عبدالعزيز صباح الفضلي / فضيحة مطار الكويت

تصغير
تكبير
الفضائح أنواع منها الأخلاقي، والمالي، والعسكري، والإداري، و...، وما حدث لركاب رحلة «الكويتية» رقم 788 والمقبلة من جدة يوم السبت الماضي، خاصة بعد الوصول، لهو دليل على التخبط والفوضى وسوء الإدارة، وفضيحة في حق الواجهة الأولى لزوار هذا البلد.

فقد شاء الله تعالى أن أكون أحد شهود هذه الفضيحة، فبعد وصول الطائرة إلى أرض المطار وقبل النزول طلب طاقم الطائرة من أصحاب الاحتياجات الخاصة، ومن يحتاجون إلى الكرسي المتحرك عدم المغادرة إلا بعد خروج جميع الركاب، ولأن الوالدة حفظها الله تحتاج لكرسي متحرك في تنقلها، خاصة للمسافات الطويلة، اضطررنا للانتظار، ومضى الوقت ولم تأت الكراسي، فخرجت مع الوالدة وكذلك فعل بقية الركاب من كبار السن ممن كانوا على أمل بوصول تلك الكراسي الموقرة، بعد تأخر وصولها لباب الطائرة، ولكن ولبعد المسافة اضطر مجموعة منهم إلى الجلوس على أرضية المطار، وآخرون على عربات نقل الحقائب، وآخرون على عربات نقل الركاب والتي كانت بلا سائق لحظتها، والمؤلم في الأمر أن أحد ذوي الاحتياجات الخاصة ظل والمرافقين معه داخل الطائرة قرابة النصف ساعة، وكنا نسمع اعتذارات طاقم الطائرة وموظفي «الكويتية» على عدم توفر الكراسي المتحركة بسبب استعمالها من قبل رحلات سبقتنا بالوصول، وأخبرني أحد الموظفين أن عدد الكراسي المتحركة داخل المطار هو 20 كرسيا فقط!

وجاءت المعاناة الثانية في البحث عن عربة لحمل العفش حيث كان الحصول على واحدة يستحق سجود شكر مع ازدحام الناس، ولما رأيت الناس يتجهون لإحدى الزوايا قلت من هناك يأتي الفرج فرأيت الصراع والتدافع بين المسافرين للحصول على إحدى العربات والتي كانت تخرج من إحدى الفتحات الجانبية، وعندما طلبت من أحد موظفي المطار والذي كان متواجداً في المكان نفسه أن ينظم الناس على الأقل قال (مو شغلي). قلت إن لم يكن هذا من عملك فشغل من إذاً؟ وبعد أن ترجينا الناس أن ينظموا أنفسهم بدل هذه البهدلة استجاب بعضهم مشكورين.

واتت المعاناة الثالثة في انتظار خروج الحقائب فرغم وصول الطائرة الساعة 8:55 إلا أننا لم نتسلم الحقائب إلا بعد مرور ساعة كاملة، وطبعاً بقي خلفي الكثير من المسافرين بانتظار الفرج، ومما زاد المعاناة وجود بعض المدخنين من المسافرين ممن لم يراعوا مشاعر من حولهم أو يلتزموا بقرار منع التدخين، وكيف يلتزمون به وهم يرون بعض موظفي المطار أول من ينتهك حرمة هذا القانون.

وفي قاعة استقبال القادمين حدث عن الفوضى ولا حرج، حيث تكدس مجموعة من المستقبلين في الممر الخاص للقادمين مما أدى إلى تعطيل الخروج، وبعد معاناة أيضاً تمكنا من تجاوز هذه الفوضى، وقلت لعلها آخر فصول الفضيحة، لكن ظني خاب عند خروجي من باب المطار حيث تكدست سيارات المستقبلين ووقف أصحابها على المكان المخصص لعبور المشاة، دون أن توجد أي دورية لتنظم السير اللهم إلا بعد مرور أكثر من ربع ساعة تقريباً، حيث أتت سيارة شرطة من خلف الزحام لتطلب من هؤلاء افساح الطريق.

في الحقيقة لا أدري من الملام عن هذه الفوضى هل هم مسؤولو الطيران المدني، أم «الخطوط الجوية الكويتية»، أم وزارة الداخلية، وهل فعلاً نحن نفكر في مصلحة البلد وسمعته أمام العالم، أم أننا نشوه صورته، ونري الآخرين بأننا دولة تعيش التخلف بمختلف صوره برغم الكم الهائل من الإمكانات المادية والعقول البشرية المتوافرة لدينا؟



عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

Alfadli-a@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي