No Script

عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / مفهوم طاعة ولي الأمر

تصغير
تكبير
استخدم المعارضون لاستجواب سمو رئيس الوزراء العديد من الوسائل لاضعافه وافشاله، من التشكيك في نوايا المستجوبين، ومن الطعن في عدم دستوريته ومن ومن... وكان من احدى هذه الطرق الادعاء بأن الاستجواب، انما هو صورة من صور الخروج على الحاكم، وأنها مخالفة لولي الأمر.

وقد ركب الموجة العديد من المعارضين على اختلاف مشاربهم، بعض شيوخ الدين وبعض الاعلاميين وبعض النواب حتى أصحاب الفكر الليبرالي، كالنائب علي الراشد والذي لطالما اعترض على «اقحام الدين في الدولة المدنية»، كما في موضوع حجاب النائبات وغيره، ثم نراه في احد اللقاءات التلفزيونية يتحدث عن طاعة ولي الأمر، ومن ثم يقرأ مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة المتعلقة في الموضوع. فلماذا هذا التناقض؟

أيها السادة من الأمور التي لا يختلف عليها أي كويتي هو طاعة سمو الأمير، وقد صرح جميع النواب بذلك دون استثناء، ولم أسمع أو أقرأ يوما أن أحدا طالب بالخروج على الحاكم أو عصيان أمره.

ثانيا لا بد من التفريق بين أوامر سمو الأمير وبين من وكلهم سموه لادارة مصالح العباد والبلاد وهم الوزراء، وقد بين سمو الأمير في أكثر من لقاء وتصريح بأهمية محاسبة من يقع منه التقصير أيا كان هذا المخطئ دون تفرقة أو تمييز.

ثالثا: هناك دستور يحتكم اليه الناس عند الخلاف، وقد ارتضاه أهل البلاد من حكام ومحكومين، فلماذا نعتبر دفاع النواب عن بعض النصوص الواردة في الدستور والمتعلقة باحترام كرامة الناس، وجعلها أحد محاور الاستجواب، لماذا نعتبر ذلك خروجا على الحاكم؟ ثم ان الدستور نفسه يسمح للنائب بأن يستجوب من يرى وقوع التقصير منه، حتى ولو كان سمو رئيس الوزراء، لذلك أصبح الذي يعترض على نصوص الدستور الذي ارتضاه الحاكم، هو الذي يخرج عن طاعة ولي الأمر.

إن من الحوادث التي أرى مناسبة الاستشهاد فيها، هي موقف عمر بن الخطاب من شكوى القبطي الذي ضربه ابن والي مصر، وكان الوالي وقتها عمرو بن العاص، فما كان من عمر بن الخطاب الا استدعاء عمرو بن العاص وولده، وبعد التحقق من الموضوع قال كلمته المشهورة «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا»، ثم قضى بأن يأخذ القبطي حقه من ابن الوالي.

ان جريمة ابن عمرو بن العاص لم يشفع له أنه ابن الوالي حتى يكون فوق القانون، ولم يقل أحد من الناس ان شكوى القبطي من الوالي وولده هي خروج على الحاكم، ومخالفة لولي الأمر.



وقفة:

كتبت المقالة قبل جلسة الاستجواب، ونسأل الله تعالى أن يكتب الخير لهذه البلاد وأن يجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم آمين.





عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

Alfadli-a@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي