طهران تُحبط «أكبر» هجوم سيبراني على البنية التحتية للاتصالات

القضاء الإيراني يُنبّه المُتظاهرين.. و«الموساد» يتحدث عن «دعمهم على الأرض»

صورة عملاقة لقاسم سليماني في طهران مع قرب حلول الذكرى السادسة لاغتياله	 (أ ف ب)
صورة عملاقة لقاسم سليماني في طهران مع قرب حلول الذكرى السادسة لاغتياله (أ ف ب)
تصغير
تكبير

فيما اتَّسعت رقعة الاحتجاجات في إيران مع انتقالها من الأسواق التجارية في طهران إلى الجامعات وعدد من المدن، على خلفية تفاقم الأزمة الاقتصادية، وتراجع الريال إلى مستويات قياسية، وارتفاع معدلات التضخم وتزايد الضغوط المعيشية، دخل جهاز «الموساد» الإسرائيلي، بشكل مباشر على الخط، ودعا المتظاهرين إلى تكثيف حراكهم الاجتماعي، مؤكداً أنه «معهم على الأرض».

ونُظمت تظاهرات طلابية في جامعات عدة بالعاصمة، إضافة إلى أصفهان، مع تسجيل تجمعات في كرمانشاه وشيراز ويزد وهمدان وأراك، وحضور أمني مكثف في مشهد.

وحذّر المدعي العام محمد كاظم موحدي آزاد، من أن القضاء سيتصدى بصورة «حاسمة» للتظاهرات في حال تم استغلالها من أجل «زعزعة الاستقرار».

وقال في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي «من وجهة نظر السلطة القضائية، فإن التظاهرات السلمية حول كلفة المعيشة جزء من الواقع الاجتماعي الذي يمكن تفهمه»، محذراً في الوقت نفسه من أن «أي محاولة لتحويل الاحتجاجات الاقتصادية إلى أداة لزعزعة الاستقرار وتدمير أملاك عامة أو تنفيذ سيناريوهات أعدت في الخارج ستقابل حتماً برد قانوني متناسب وحاسم».

وعلى وقع الحراك الاجتماعي، أفادت السلطات الإيرانية بتعرض مبنى حكومي جنوب إيران لهجوم.

ونقل موقع «ميزان» القضائي عن حامد أوستوفار رئيس السلطة القضائية في مدينة فسا جنوباً، «تضررت البوابة الرئيسية لمبنى محافظ المدينة في هجوم نفذه عدد من الأفراد»، من دون تحديد ملابسات الهجوم أو الإشارة إلى الاحتجاجات.

وفي خطوة تحريضية، توجّه «الموساد» إلى المتظاهرين الإيرانيين في بيان، باللغة الفارسية عبر حسابه على منصة «إكس» ذكر فيه،«أخرجوا إلى الشوارع معاً. لقد حان الوقت. نحن معكم».

وأضاف البيان، الذي بثته إذاعة الجيش باللغة العبرية، «ليس فقط من بعيد أو بالكلام، بل نحن معكم أيضاً على الأرض».

وفي رد على الاحتجاجات والإضرابات المستمرة في إيران، نشر الحساب الفارسي لوزارة الخارجية الأميركية على منصة «إكس»، رسالة ذكر فيها أن انخفاض قيمة العملة الإيرانية إلى أدنى مستوى تاريخي مقابل الدولار أدى إلى تجمع مئات المواطنين في السوق الكبير بطهران للاعتراض على تدهور الأوضاع الاقتصادية.

وأضافت الوزارة أن، «الإيرانيين الشجعان واصلوا رفع أصواتهم رغم العنف والحضور المكثف للقوات الأمنية»، مؤكدة أن «النظام الإيراني يجب أن يحترم الحقوق الأساسية للشعب، ويستجيب لمطالبه المشروعة بدل قمع أصواتهم».

وأشارت الرسالة أيضاً إلى انتشار الاحتجاجات في مدن إيرانية أخرى، بينها همدان، مشهد، أصفهان، زنجان وملارد، ووصفت المشاركين بأنهم أظهروا شجاعة كبيرة في مواجهة السياسات الفاشلة وسوء الإدارة الاقتصادية للنظام.

وختمت وزارة الخارجية رسالتها بالتأكيد على دعمها لشجاعة المتظاهرين ووقوفها إلى جانب كل من يسعى للكرامة ومستقبل أفضل في إيران.

وشهدت إيران الثلاثاء، تمدّداً لحركة الاحتجاج ضدّ غلاء المعيشة وتدهور الوضع الاقتصادي، مع انضمام طلاب في عشر جامعات على الأقل إلى التظاهرات، حيث دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان للإنصات إلى «المطالب المشروعة» للمتظاهرين.

غير أن موجة الاحتجاج الحالية إزاء غلاء المعيشة لا تزال في هذه المرحلة أضيق بكثير مقارنة بالاحتجاجات الواسعة التي هزّت إيران أواخر عام 2022 عقب وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني أثناء احتجازها.

وجاء النداء الإسرائيلي عقب محادثات عُقدت قبل يومين بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب، الذي هدّد بعدها إيران بشنّ المزيد من الضربات عليها في حال أعادت بناء برامجها النووية أو الصاروخية البالستية.

من جهة أخرى، أعلن وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الإيراني، ستار هاشمي، أن السلطات المختصة أحبطت هجوماً سيبرانياً واسع النطاق استهدف البنى التحتية للاتصالات في البلاد، معتبراً أنه من أكبر الهجمات التي شهدها هذا القطاع خلال الفترة الأخيرة.

وأوضح على هامش اجتماع الحكومة، أن البلاد شهدت بعد ظهر الأحد الماضي «واحدة من أكبر وأوسع الهجمات السيبرانية التي استهدفت البنى التحتية للاتصالات».

وكشف وزير الاتصالات أن الهجمات نُفذت من نحو120 ألف مصدر مختلف حول العالم، واستهدفت بشكل محدد أحد مشغلي تقديم خدمات الاتصالات في البلاد، مضيفاً أنه «بفضل التدابير المتخذة، تم صد هذا الهجوم وإحباطه بالكامل».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي