No Script

عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / البلطجة... وفخ «الويكيليكس»؟

تصغير
تكبير
يوماً بعد آخر تتجه الحكومات في العالم نحو منح المزيد من الحريات لشعوبها، وفتح قنوات سلمية للتعبير عن آرائها، إلا أن ذلك للأسف لا ينطبق على بعض الحكومات العربية والإسلامية، والتي ما تزال تعتقد أن البلطجة والقمع هو الحل الأمثل للتعامل مع المعارضين لها.

فوسائل الإعلام المختلفة تنقل من بعض دولنا العربية أحداث ومواقف يندى لها الجبين، من تعدٍ على الحريات، واستخدام العنف، وإهدار كرامة الناس والاستعانة بالبلطجية من أجل أن يبقى صوت الحزب الحاكم هو الوحيد في الساحة.

هذا الأسلوب أثبت فشله عبر الزمن، وكثير من الشواهد تدل عليه، فهذا فرعون الذي كان يقول للناس ما أريكم إلا ما أرى، ويردد «أنا ربكم الأعلى» زال ملكه وبقي الشعب من بعده.

وتأملوا التاريخ الحديث فنظام الحكم في إحدى الدول العربية قتل وعذب وسجن وشرد، زال حكمه وبقيت لعنات المظلومين تلاحقه، ولعل بقاء كلمات الشهيد سيد قطب رحمه الله والتي سطرها في «تفسير الظلال»، أو في كتبه الأخرى لدليل على أن الظلم يزول والحق هو المنتصر.

وتأملوا حال أميركا اليوم، والتي كان تاريخها الماضي مليء بالعنصرية والقمع، تجاه الملونين من سكانها،والتي كانت تعتبرهم من طبقة دونية لا تستحق أن تعامل كبشر، نراها اليوم بعكس ذلك كله إذ يترأس سدة الحكم فيها أحد أبناء تلك الفئة المضطهدة.

إن الحكومات الذكية هي التي تحسن التعامل مع شعوبها، وتسعى للتصالح معها من خلال إتاحة الفرصة للشعوب للتعبير عن آرائها والمشاركة ولو الجزئية في صنع القرار، وإتاحة فرصة للمعارضة ليكون لها ممثلون في البرلمان، وعدم اللجوء إلى التزوير، لأن ذلك يساعد على تخفيف الاحتقان والضغط التي تعاني منه تلك الشعوب، هذا الضغط الذي له درجة تحمل معينة، وإن لم يترك له التنفيس ولو البسيط فبلا شك سيؤدي إلى انفجار لا يعلم نتائجه إلا الله.

لقد أحسنت بعض الدول في التعامل مع المخالفين لمنهجها حتى ولو كانوا من المتطرفين من خلال فتح باب الحوار، والسعي إلى الوصول لأرضية مشتركة تتحقق معها مصلحة الدولة، وقد أدى ذلك إلى التقليل من العمليات التخريبية، وعودة بعضهم إلى جادة الحق والاعتدال.

ونقول إن كان أسلوب الحوار أثبت فاعليته مع المتطرفين أليس من باب أولى أن يتبع مع من يتبنون الفكر المعتدل، ويرون أن التغيير إنما يأتي من خلال الطرق السلمية المشروعة.

ما يحزن المرء أن العالم وهو يعيش في القرن الحادي والعشرين إلا أن بعض دولنا العربية تتعامل مع أبنائها بأسلوب فرعون، وهي لا تتعظ مما يجرى من تغييرات كبيرة يشهدها العالم، ولعلها تستند في بطشها وظلمها على غض الطرف الذي تمارسه أميركا عنها لتلاقي بعض المصالح المشتركة بينهما، ولكن ألا تفكر هذه الدول أنه ربما تتغير المصالح وتتبدل، ويصبح القمع الذي تمارسه اليوم وبرضا هذه الدول، يكون هو القشة التي تقصم ظهر البعير، والسبب الذي ستتذرع به تلك الدول للتدخل في شؤونها بل وتغيير نظام الحكم فيها.



فخ «الويكيليكس»

كمية المعلومات والتقارير التي تم تسريبها عبر موقع «الويكيليكس» أخيراً، والتي في مجملها تؤدي إلى نزاعات وشقاقات بين حكومات دولنا العربية والاسلامية وشعوبها، لتجعل الإنسان يتخوف من الأهداف المخفية من تسريبها، وهل المنطقة حبلى بمصائب وأحداث أسوأ مما هي عليه الآن، وهل هناك خريطة جديدة للمنطقة؟ لا نقول إلا اللهم سلم سلم.





عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

Alfadli-a@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي