No Script

عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / تناقضات حكومية نيابية

تصغير
تكبير
انتهت جلسة استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء، وبقيت جلسة عدم التعاون والتي ستنعقد في 5 يناير المقبل، وحسب قراءة الساحة السياسية فباعتقادي أن الحكومة ستقدم استقالتها لأنها لن تجازف بدخول جلسة، وهناك 22 عضوا قد أعلنوا تأييدهم لعدم التعاون إلى لحظة كتابة المقال، وبما أن السياسة ليس لها أمان فمن الخطورة على الحكومة خصوصا أن الموضوع متعلق برئيسها والدخول إلى جلسة قد تشهد تقلبات وفقا لتضارب المصالح بين أعضائها.

وأما التناقضات في المواقف عند أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية فما أكثرها، فالنائب علي الراشد والذي طالما تحدث عن الدولة المدنية وعدم إقحام الدين في كل الأمور- كما حصل في موضوع حجاب النائبات- نراه في مقابلة تلفزيونية يتحدث عن طاعة ولي الأمر ويستشهد بأحاديث نبوية شريفة متصلة بالموضوع، ولما أظهر مقدم البرامج تعجبه من تحدث النائب الراشد بهذه النبرة الدينية، أجاب الراشد ألسنا في دولة مسلمة، والدين الإسلامي مصدر رئيسي في التشريع، نتمنى من النائب الراشد أن يحافظ على هذه النبرة، وسنتابع ونراقب.

النائب الدويسان «زعل» كثيرا واستنكر ما اعتبره إهانة للإعلام، عندما قام أحد النواب برمي ميكرفون إحدى القنوات، لكنه في الوقت نفسه لم يستنكر ما تعرض له الصحافي محمد السندان من إهانة وأضرار جسدية بليغة ضمن أحداث إحدى الندوات، أتغضب للجماد ولا تغضب لكرامة الإنسان؟!

النائبة رولا دشتي تقدم تعديلات على قانون التجمعات، وهي تعديلات تؤدي إلى التضييق على الحريات، وليتها قبل ذلك تعلمت من زميلتها أسيل العوضي، والتي قدمت تعديلات على قانون المرئي ولكن إلى مزيد من الحريات.

بعض النواب استنكروا على كلام زميلهم الذي دعا الناخبين إلى طرد أي نائب لم يدافع عن كرامة الناس من ديوانياتهم، بينما- في الوقت نفسه- يعتبون على نائب آخر عدم طرده للذين تجمعوا عند ديوانيته!

ونختم بالتناقضات الحكومية وما أكثرها، ففي الوقت الذي تخطط فيه الحكومة لإسقاط الحصانة عن النائب الفاضل الدكتور فيصل المسلم بتغيب أعضائها ومن يسير في ركبها من النواب وتحقق لها ما أرادت، نراها تتهاون في نصرة أحد أعضائها وهو السيد وزير الصحة في شكواه ضد النائب دليهي الهاجري، والذي تعرض للوزير بالسبب والقذف، فلا تخطط الحكومة لرفع الحصانة عن النائب الدليهي، وإذا أردت أن تعرف السبب فتذكر الاستجواب المقدم لسمو رئيس مجلس الوزراء.

نقول وللأسف أننا أصبحنا في زمن تقدمت فيه المصالح وفقدت فيه المبادئ، وأصبح المحرك لبعض أفراد السلطتين هو الاستنفاع الخاص ولو غرق الجميع، ولكن التاريخ يكتب ويسجل، فمن الناس من يكتب تاريخه بماء الذهب، وغيرهم يكتبه بماء...





عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

Alfadli-a@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي