«بدأت مسيرتي التعليمية وعمري ست سنوات»

محمود أحمد حجر: كنت مدرّسا للغة العربية في معهد المعلمين 1968

تصغير
تكبير
إعداد : سعود الديحاني

الحياة محطات ومنازل وخير ما قضى الانسان به عمره هو رسالة التعليم.

ضيفنا اليوم محمود أحمد حجر درس على النمط القديم حيث حفظ القرآن ثم انتقل في المراتب الدراسية من طالب الي معلم الى موجه الى مستشار حطت رحاله في الكويت قبل اكثر من اربعين عاما فعاصر معهد المعلمين السابق يحدثنا عنه وحياته العلمية والعملية فلنترك له ذلك:



انتمي لبلد ويش الحجر في محافظة الدقهلية بمصر، نشأت ووالدي حافظا للقرآن حيث ان قريتنا تشتهر بحفظ القرآن وقد حفظ القرآن في معهد طنطا «المعهد الأحمدي بطنطا» وعندما جاءت ثورة 1919 ضرب الانكليز المعهد فخاف الآباء على الأبناء فأجلسوهم في بلدهم وكان من وجهاء القرية، وكان والدي يملك ارضا زراعية يقوم بزراعتها وكان يزرع القمح، الذرة، القطن، والبرسيم، وكان مصدر المياه من الترعة التي تأتي من ترعة كبيرة تسمى الرياح.



الكتاتيب

نشأت في بيت العائلة في سن صغيرة وعندما بلغ عمري سن السادسة ذهبت الى الكتاب، ودرست على يد الشيخ جمال والذي نال شرف المشاركة في ثورة 1919 وبعدها عند الشيخ محمد زهران والذي تزوج من عائلتنا، وبعدها الشيخ محمود ابو حجر وبعدها الشيخة نور زايد وكانت مشهورة جدا، وكانت تدرس القرآن بقراءاته المختلفة وهي موجودة في جائزة الامير لتحفيظ القرآن. وقد اتممت حفظ القرآن عند الشيخة نور وكانت تتقاضى اجرا رمزيا في الشهر قرش واحد.



المعهد الديني

بعد الانتهاء من اتمام حفظ القرآن والتعليم الالزامي لمدة خمس سنوات توجهت مثلي مثل حال كثيرين من اهل قريتي الى الالتحاق بالمعهد الديني وكانت هناك اختبارات كثيرة في المعهد اهمها الاختبار في حفظ القرآن، وبعدها الحساب والاملاء ونجحت في جميع الاختبارات وذهبت الى معهد الزقازيق، وكنا نستأجر منزلا للسكن انا ومجموعة من اصدقائي وكان مصروفنا في هذا الوقت جنيها مصريا واحدا في الشهر، وكنا نأخذ ما يسمى لـ «الزوادة» وهي عبارة عن اكل يكفينا لمدة طويلة وكانت مدة الدراسة في المعهد تسع سنوات منها اربع ابتدائي وخمس سنوات ثانوي، وبعد الانتهاء من المعهد اخذت ثانوية المعاهد الدينية وبعدها طريقان اما كليات الازهر او كلية دار العلوم.



الزراعة

كانت بلدتنا تعتمد على الزراعة بشكل اساسي، وكنا نملك ارضا زراعية في بلدنا نقوم بزراعتها، وقد اشتركت وعملت في الزراعة مع ابي ومع المستأجرين حيث كنا نستأجر اشخاصا ليساعدونا في زراعة الارض وكانت اجرة الفلاح منهم نحو خمسة قروش، وكنت اذهب معهم لأعمل مثلهم تماما وكنا نخرج الى الارض الزراعية في وقت الفجر وكانت المحاصيل الاساسية عندنا هي القمح والبرسيم والذرة وكنا لا نبيع المحاصيل الزراعية بل كانت تخزن في البيت للاستخدام طوال العام وكنا نعطي الاقرباء الذين لا يملكون ارضا زراعية وكنا نقوم ببيع محصول القطن لنصرف منه على الارض الزراعية.



دار العلوم

بعدما اخذت ثانوية المعاهد الازهرية اتجهت الى كلية دار العلوم في العام 1952 وكانت الكلية تقوم باصدار مسابقة تتقدم للاختبار فيها في العلوم الشرعية والقرآن الكريم والعلوم العربية ونجحت واصبحت درعمي، وكانت مدة الدراسة في الكلية اربع سنوات وكانت الكلية تعطي الشهادة في التربية الاسلامية واللغة العربية واضطرتنا الدراسة في دار العلوم ان اقيم في القاهرة، وكان من اساتذتنا في الجامعة الشيخ علي حسب الله والشيخ الدكتور مصطفى زيد والدكتور ابراهيم انيس.



التعيين

تخرجت في كلية دار العلوم بتقدير جيد جدا انا وثلاثة من اصدقائي وتم تعييني في المنصورة في بلد يسمى شربين اقمت في المنصورة وكنا نذهب بالقطار وبعدها استأجرنا في شربين وكان الايجار اربعة جنيهات، واول ما تعينت تعينت على الدرجة السادسة وكان الراتب ثلاثة عشر جنيها ونصف الجنيه وذلك لمدة ثلاثة اشهر وبعدها ستة عشر جنيها وبعد مرور عام تأخذ علاوة جنيها واحدا، وعندما تترقى للدرجة الخامسة تأخذ زيادة قدرها خمسة جنيهات.



التلاميذ

كنت بلا فخر ولا ادعاء اتعامل مع طلابي بكل اخوة وحب وتواضع وكنا نتناقش اثناء الحصة، واذكر من تلاميذي مصطفى عبدالعظيم البراشي وكان تلميذا في غاية الذكاء والانتباه.

وبعد فترة من التدريس وفي مدرسة شربين انتقلت الى التدريس في مدرسة شجرة الدر في المنصورة وكانت للبنات، وبعدها ترقيت الى التعليم الثانوي وكان هناك شرط لهذه الترقية هو الخروج من المنطقة الى منطقة اخرى، وفعلا انتقلت الى منطقة الزقازيق في مدرسة فاقوس الثانوية وكانت تتميز هذه المدرسة بنشاطها الثقافي المتميز ووقتها اجبرتني المدرسة على إلقاء محاضرة عن الاشتراكية وفعلا ألقيت محاضرة فيها عن الاشتراكية بحضور رئيس المجلس المحلي.



«روض الفرج»

بعد فترة في ثانوية فاقوس قررت الانتقال الى القاهرة، وفعلا انتقلت الى ثانوية روض الفرج.



السودان

اثناء فترة انتقالي من فاقوس الى القاهرة انتدبت من قبل الوزارة في بعثة تعليمية الى دولة السودان وكان ذلك العام 1962 وكان لمصر مجموعة مدارس في السودان واول ما ذهبت ذهبت الى مدرسة في منطقة بور سودان، وبعدها انتقلت الى الخرطوم وكنا نسافر الى السودان عن طريق الطائرة ولكن في العودة عن طريق القطار ومن المواقف في السودان حينما جاء وزير التربية والتعليم السوداني احمد السيد حمد وقال اريد ان اعرب التعليم ونذهب الى مدير البعثة المصرية وكان يسمى عبدالرحمن فهمي اسماعيل وكان قوي الارادة فشكل لجانا من مدرسي البعثة ومن فرع جامعة القاهرة في السودان وقام بوضع مناهج جديدة واصدر قرارا بتعريب التعليم في السودان.



الكويت

في ذات يوم قرأت في الجريدة عن طلب مدرسين للعمل والتدريس في دولة الكويت فذهبت وقدمت اوراقي ونجحت ولكنه المسؤولين عن المقابلة قسموا الاسماء الى اساسي واحتياطي وكنت في الاحتياطي فذهبت الى عبدالله الصانع الملحق الثقافي في مصر واخبرته اني اريد الخروج من مصر فأشار علي بأن اذهب للكويت دون استدعاء وبعدها اذهب الى وزارة التربية في الكويت واسمي من قبل موجودا في سجلات الوزارة فعندما تراني الوزارة موجود في الكويت تقوم بتكليفي بالتدريس وفعلت مثلما قال لي بالضبط وحضرت الى الكويت.



«المعلمين»

عندما حضرت الى الكويت العام 1968 كان في فصل الصيف وقالت لنا الوزارة عندما تبدأ الدراسة سنخبركم وعندما بدأت الدراسة اختارتني الوزارة مدرسا في معهد المعلمين العام 1968 وقمت بتدريس مادتي اللغة العربية والتربية الاسلامية، وكان معهد المعلمين في منطقة المرقاب وظللت بالمعهد ثلاث سنوات.



«البعوث»

كان معهد المعلمين يضع طلبة البعوث ضمن طلابه للتأهيل وبعد مرور ثلاث سنوات لي في المعهد كلفني المعهد بالاشراف على طلبة البعوث من الفيليبين وماليزيا واندونيسيا وموريتانيا وقمت بالاشراف عليهم في السكن الداخلي.



حوالي

بعد المعهد الديني ترقيت الى مدرس اول بثانوية حولي، وكان ناظرها يسمى ابراهيم مهنا رحمه الله، وكانت الدراسة في الثانوية عاما واحدا فقط.



التوجيه

انتقلت الى التوجيه وكانت الدراسة قبل التوجيه تضم اللغة العربية والتربية الاسلامية في مادة واحدة، وعند انتقالي فصلتا، وذهبت انا الى توجيه التربية الاسلامية وظللت في التوجيه التربوي للتربية مدة طويلة، وعاصرت اثني عشر وزيرا للتربية والتعليم



التأليف

ظللت في التوجيه التربوي للتربية الاسلامية لمدة اربعة عشر عاما اشتركت خلالها في انجازات كبيرة منها اشتراكي في تأليف كتب ومناهج المرحلة الابتدائية وبعض المرحلة المتوسطة، ولي الشرف اني اشتركت في وضع المناهج الحالية للتربية الاسلامية في الابتدائية والثانوية والمتوسطة.



الانتداب

بعد هذه الفترة الطويلة في التوجيه انتقلت الى الانتداب في وزارة التربية مع وكيل وزارة التربية في ذلك الوقت الهارون. وبعد ذلك انتقلت لوزارة الاوقاف في اللجنة الفنية، ورجعنا الى التربية.



«البحوث»

عرض علي الدكتور عبدالله الغنيم الذهاب معه الى مركز البحوث والدراسات الكويتية فذهبت معه الى ان اتت لجنة ديوان الموظفين وقالت ان السن اصبحت كبيرة فتركته منذ عام ونصف العام.



المساجد

بعد تركي مركز الدراسات والبحوث الكويتي طلبت مني وزارة الاوقاف الانتقال اليها للعمل في قطاع المساجد واستقرت بي الحال هناك الى الآن.



الزواج

لقد تزوجت في حدود العام 1973 بعد ان تأخرت سن زواجي قليلا.



الاولاد

وهبني الله بنتين كانتا من مواليد الكويت وظلتا في الكويت الى نهاية المرحلة الثانوية وذهبتا الى مصر لاستكمال الدراسة الجامعية هناك وقد تزوجت احداهن من موظف في الهيئة العامة لقناة السويس واستقرت بها الحال هناك مع زوجها. والثانية في ليفربول في انكلترا مع زوجها لاستكمال درجة الماجستير هي وزوجها.



التلاميذ

الى الآن تمتاز علاقتي مع تلاميذي بالصداقة والاخوة وعندما اتقابل معهم تغمرنا علاقة اخوة جيدة.



السكن

اول ما سكنت كان في بيت على الساحل وبعدها انتقلنا الى عمارة جديدة يملكها محمد عبدالواحد الايوب اخو احمد الايوب الذي يعمل في وزارة الخارجية وكان موقعها خلف بيت الزكاة القديم وكان الايجار أربعين دينارا كويتيا وقد ظللت في هذه الشقة الى العام الماضي فقط.



الحج

اكرمني الله بالحج مرات عدة وكانت اول حجة لي عندما كنت في ثانوية حولي مع عبدالوهاب الروضان وكان يسير حملة حجاج، وكانت آخر حجة في عام الغزو العراقي على الكويت.



المشاهير

كان لي عظيم الشرف بأن التقي بالكثير من مشاهير العالم الاسلامي امثال حسن ايوب، والشيخ سيد قطب، والدكتور العلامة يوسف القرضاوي، وكان من اصدقائي في الكويت عبدالله المطوع وتربطنا علاقة صداقة منذ العام 1968 وكنا نتقابل يوميا وكان يمتاز بالاخلاق العالية وكان خيّرا، ومنهم ايضا حمود الرومي وعبدالواحد امان، وعدنان الرومي.



«البلاغ»

كان لي الشرف ان اكون من مؤسسي مجلة البلاغ والعمل بها.



الغزو

عندما اتى الغزو على الكويت كنا في الحج وكنا قبلها نصحح اختبارات الثانوية العامة وقد اصدر صدام حسين انذاره الى الكويت والامارات وعندما قال في انذاره ان هذا يرقى لمرحلة الحرب قلت لأصدقائي هذا الكلام خطير لأنه لم يسبق اليه احد وبعد الحج جلست في الكويت الى يوم الاحد لأنهي تقارير التصحيح وسافرت يوم الاحد ووقع الغزو يوم الخميس وعندها استدعانا الدكتور عبدالله محارب وكان المستشار الثقافي في السفارة الكويتية في القاهرة.



القاهرة

بعد استدعاء الدكتور عبدالله محارب عرض علينا مشكلة الطلبة الكويتيين في مصر واتفقنا على انه لا يوجد حل سوى ايجاد مدارس لهم وابلغنا د. عبدالله الغنيم وزير التربية في ذلك الوقت وقد واجهتنا مشكلة هي اننا في احتياج الى نتيجة الثانوية العامة واللوائح والنظم والى الكتب.



العودة

في هذه الآونة عرفت ان هناك من يذهبون الى الكويت وفتشت في ذلك الى ان علمت الطريق وطرت بالطائرة الى عمان ومن عمان اخذنا تاكسي الى الكويت، وذهبت الى الاستاذ بدر الشمروخ وكان رئيس لجنة النظام والمراقبة ولم اجده واخبرني احد الموجودين انه كان في ادارة جمعية بيان وكان رئيسها في ذلك الوقت واخبرته ان يحضر لي ما احتاج وقد احضر لي بالفعل ما احتاج وذهبت بها الى مصر وعندما دخلت السفارة اخذوني بالاحضان، وبفضل الله انهينا العام الدراسي وقمنا بعمل اللجان وانهينا الاختبارات وبعدها ذهبنا الى الكويت واخرجنا النتيجة من الكويت.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي