«التربية» عمّمتها ضمن 8 قيم على المراحل التعليمية
ترسيخ محاربة الغش في نفوس الطلبة
-منى الأنصاري: يجب أن تُغرس في نفوس الطلبة وليس فقط تُدرّس
-عبدالله العجمي: تخلق روح التنافس بين الطلبة وتُعالج الخلل
-حمد الهولي: محاربة الغش في المناهج الجديدة تحقّق متطلبات القرن الـ 21
-هدى الحداد : تضمين القيم التربوية محاربة الغش... مسؤولية مشتركة
اعتمدت وزارة التربية البرنامج الزمني وخطوات تطبيق برنامج تأصيل القيم التربوية في نفوس الطلبة، للعام الدراسي الحالي، في المراحل التعليمية الثلاث ورياض الأطفال، وعددها 8 قيم جديدة على الفترتين الدراسيتين الأولى والثانية، آخرها محاربة الغش التي تستبق الاختبارات النهائية.
ومواكبة لهذا الأمر، استطلعت «الراي» آراء متخصصين، فأكد رئيس جمعية المعلمين حمد الهولي، أن محاربة الغش في المناهج الدراسية الجديدة تتواءم مع المتطلبات العالمية الحديثة ومهارات القرن الـ21، وأهمها تحقيق العدالة والشفافية في التعليم، الأمر الذي يؤدي إلى انهيار هذا الركن في حال وجود الغش إذ كيف تكون هناك عدالة في ظل وجود هذه الآفة؟
وبيّن الهولي، أن تضمين محاربة الغش ضمن القيم التربوية له أثر إيجابي كبير على الطالب، لأن القيمة تكبر مع المتعلم شيئاً فشيئاً، وتتحول إلى اعتقاد كلي يحارب من أجله وينعكس على المجتمع ككل.
روح التنافس
من جهته، قال مدير إدارة البحوث التربوية السابق في وزارة التربية عبدالله العجمي، أن «القيمة التربوية بمحاربة الغش تعزز مفاهيم الجد والاجتهاد لدى الطلبة وتخلق روح التنافس بينهم، إضافة إلى انها تعالج الخلل وتبعد الطلبة عن هذه الظاهرة السلبية».
وبين العجمي لـ«الراي» أن تضمين هذه القيمة في المناهج الدراسية الجديدة وفي الأنشطة المدرسية له صدى إيجابي كبير على الطالب الذي يجب أن يعرف منذ صغره مكامن الفشل والنجاح، ومبدأ الثواب والعقاب.
وأكد العجمي، أن إدارة البحوث خلصت في الأعوام السابقة إلى إعداد دراسة ميدانية في شأن ظاهرة الغش نشرتها «الراي» في حينها من واقع الميدان التربوي واعتمدت في استبانتها على آراء المعلمين والطلبة، مؤكداً استياء بعض القيادات التربوية آنذاك من نتائج الدراسة لأنها لم تعتد على مواجهة الخلل، رغم أننا أخذنا الآراء بشفافية من معطيات الواقع، مؤكداً أن نتائج الدراسة كانت متطابقة مع الواقع والدليل وجود نسب نجاح غير حقيقية لبعض الطلبة وتدني نتائج الكويت في الاختبارات الدولية«تيمز وبيرلز».
غرس
بدورها، أبدت الموجهة العامة السابقة لمادة العلوم في وزارة التربية منى الأنصاري، استحسانها الكبير لتضمين القيم التربوية للعام الدراسي الحالي قيمة محاربة الغش، مشددة على أنها«يجب أن تغرس غرساً في نفوس الطلبة وليس فقط تدرس، ويجب أن تكون في جميع المجالات الدراسية بما فيها المواد العلمية».
وقالت الأنصاري لـ«الراي» إنه «يجب تخصيص 3 دقائق من وقت الحصة الدراسية لتناول مفهوم القيمة في الفصل الدراسي وأن يتناقش بها المعلم مع تلاميذه»، مؤكدة أهمية أن تتفق جميع الأقسام الدراسية على قيم يتم تداولها في جميع المواد الدراسية بالتنسيق مع قسم الخدمة الاجتماعية في المدرسة. واقترحت أن تتصدر القيم التربوية صفحات الكتب الدراسية في كل عام دراسي، بما يمكن ولي الأمر من تناولها مع أبنائه في البيت ومناقشتها معهم سواء كانت قيماً تربوية أو اجتماعية أو دينية.
بناء الشخصية
وقالت الموجهة النفسية السابقة في وزارة التربية هدى الحداد أنه مع قرب موسم الامتحانات، تبرز من جديد أهمية تعزيز القيم التربوية في نفوس الطلبة، وفي مقدمتها قيمة الأمانة ومحاربة الغش، باعتبارها من الأسس التي تبني شخصية صادقة ومسؤولة تجاه نفسها ومجتمعها.
وقالت الحداد لـ"الراي" أن الغش ظاهرة تهدد القيم ، وهي ليس مجرد تجاوز لقوانين الامتحان، بل هو خلل في منظومة القيم، ويضعف الإحساس بالمسؤولية ويقتل روح الاجتهاد ، مبينة أنه حين يعتمد الطالب على الغش، فهو يخسر ثقة المعلمين، ويظلم نفسه وزملاءه الذين تعبوا بجدٍّ واجتهاد.
وذكرت أنه في زمن الأجهزة الذكية، تنوعت أساليب الغش، لكن القيمة التربوية تبقى هي الحاجز الأقوى ، ومن هنا يأتي دور التوعية الرقمية ومتابعة السلوك الطلابي داخل وخارج قاعات الامتحان ، إذ أن محاربة الغش لا تتحقق بالعقوبات وحدها، بل ببناء ثقافة داخل المدرسة تكرّس احترام الجهد، وتُكافئ الأمانة، وتُبرز النماذج الطلابية التي تنجح بجدارة.
3 قيم بالفترة الأولى و5 في الثانية
قسّمت الوزارة، عبر نشراتها للمدارس، القيم التربوية على العام الدراسي، حيث ستطبق 3 منها في الفترة الدراسية الأولى و5 خلال الفترة الدراسية الثانية. وأوضحت النشرات التي وجهتها الوزارة إلى جميع المدارس، خطوات تطبيق برنامج تأصيل القيم التربوية للعام الدراسي، في مدارس المرحلة الابتدائية، حيث يقوم كل مدير أو مديرة مدرسة بتوزيع القيم على كافة أقسام المدرسة، بما في ذلك الباحثون الاجتماعيون والنفسيون.
إدارات المدارس ونجاح الخطة
شددت الوزارة على أن يقوم كل قسم بالإعداد لتطبيق القيمة، حيث إنها من الأمور المهمة في مجال تعزيز القيمة التربوية ويتم تطبيق القيمة وفق البرنامج الزمني المحدد، على أن يترك للإدارات المدرسية قياس مدى النجاح في تعزيز القيمة لدى المتعلمين بطريقة غير مباشرة، وسيقوم قطاع التنمية التربوية والأنشطة خلال العام الدراسي بالتعاون مع كافة القطاعات والمؤسسات المعنية لتطبيق القيم التربوية خلال البرنامج الزمني المعد.
وذكرت النشرات أن تناول القيمة يأتي في إطار مفهوم تسليط الضوء عليها وإبرازها في ظل منظومة القيم الأخرى، ولا يعني انتهاء فترة تناولها إلغاءها من قاموس المتعلمين بل يجب إبراز تكامل تلك القيم وعدم القدرة على الاستغناء بإحداها عن الأخرى.