«رابطة الاجتماعيين» تُنبّه إلى مخاطر الاستخدام المفرط للانترنت
مؤتمر رابطة الاجتماعيين يوصي بفرض قانون يحدّ من «إدمان الإنترنت»
- 60 في المئة من الشباب بالكويت تجاوزوا المعدل اليومي العالمي لاستخدام الإنترنت
سلّطت رابطة الاجتماعيين الكويتية الضوء على خطر الاستهلاك الرقمي والإدمان الالكتروني، مؤكدة أن نسبة انتشار الإنترنت في الكويت تتجاوز 99 في المئة من السكان ونسبة انتشار الهواتف المتنقلة تتجاوز 150 في المئة من إجمالي السكان، وأكثر من 60 في المئة من الشباب يقضون ساعات تتخطى المعدلات العالمية في الترفيه الرقمي يومياً.
وأوصى المشاركون في المؤتمر الذي نظمته الرابطة، في مقرها بعنوان «مؤتمر الاستهلاك الرقمي والإدمان الإلكتروني... نحو وعي مجتمعي»، بضرورة فرض قانون يعزز الاستخدام الصحي للإنترنت، وإنشاء مرصد وطني للاستهلاك الرقمي وتعزيز التوعية بمخاطر إدمان الإنترنت.
وأكد رئيس مجلس ادارة الرابطة الدكتور عبدالله الرضوان أن «التكنولوجيا دخلت إلى بيوتنا ومدارسنا وأعمالنا، وأصبحت الهواتف الذكية والشاشات بمثابة نوافذ مفتوحة على العالم، وقد تحمل لنا فرصاً عظيمة للتعلم والتواصل والإبداع، لكنها في الوقت ذاته قد تتحول إلى أبواب مشرعة أمام مخاطر الإدمان والاستهلاك غير الرشيد، والتأثر السلبي بالإعلانات والمحتوى الموجه».
وقال الرضوان، إن الدراسات أثبتت أن الإدمان الإلكتروني لا يقل خطورة عن أي نوع آخر من الإدمان، فهو يؤثر على الصحة النفسية والجسدية، ويضعف الروابط الاجتماعية، ويقلل من الإنتاجية.
وبيّن الرضوان أن «رسالة المؤتمر هي أن تتحوّل التكنولوجيا من مصدر قلق إلى مصدر قوة، ومن أداة استهلاك إلى أداة بناء، ومن وسيلة إلهاء إلى وسيلة إلهام. إننا نسعى إلى ترسيخ ثقافة رقمية رشيدة، تقوم على النقد الواعي، والاختيار المسؤول، والقدوة الصالحة، والقيم الاجتماعية الأصيلة».
من جانبه، عرّف استاذ الخدمة الاجتماعية في جامعة الكويت الدكتور حمد العسلاوي الادمان الالكتروني بـ«فرط الاستخدام» ويترتب على ذلك تدهور الحياة اليومية للفرد رغم أنه لا يوجد معيار عالمي يبيّن ساعات الاستخدام، بل ما يترتب على ذلك الاستخدام من آثار سلبية.
وأوضح العسلاوي ان الإدمان يعتمد على الجوانب السلوكية المترتبة على الاستخدام المفرط للتكنولوجيا، ومنها ضعف التحصيل الدراسي وضعف الروابط الاسرية والاكتئاب والقلق والهروب من العالم الحقيقي إلى العالم الافتراضي. بدوره، وصف مدير المركز العربي للبحوث التربوية بدول الخليج العربي الدكتور محمد الشريكة موضوع المنتدى بالحيوي، مضيفا «أننا مقبلون على تحوّل سلوكي كبير سيفرض آثاره علينا، والتكنولوجيا تقود العالم حاليا بطريقة مختلفة عن السابق».
وقال الشريكة «طرحنا في المركز العربي العديد من المواضيع ذات الصلة منها اثر التكنولوجيا على نفسية الطلبة، وواجهت بشكل خاص بعض التحديات وهو أن أجد أحد أبنائي وقد ارتمى في أحضان التكنولوجيا وحمل مفاهيم تعارض القيم الدينية، وهذا تنبيه لكل فرد بأن يدرك خطر إدمان الأبناء لتلك الأجهزة».