التحالف يعزّز قبضته على سوق المعادن الثمينة ويُسرّع وتيرة التخلي عن الدولار
«بريكس» يدخل عصر المال الصلب بنصف إنتاج ذهب العالم
في خطوة تعكس رغبة جادة في إعادة تشكيل النظام المالي العالمي، يواصل تحالف «بريكس» (BRICS) تعزيز قبضته على سوق المعادن الثمينة، حيث كشف تقرير نشره حديثاً موقع «Watcher Guru» عن سيطرة التكتل والدول المتحالفة معه على نحو 50 % من إجمالي الإنتاج العالمي للذهب.
ويأتي هذا التوسع كجزء من إستراتيجية أوسع تهدف إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأميركي والتحول نحو أصول ملموسة تدعم الاستقلال المالي للمجموعة، ووفقاً للبيانات التي ذكرها الموقع، تقود كل من الصين وروسيا حملة مكثفة لتنويع الاحتياطيات بعيداً عن الأصول المقومة بالدولار.
وفي 2024، تصدّرت الصين المشهد بإنتاج بلغ 380 طناً، تلتها روسيا بـ 340 طناً. ولا يقتصر الأمر على الإنتاج فحسب، بل امتد ليشمل المشتريات السيادية، إذ أفاد مجلس الذهب العالمي بأن البنوك المركزية لدول التحالف كانت المحرك الرئيسي لعمليات الشراء التي تجاوزت 1000 طن سنوياً بين عامي 2022 و2024، وهي أطول سلسلة مشتريات مستمرة في العصر الحديث.
وتمتلك دول «بريكس» مجتمعة احتياطيات من الذهب تتجاوز 6000 طن، حيث تتصدر روسيا القائمة بـ 2336 طناً، تليها الصين بـ 2298 طناً، ثم الهند بـ 880 طناً. وانضمت البرازيل أخيراً لهذا الركب بإضافة 16 طناً في سبتمبر 2025، لتصل احتياطاتها إلى 145.1 طن، في أول عملية شراء كبيرة لها منذ 2021.
ونحو عملة موحدة ومنصات تسعير مستقلة لا تتوقف طموحات «بريكس» عند تكديس المعدن الأصفر، بل تمتد لتشغيل بنية تحتية مالية بديلة. وقد أطلق التحالف نموذجاً أولياً لأداة نقدية تحمل اسم «اليونيت» (Unit)، وهي عملة رقمية مقومة بالذهب بنسبة 40 % ذهب فيزيائي و60 % سلة عملات وطنية.
كما يسعى التكتل لإنشاء مؤشر «سعر ذهب بريكس» كبديل لمنصات التسعير الغربية التي يهيمن عليها الدولار، ما يمنحه قدرة أكبر على حماية اقتصاداته من العقوبات والمخاطر السيادية المرتبطة بالنظام المالي الأميركي.
ويرى المحللون الاقتصاديون أننا دخلنا «عصر المال الصلب»، حيث يؤكد المستثمر الكندي، فرانك جوسترا، أن امتلاك الذهب الورقي لا يعادل امتلاك الذهب الحقيقي في الأزمات.
وخلاصة القول إنه مع تجاوز أسعار الذهب حاجز 4000 دولار للأوقية، يستمر تحالف «بريكس» في تعزيز نفوذه كقوة إنتاجية وتخزينية كبرى. وأن هذا التحول من «الدولار» إلى «المعدن» يشير إلى إعادة هيكلة جذرية للتمويل الدولي قد تستمر تداعياتها لعقود، ما يضع الهيمنة النقدية الأميركية أمام اختبار تاريخي غير مسبوق.
138 % زيادة بأسعار
الفضة منذ بداية 2025
قفز الذهب متجاوزاً مستوى 4400 دولار للأونصة للمرة الأولى أمس الاثنين، مستفيداً من التوقعات المتزايدة بتخفيضات أخرى في الفائدة الأميركية والطلب القوي على أصول الملاذ الآمن.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 1.4 % عند 4397.16 دولار للأونصة بعد أن كسر حاجز 4400 دولار ليسجل مستوى قياسياً مرتفعا بلغ 4400.29 دولار في وقت سابق من اليوم.
وانضمت الفضة إلى الارتفاع لتسجل أعلى مستوى لها على الاطلاق، حيث ارتفعت في المعاملات الفورية 3.3 % إلى أعلى مستوى عند 69.44 دولار. فيما زادت 138 %، وارتفع الذهب، 67 % منذ بداية العام، وحطم عدداً من الأرقام القياسية واخترق مستويات 3000 دولار و4000 دولار للأونصة للمرة الأولى. ويستعد لتحقيق أكبر مكاسب سنوية له منذ 1979.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، قفز البلاتين 4.3 % إلى 2057.15 دولار للأونصة وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من 17 عاما. وزاد البلاديوم 4.2 % إلى 1786.45 دولار للأونصة وهو أعلى مستوياته منذ نحو 3 أعوام.