عبدالعزيز صباح الفضلي / عذراً أمي عائشة

تصغير
تكبير
عندما يُطعن الرسول صلى الله عليه وسلم في عرضه، ويتطاول أحد الأقزام على زوجاته أمهات المؤمنين ويبقى طليقاً يهذر بتخريفاته دون عقاب، وعندما لا يملك المرء وسيلة يسكت بها هذا الدعي فإن باطن الأرض خير من ظاهرها، ولكن ما يعزي النفس ويهون الأمر أن الله تعالى لأمثال هؤلاء بالمرصاد، فقد جاء في الحديث القدسي فيما يرويه النبي عليه الصلاة والسلام عن ربه أن الله تعالى يقول «من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب». ونحن في انتظار بشرى انتقام الله عز وجل لأمهات المؤمنين.

وجدت قصيدة في الدفاع عن أمي وأم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها، وهي تخفيف لمصاب كل محزون تألم لسماع الطعن فيها، وسلمت يدا من كتبها واخترت منها هذه الأبيات:

ما شأن أم المؤمنين وشأني

هدي المحب لها وضل الشانئ

إني أقول مبينا عن فضلها

ومترجماً عن قولها بلساني

يا مبغضي لا تأتي قبر محمد

فالبيت بيتي والمكان مكاني

إني خصصت على نساء محمد

بصفات بر تحتهن معان

وسبقتهن إلى الفضائل كلها

فالسبق سبقي والعنان عناني

مرض النبي ومات بين ترائبي

فاليوم يومي والزمان زماني

زوجي رسول الله لم أر غيره

الله زوجني به وحباني

وأتاه جبريل الأمين بصورتي

فأحبني المختار حين رآني

وتكلم الله العظيم بحجتي

وبراءتي في محكم القرآن

والله خفرني وعظم حرمتي

وعلى لسان نبيه براني

والله في القرآن قد لعن الذي

بعد البراءة بالقبيح رماني

والله وبخ من أراد تنقصي

إفكا وسبح نفسه في شأني

إني لمحصنة الأزار بريئة

ودليل حسن طهارتي إحصاني

والله أحصنني بخاتم رسله

وأذل أهل الإفك والبهتان

وسمعت وحي الله عند محمد

من جبرئيل ونوره يغشاني

أوحى إليه وكنت تحت ثيابه

فحنى علي بثوبه خباني

من ذا يفاخر لي وينكر صحبتي

ومحمد في حجره رباني

وأخذت عن أبوي دين محمد

وهما على الإسلام مصطحبان

وأبي أقام الدين بعد محمد

فالنصل نصلي والسنان سناني

سبق الصحابة والقرابة للهدى

هو شيخهم في الفضل والإحسان

جمع الإله المسلمين على أبي

واستبدلوا من خوفهم بأمان

ويل لعبد خان آل محمد

بعداوة الأزواج والأختان

وإذا أراد الله نصرة عبده

من ذا يطيق له على خذلان

اني لطيبة خلقت لطيب

ونساء أحمد أطيب النسوان

اني لأم المؤمنين فمن أبى

حبي فسوف يبوء بالخسران

الله حببني لقلب نبيه

وإلى الصراط المستقيم هداني

والله يكرم من أراد كرامتي

ويهين ربي من أراد هواني

والله أسأله زيادة فضله

وحمدته شكراً لما أولاني

إني لصادقة المقال كريمة

أي والذي ذلت له الثقلان

خذها إليك فإنما هي روضة

محفوفة بالروح والريحان

صلى الإله على النبي وآله

فبهم تشم أزاهر البستان





عبدالعزيز صباح الفضلي

Alfadli-a@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي