قدّمت أمسية غنائية في «جابر الثقافي»
عبير نعمة جمعت بين الأصالة والتجدد... في ليلة طربية مكتملة
بصوتها الماسيّ الذي يجمع بين رقّة الحرير وقوّة الموج، أضاءت المطربة اللبنانية عبير نعمة، ليل الكويت في حفل غنائي جماهيري جمعت فيه بين الأصالة والتجدد، احتضنته خشبة المسرح الوطني في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، مساء الإثنين.
«الراي» تواجدت في الأمسية الغنائية، التي أتت بتنظيم وإنتاج لشركة «سين» للإنتاج الفني، وجاءت بمثابة رحلة موسيقية عابرة للبلدان والذكريات، حيث قدّمت فيها نعمة واحدة من أجمل حفلاتها بالكويت، وسط تفاعل جماهيري لافت ملأ المكان دفئاً وتصفيقاً.
وعلى امتداد 120 دقيقة، في ليلة لم تهدأ فيها المشاعر ولم تخفت الأضواء، قادت نعمة الجمهور عبر عالم متنوّع من ألوان الغناء العربي والشرقي والكلاسيكي، مستعرضةً قدراتها الصوتية الاستثنائية التي تجمع بين الخامة الدافئة والتحكّم العالي، والإحساس العميق بكل كلمة. فلم يكن الحفل مجرد مجموعة من الأغاني بقدر ما كان عرضاً فنياً مكتملاً، جسّدت فيه نعمة حضوراً آسراً، وجمع بين الاحترافية والصدق.
«دفء الطرب»
الحفل الذي انقسم إلى نصفين، وقاده المايسترو ماركو أبو نعوم، افتتحته نعمة بأغنية «وينك»، ثم أتبعتها بأغنيتي «شو بعمل بالدنيا بلاك» و«كل ما تقلّي»، قبل أن تُشعل المسرح بأغنية «لعندو بروح» التي تفاعل معها الجمهور على نحو كبير. ومرّت بعدها بصوتها إلى «طاير يا هوا» التي أعادت عبرها إيقاعاً مصرياً محبباً إلى آذان الحاضرين.
ولم يخلُ النصف الأول من باقة روائع الكلاسيك العربي، حيث قدّمت بصوت محمّل بالشجن أغنية «لبيروت» للسيدة فيروز، في لحظة صمت موسيقي امتزج فيها الحنين بالفخر. ثم أدت بعد ذلك مجموعة من الأعمال الرائعة منها «يا ترى» و«بعدني بحبك» و«لما بدا يتثنّى» و«هيدا إنت»، غير أن إحدى اللحظات الأجمل في هذا النصف الأول كانت أغنية «كيفك إنت» للسيدة فيروز، إذ حمّلتها بكمّ هائل من الإحساس، ومعها ارتفعت أنفاس الجمهور وانطلقت هتافات الإعجاب، قبل أن تنهي الوصلة بأغنية «أهو ده اللي صار» لسيد درويش، التي أدّتها بروح مرحة وحيوية دفعت الجمهور للتصفيق مع كل جملة لحنية.
«تنوّع الألوان»
في النصف الثاني من الليلة، عاد الجمهور إلى موجة جديدة من الطرب، في ليلة عكست بوضوح حس نعمة الفني العالي، ورؤيتها الموسيقية التي تجمع بين الاحترام للماضي والانفتاح على العصر، وذلك مع أغنية «من بعدك»، ثم تلتها بأغنيتي «اعمل ناسيني» و«يا أنا»، قبل أن تدخل في ذروة إحساسها مع «لو باقي ليلة» للفنان عبدالرب إدريس، والتي حظيت بالتفاعل.
بعدها، تواصلت الرحلة مع مجموعة من الأغاني المتنوعة مثل «غريبين وليل» و«شباك حبيبي» و«بصراحة» حيث حظيت جميعها بالتفاعل والتصفيق، لتقدّم بعدها نعمة، مجموعة أخرى من الأغاني منها «مطرحك بقلبي» و«فراشة وزهرة» و«قهوة»، ليأتي الختام مع أغنية «بيبقى ناس».