المُلتقى انطلق بجلسة صباحية ناقشت مفهوم الحماية النفسية وضغوط الحياة
«المُلهمون» يبحث دور الإعلام في تشكيل الوعي
-عبدالعزيز المسلم: بعض الأعمال الدرامية تُقدّم مُعالجة نفسية سلبية قد تكون شكلاً من «القتل المعنوي»
-أحلام خطاب: صحة الأم النفسية عنصر أساسي في التربية السليمة والحب أساس تلك الصحة
انطلقت فعاليات مُلتقى «المُلهمون» في دورته الخامسة، بجلسة حوارية صباح السبت، فيما عقدت مساء فعالية عن «جائزة الكويت للإبداع»، ضمن المُلتقى الذي تستضيفه الكويت.
الجلسة الصباحية أدارها الإعلامي ماضي الخميس، وناقشت مفهوم الحماية النفسية وضغوط الحياة، وتأثير الإعلام والأسرة في تشكيل وعي الإنسان، حيث أكّد الكاتب والباحث والممثل عبدالعزيز المسلم أن كثيراً من الناس يظهرون مُتماسكين خارجياً، بينما يُعانون داخلياً من ضغوط نفسية كبيرة، مُشدّداً على أن «الوقاية خير من العلاج، وأن الإعلام يؤثر في الإنسان يومياً، من دون أن يشعر، سواء عبر الصورة أو الصوت أو اللون، وصولاً إلى الدراما التي تُقدَّم تحت مسمى الترفيه بينما هي في حقيقتها إعادة صياغة للوعي».
وأوضح المسلم، في حديثه بالجلسة، أن «التلوث الإعلامي أصبح مزمناً نتيجة الاعتياد عليه. فبعض الأعمال الدرامية تُسهم في نشر الإحباط والسوداوية، وأن المُعالجة النفسية السلبية قد تكون شكلاً من أشكال (القتل المعنوي). والكاتب وصانع المحتوى يتحملان مسؤولية أخلاقية في تقديم محتوى نافع يحمي المجتمع، عبر فهم القيم الإنسانية وإعادة صياغة الوعي دون فرضه».
وأشار إلى أن «الأطفال والمراهقين بطبيعتهم مُقلّدون، ما يستدعي وعياً إعلامياً عالياً في تسويق القصص وإعادة تعريف مفهوم البطل»، مؤكداً أن «الدراما قائمة على الصراع، وأن الإنسان يخوض صراعاً يومياً مع ذاته، وأن التغيير نحو الأفضل عملية صعبة تتطلب ضبط النفس».
وبيّن المسلم أن «الإعلام في بعض الدول يُستخدم كأداة لإعادة تشكيل الوعي حتى لو لم يكن ربحياً، ومطلوب اختيار (بضاعة الإعلام) بعناية، وحماية الأسرة في ظل تسارع الحياة، لأن الإعلام سلاح يمكن من خلاله حماية المجتمع أو الإضرار به».
من جانبها، أكّدت الدكتورة أحلام خطاب أن «بناء شخصية الطفل يبدأ من البيت قبل مرحلة الروضة، ويتطلب بيئة نفسية متزنة»، مُشدّدة على أن «صحة الأم النفسية عنصر أساسي في التربية السليمة. والحب هو أساس الصحة النفسية، وغيابه سبب رئيسي لكثير من المشكلات السلوكية لدى الطلبة».
وأضافت خطّاب أن «دور الأم محوري في صناعة القادة والمبدعين»، مستشهدة بالمجتمع الكويتي قديماً، حيث كانت الأم تقوم بدور التربية الكامل، مؤكدة أهمية اكتشاف المشكلات النفسية لدى الطفل مبكراً.
وشدّدت على أن «الحب هو العلاج والدواء، داعية الأمهات إلى بناء علاقة قائمة على المودة والاحتواء والصراحة، مع التحكّم بردود الأفعال وتخصيص وقت للاستماع للأبناء»، مُؤكّدة أن «الأم يجب ألا تكون خصماً، بل مصدر أمان ودعم نفسي».