عبدالعزيز صباح الفضلي / الراقصة... ووزير الأوقاف في حمام السباحة

تصغير
تكبير
المرأة في وطننا العربي أعداؤها كثر، وكل واحد منهم لا يعلن عداوته صراحة لها، وإنما يزعم حبه لها وحرصه على حريتها، ودفاعه عن حقوقها، وسأذكر لكم أمثلة من وطننا العربي حتى نثبت لكم صدق ما نقول:

في أحد بلداننا العربية تم منح جائزة الأم المثالية لإحدى النساء الشهيرات في مجال الرقص الشرقي، وهم بذلك يوصلون رسالة سيئة لكل أم مخلصة ومحتشمة أنه لا منزلة لك ولا تقدير في هذا البلد، وأن أي امرأة أرادت المجد والتكريم فعليها السير على خطى هذه الراقصة ومن هن على دربها.

في بلد عربي آخر أصدر قرار جديد بفصل المعلمات المنتقبات من مهنة التدريس ونقلهن إلى ديوان الوزارة لينظر في أحوالهن، والسبب في الفصل أن النقاب يمزق الوحدة الوطنية ويسبب التشويش لدى المتعلمين، في الوقت الذي يسمح فيه للمعلمات من الطوائف الأخرى بارتداء ما يدل على دينهن كالمنتميات للطائفة المسيحية حيث يسمح بتعليق الصليب في رقابهن.

بلد عربي آخر قام بما هو أعجب حيث أجرى مسابقة في السباحة ولكن لطالبات كلية الشريعة وأمام الجمهور من الرجال، والغريب أن الذي أطلق إشارة البدء هو وزير الأوقاف. وهذا البلد العربي أعلن رئيسه مرات عدة عن سعيه المتواصل كما يزعم لتحرير الفتاة في بلده من القيود البائدة التي فرضت عليها، وهو يقصد بذلك الأحكام التي أقرتها الشريعة الإسلامية وفي مقدمها الحجاب.

وفي بلد عربي آخر تمنع أي موظفة من العمل كمذيعة إذا قررت لبس الحجاب، وقد فصلت إحدى المذيعات بعد لبسها له. والعجب أن تلفزيون الـ «بي بي سي» في القسم العربي فيه مذيعة محجبة.

ومن العجيب أيضاً أن ترى الحرب ضد المرأة المسلمة في حجابها من قبل من يفترض فيه الدفاع عنها، ولا يخفى على المتابعين للشأن العربي ذلك الموقف الذي اتخذه أحد المشايخ الأزهريين حين أعلن عن تأييده عن حق فرنسا في اتخاذ ما تراه مناسباً تجاه الحجاب، أو موقفه الأغرب من الطالبة الصغيرة المنتقبة في أحد الفصول الدراسية وسخريته منها واستهزائه بها خصوصا بعد أن طلب منها نزع النقاب ورؤيته لوجهها وقوله (لو كنت جميلة فماذا كنت ستفعلين إذا؟).

لقد ظلمت المرأة المسلمة في وطننا العربي والإسلامي ظلماً كبيراً، وضيق عليها في كثير من المجالات خصوصا الملتزمات منهن، ولسان حال الكثير منهن يقول «فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون». وأما خصومهن فليتذكروا قول الله تعالى «إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة، والله يعلم وأنتم لا تعلمون» النور «19».

وقفة أخيرة

المثل القائل: نبيه عون طلع فرعون. هو حال كثير من ربات البيوت الكويتيات بعد وقوف النائبات الأربع ضد مشروع قرار ينص على حصول ربة البيت على مكافأة مالية نظير بقائها في البيت ورعايتها لشؤون أسرتها، وهن اللائي يزعمن الدفاع عن حقوق المرأة، ولذلك أتمنى من كل ربة بيت أن تتذكر هذا الموقف من النائبات وأن ترد لهن الصاع صاعين في الانتخابات المقبلة.





عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

Alfadli-a@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي