عبدالعزيز صباح الفضلي / روائع رمضانية... والبكاء على البغدادي

تصغير
تكبير
قبل أيام وعند مدخل مستشفى الفروانية وضعت لوحة كبيرة كتب عليها ثلاث كلمات (الدنيا فيها خير) ولعل صاحبها أراد أن يحيي في الناس روح التفاؤل، وعدم اليأس برغم الأوضاع المتردية في البلاد.

وعلى النسق نفسه أقول انه برغم بعض المناظر المسيئة لشهر رمضان، كالمسلسلات الهابطة، والبرامج الفاشلة التي تبثها بعض القنوات الفضائية والتي اتخذت من السخرية والاستهزاء بعباد الله شعاراً ومنهجاً، وبرغم عدم احترام بعض الفتيات لحرمة الشهر وظهورهن خارج البيت بملابس أقرب إلى ثياب غرفة النوم، وبرغم التصرفات الصبيانية لبعض الشباب عند المجمعات التجارية، أو في مناطق التجمعات العائلية، إلا أننا نستبشر خيراً عندما نشاهد مظاهر مفرحة للإقبال على الدين في بلادنا، فما تكاد تمر بجانب مسجد إلا وترى لافتة كتب عليها (هنا تقام ولائم الإفطار)، وإذا دخلت المسجد أو الخيمة المعدة لولائم الإفطار رأيت الأعداد الغفيرة والتي تنتظر مدفع الإفطار، وقد يكون من بينهم غير المسلمين في دلالة على عظمة هذا الدين وروح التسامح التي يتحلى بها المسلمون، وإذا ما اقترب وقت صلاة العشاء رأيت الآباء والأمهات وكل منهم قد مسك بيد أبنائه وبناته وقد هم بدخول المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح، وتتأمل تلك الإعلانات المتنوعة في المساجد، أو في وسائل الإعلام المختلفة، والتي تدعو إلى المشاركة في الفعاليات المتنوعة من دروس علمية وإيمانية إلى التسجيل في مسابقات حفظ القرآن، أو المشاركة في المسابقات الثقافية، كما أصبح من الملاحظ الزيادة والتنوع في الحلقات والبرامج الدينية والتي تبث على القنوات الفضائية الكويتية، والتي تدل على زيادة في أعداد مشاهديها ومتابعيها.

كما لا يخفى على متابع الأعداد الكبيرة لرحلات العمرة الجوية والبرية المنطلقة من الكويت نحو الأراضي المقدسة والتي تحمل الآلاف من المعتمرين والمعتمرات، ممن اتجهوا إلى مكة طلباً للمغفرة والرضوان، وإذا ما سنحت لك الفرصة ومررت بالقرب من بعض اللجان الخيرية، والتي يزداد حجم التبرعات فيها عاماً بعد آخر، رأيت ذلك التنافس بين أهل الخير في تبني المشاريع الخيرية.

ولقد أظهرت الحملة الخيرية الأخيرة لإغاثة منكوبي فياضانات باكستان روح الخير وأصالة المعدن في أهل الكويت والمقيمين فيها، من خلال الحجم الهائل من التبرعات والمعونات والتي ساهم فيها الأفراد والمؤسسات.

كل هذه المظاهر وغيرها تجعلك تقول فعلاً (الدنيا فيها خير) وان ما خفي ربما كان أكبر وأعظم، لذلك أتمنى أن يكون لدينا روح التفاؤل، وأن نسعى جميعاً في إظهار الصور المشرقة في بلادنا، فإن ذلك يساعد في زيادتها، وبدلاً من أن نلعن الظلام ما أجمل لو أشعلنا شمعة.

البكاء على البغدادي:

تلقيت ردودا مختلفة على المقالة السابقة والمعنونة بـ «رحيل البغدادي»، وقد أخطأ البعض حين اعتقد أنني هاجمت البغدادي فيها، فلقد قلت ان الرجل رحل عن دنيانا وهو الآن بين يدي أرحم الراحمين، وأنا أتمنى من كل من يحب البغدادي بصدق وهو حريص على مصلحته ويريد له الخير أن يتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له». لذلك أتمنى من أبنائه وأهله الإكثار من الدعاء له، وأرجو ممن هو صادق في محبته أن يتبرع في بناء مسجد، أو حفر بئر، أو يطعم مساكين، أو يتبرع بصدقة جارية وينوي ثوابها للبغدادي فهذا أجدى له وأنفع، وأسأل الله تعالى أن يرحم أمواتنا وأموات المسلمين.





عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

Alfadli-a@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي