منى فهد الوهيب / رأي قلمي / صراع تمزيق الوحدة الوطنية

تصغير
تكبير
تأسيس مشروع مستقبلي ينبني على التفرقة الطائفية والطبقية والمذهبية ويتبلور هذا المشروع ويطبق على أرض الواقع ويمارس ويصبح ثقافة سائدة بين أفراد المجتمع الواحد. ومن تبعات هذا المشروع المستقبلي تدني لغة الحوار بين حاملي المسؤولية قبل الأفراد، وتصبح الألفاظ السليطة قاعدة مشتركة وثابتة للحوار.

ها نحن نعيش اليوم زمناً من أزمان الفتنة الطائفية، وتاريخ هذه الفتنة تاريخ قريب وليس ببعيد، وللأسف الشديد أنها بدأت بوسائل الاعلام والإعلانات إلى أن وصلت إلى عقر دار بيت الحكم، وها هي اليوم تطل علينا من نافذة أعلى صرح في البلد، وتتسرب إلى أفراد الشعب الكويتي في كل مناحي الحياة العلمية والسياسية والاقتصادية والتاريخية والروحية، وتساهم في زرع الفوضى والبلبلة، وتصبح هذه الثقافة مفهوماً وقيمة فكرية يتوارثها الأجيال على مدار حقب من الزمان. وإننا لنخشى أن تترجم هذه المفاهيم إلى سلوكيات سلبية لا تحمد عقباها بين الرموز قبل الأفراد.

كلنا نتساءل كيف لنا الخلاص من هذه المفاهيم والثقافات السقيمة التي يتجرعها أفراد الشعب الكويتي في كل يوم وليلة بالثانية والدقيقة، وهي مملوءة بسم تمزيق الوحدة الوطنية، وتفتيت النسيج الاجتماعي للمجتمع الكويتي بكل أطيافه؟ وهكذا أصبح الصراع قائماً بين هوية الفرد الكويتي وتيار الفتنة المتعمقة بين أضلع المواطن المتشبث بجذور وقواعد قيم وأخلاقيات وعادات وتقاليد المجتمع الكويتي المستمدة من الشريعة الإسلامية. وهنا دون شك نقولها لا للتبعية العمياء التي تُعتبر من العناصر الأساسية في شق صفوف أبناء الوطن الواحد، ولا للتخلف الجاهلي المتمثل بالواقع المسدود الآفاق لهمجية من يروج لهذا التخلف الذي يضرب بعمق الوحدة الوطنية.

وحان الوقت للنظر إلى طبيعة الفتنة برؤية أكثر عقلانية وموضوعية وعملية وواقعية، وطرح المعضلة على طاولة المناقشة في أوساط الأعيان من المجتمع الكويتي لنسف وتدمير كل ما يصّعد ويحّرض على طمس الوحدة الوطنية الكويتية، عن طريق خطة استراتيجية طويلة المدى للقضاء على مخاطر تلك الطائفية بتغيير ثقافات سادت وباتت مشوهة بكل أبعادها.

ومن الضروري تسخير كل طاقاتنا الروحية والمادية لمحاربة هذه الفتنة التي تغلغلت وبرزت بشكل مخيف بين أوساط الشارع الكويتي، وإيجاد حلول مثمرة لهذه الأزمة على صعيد مستوى المواطن الكويتي وعلى الصعيد المؤسسي المتمثل بوزارات وهيئات ومؤسسات الدولة لتوعية الناس بالأخطار المترتبة إزاء زمن الفتنة، وكشف وتمحيص عيوب تاريخ زمن الفتنة واتخاذ مواقف جادة للتصدي لتيار طوفان تمزيق الوحدة الوطنية. وإيجاد منهجية وآلية بديلة ترتقي بالفكر الشعبي من الولاء للعائلة أو القبيلة أو الحزب إلى الولاء للدين والوطن والاجتهاد في العمل لتنمية هذا الوطن.

ولابد من وضع منظومة ثقافية فكرية في إطار النظام الاجتماعي للمجتمع الكويتي لترسيخ مفهوم المساواة والعدالة بين المواطنين، وتأسيس منظومة مفردات لغوية ومفاهيم ومعانٍ وقيم ودلالات ورموز وأهداف مشتركة بين كل فرد وآخر حتى نرتقي بلغة الحوار المتدنية، ووأد كل الأفكار والمفاهيم التي من شأنها تفكيك وتمزيق المجتمع برمته، لقد بات أمراً حتمياً أن نفعل كل ما يلملم ويوحد صفوفنا كما كنا أيام الاحتلال الغاشم.



تدوين أحزاني

في زاويتي أُدوّن أحزاني وأنا أعلم أن المنية حكمها رباني، وبعد أن تجرعت ألم الفراق وذقت مرارة الاشتياق وطعم الالتياع ليس لي إلا أن أشارك وأواسي أخي وحبيبي في مصابه الجلل بوفاة ابنه الغالي أحمد راشد الحديبي، وأبلغه مني السلام وإلى دار السلام يا حبيبي.



منى فهد الوهيب

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي