وتعيينات في شركة النفط «الي اهو حلالنا»! و«شوية صلبوخ» و«شوية» مناقصات تجديد لمشاريع اكل عليها الدهر واستبدلتها تكنولوجيا حديثة.

ان ما يحدث من نهج كما قلنا ليس بجديد، ولكن الجديد الان هو فرض سياسة الامر الواقع كما يرونها من خلال اهانة الناس العزل ولو بسبب كلمة و تعزيز لدولة البلطجة من خلال بث الاكاذيب و دفع الاموال للتلميع، فتصبح حكومة يعتمد بقاؤها على اعلانات مدفوعة الاجر من قبل دواوين لا يزورها الا ثلاثة انفار وشخصيات ليس لها اي ثقل فعلي في المجتمع، بل و ذهبوا الى ابعد من ذلك من خلال نقض ما كانوا ينادون به من دولة المؤسسات من خلال استحضار و تعزيز القبلية لاخضاع المعارضة من ابناء القبائل والطعن في شرف النواب بشكل مستمر لنتعود على اخلاق وعبارات لم نكن لنتخيل ان نسمعها على التلفاز ونراها في الصحف، كل هذا في سبيل الابقاء على الشيء لا تطويره الا وهي الحكومة.

ان بقاء حكومة بهذه المواصفات كارثة على مستقبل الكويت، ويجب ان تستمر كتلة الا الدستور بالتصعيد حتى ترحل الحكومة غير مأسوف عليها، فإن لبست المعارضة القحفية قالوا انزعه و ان نزعها قالوا ليش مو لابس قحفية؟

***

في هذه الأيام... الكل يعترض على تأجيج الشارع ويتباكى وانا استغرب فعلا هذا الطرح الركيك، اولا الناس لديهم رأي ويسمى رأي عام وليس شارعا، ثانيا نحن لسنا في زيمبابوي او في عصر صدام المقبور، كي نتحكم بالناس ونملي عليهم ماذا يرون ويسمعون، فالناس لديهم عقل وتحكم وليسوا بخراف كي تتحكموا بهم و من يريد ان ينزل للشارع «فكيفه» والناس يستطيعون ان يميزوا «ولا خايفين» ان الناس «تجوف خمالكم» بسبب التعتيم الاعلامي؟ الحرية هي الرأي والرأي الاخر، فالشارع ليس ملكاً لكم ولا هو ملك لأحد والمسطرة هي الدستور، فلا تشوهوا حرياتنا على حساب بقاء شخص!

***



مبارك الهزاع

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي