عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / كنيسة العلماني

تصغير
تكبير
نتابع وباستمرار حرص بعض العلمانيين من السياسيين والإعلاميين على الدفاع عن كل ما من شأنه التأثير على عقائد الناس وأخلاقهم تحت ستار حماية الحريات، ولعل من آخرها ذلك التباكي على قرار المجلس البلدي والذي رفض السماح ببناء الكنيسة الكاثوليكية في منطقة المهبولة.

وبرغم البيان الصحافي للرافضين للبناء من أعضاء المجلس البلدي والذي بينوا من خلاله أن المنع تم وفقاً للوائح والنظم والقوانين المنظمة لعمل المجلس البلدي، و لأسباب فنية، إلا أن بعض العلمانيين كعادتهم يصرون على اعتبار ذلك تضييقاً للحريات، ومخالفاً لدستور الكويت.

وبناء على هذا الحماس من الأخوة العلمانيين أود أن أطرح عليهم بعض الأسئلة، ومن أولها ما رأيكم بمعاقبة المتجاوزين للإشارة الحمراء، هل تعتبرون هذا من تقييد الحريات أم أنه لحفظ أرواح الناس، وثانياً ما رأيكم بالقوانين التي تعاقب السارق هل هي تكبل حريته وتمنعه من اختيار الطريقة التي يراها مناسبة لجمع المال أم أن هذه القوانين تحفظ أموال الناس، وثالثاً ماذا تقولون بالقوانين التي تشدد العقوبة على من يقوم بالاعتداء جنسياً على الفتيات وبالاكراه، هل هي مقيدة لحرية من يبحث عن المتعة بأسلوبه الخاص أم أنها تصون الأعراض؟

فإن قلتم ان هذه القوانين ظالمة ويجب إلغاؤها، فأعتقد أنكم بحاجة إلى إعادة تأهيل اجتماعي ونفسي لأنكم ستكونون لحظتها دعاة فوضى اجتماعية وأخلاقية، وإن قلتم انها قوانين مهمة وضرورية لحفظ النفس والمال والعرض، فأقول ان الإسلام دعا لحفظ ما يسمى بالضرورات أو الكليات الخمس للإنسان وهي الدين والعقل والنفس والمال والعرض، وجعل حفظ الدين في مقدمتها، ومن هنا نقول كيف لكم أن تقبلوا بالقوانين التي تحفظ النفس والعرض والمال وتعارضون التي تحفظ الدين، أولستم بمسلمين؟

ثم إن قبول بناء كنائس جديدة على أرض الكويت المسلمة غير مقبول لا شرعاً ولا عقلاً ولا منطقاً، فقد جاء في الموسوعة الفقهية الصادرة من قبل وزارة الأوقاف الكويتية بأنه لا يجوز إحداث كنيسة ولا بيعة ولا صومعة في البلاد التي أنشأها المسلمون وذلك بإجماع أهل العلم. وهذا بالطبع ينطبق على الكويت. كما أننا لو سمحنا ببناء كنيسة اليوم للنصارى، سيأتي غداً اليهود ويطالبون بصومعة، والهندوس بمعبد، وقس على ذلك بقية الديانات.

إن من المهم جدا التفريق بين حرية الاعتقاد، والتي سمحت بها الشريعة لغير المسلمين كما في قوله تعالى (لا إكراه في الدين) وبين السماح بإنشاء دور للعبادة تدعو وتنشر لذلك الدين وهو ما أشرنا إلى حرمته.

وأود أن أسأل دعاة العلمانية، لماذا لا نسمع اعتراضاتكم على منع النقاب في فرنسا، ومحاربة الحجاب في تونس وتركيا، والهجمة التي شنت ضد المسجد والمركز الاسلامي الذي سيقام بالقرب من مركزي التجارة العالميين الذين تم تدميرهما خلال أحداث 11 سبتمبر في نيويورك، ومنع بناء المآذن في سويسرا أليست هذه بمفهومكم من الحريات التي ينبغي عدم التضييق عليها، فلماذا لا نسمع لكم صوتاً ولا همساً، ولماذا يرتفع صوتكم دفاعاً عن الكنائس، ويختفي عند التعدي على بيوت الله؟





عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي