No Script

عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / التقرير الأميركي والاضطهاد الشيعي

تصغير
تكبير
قرأت بعضاً مما جاء في التقرير الأميركي حول حقوق الإنسان وحرية الأقليات في العالم وما يتعلق في دولة الكويت، وفي العادة لا أعطي لهذه التقارير قيمة لأن من يكتبها يتصف بعدم النزاهة والشفافية، فيكفي الأميركيون دعمهم اللا محدود للوحشية والعنصرية الصهيونية، ووقوفهم ضد أي إدانة للجرائم الإسرائيلية تجاه الشعبين اللبناني والفلسطيني كما حصل بعد تدمير الجنوب اللبناني وغزة.

ولكن ما دفعني للكتابة حول الموضوع هو ما كتبه النائب الدكتور حسن جوهر بإحدى الصحف معلقاً على التقرير الأميركي، وأن التمييز ضد الشيعة في الكويت لا يحتاج إلى شهادة أميركية لأنه موجود بالفعل خصوصا في موضوع المساجد والمناهج الدراسية، ومن هنا أتمنى من سعادة النائب المحترم أن يخبرنا عن رأيه في الحقائق التالية: يوجد في الكويت، وبحسب مصادر موثوقة، أكثر من 1100 مسجد وحسينية، وهي لا تخضع لأي متابعة من قبل وزارة الأوقاف، بل إن الخطيب في مساجد السنة تسجل خطبته ويتعرض للإيقاف إذا تكلم بما يخالف ميثاق المسجد، بينما يملك الخطيب في المساجد الشيعية الحرية بأن يقول ما يشاء، ولم نسمع يوماً أنه تم إيقاف خطيب شيعي عن المنبر.

الأمر الثاني أنه لا تكاد تخلو تشكيلة حكومية من وزير شيعي، بل إن المجلس الحالي يضم تسعة نواب من الطائفة الشيعية. علاوة على هذا هناك الكثير من المواطنين الشيعة ممن تقلدوا مناصب رفيعة في البلد، ويكفي أن أحد رؤساء الأركان السابقين للجيش الكويتي كان من أبناء هذه الطائفة.

المواطنون الشيعة في الكويت يحصلون على جميع حقوق المواطنة الممنوحة للمواطن السني من دون تفرقة أو تمييز، بل من الأمور التي ينبغي الإشارة إليها، أن للشيعة محاكم جعفرية خاصة بهم في قضايا الأحوال الشخصية، وهناك الأوقاف الجعفرية التي تدار من قبل أبناء الطائفة نفسها، كما أن هناك صحفاً ملاكها من أبناء الشيعة وهي تعبر عن أرائهم، وتدافع عنهم، ويمارسون حرية التعبير من خلالها.

ومما لا يخفى على أحد انتشار المؤسسات التجارية التابعة لأبناء الطائفة الشيعية ولا يوجد أي تضييق عليهم في ذلك، بل إن بعضهم مرتبط بعلاقات قوية ومصالح مشتركة مع بعض أصحاب النفوذ في البلد.

كل الذي نتمناه من النائب المحترم، ألا يزيد من الاحتقان الطائفي في البلد، وألا يكون أحد أسباب اشعال فتيل الحرب فيها، كما أتمنى على كل متابع أن يتأمل في توقيت هذا التقرير، وهل يعزز القول إن العلاقة بين أميركا وإيران أصبحت «سمن» على عسل، وأن التصريحات العدوانية المتبادلة ما هي إلا للاستهلاك المحلي في كلا البلدين، وأن الحديث عن ضرب إيران، أصبح من ذكريات الماضي، وأن تبادل المصالح بين أميركا وإيران خصوصا في العراق وأفغانستان أصبح هو سيد الموقف، إنها تساؤلات تحتاج لإجابة خصوصا من قبل النائب الفاضل.





عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

Alfadli-a@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي