«المعهد الدبلوماسي» استضاف جلسة إحاطة إنسانية حول «رحلة العودة والاستقرار»

الأمم المتحدة تُشيد بالتزام الكويت ومساهماتها الإغاثية للاجئين السوريين

تصغير
تكبير

- السفير الخبيزي: المعهد يُعزّز ثقافة الاطلاع ويُقرّب الطلبة من العمل الدبلوماسي والإنساني
- خبراء المفوضية: لحظة مفصلية لسوريا… وعودة الملايين ترسم ملامح مرحلة جديدة
- 173 ألف لاجئ عادوا خلال عام… وقرار العودة لايزال خياراً شخصياً معقّداً

استضاف معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي، شخصيتين بارزتين من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هما غونزالو فارغاس يوسا، ممثل المفوضية في سوريا، وماريا ستافروبولو، ممثلتها في الأردن، خلال إحاطة إنسانية بعنوان: «سوريا: رحلة العودة والاستقرار والاستجابة في الميدان».

وقدم المسؤولان الأمميان خلال المحاضرة، عرضاً شاملاً حول آخر التطورات الإنسانية المرتبطة باللاجئين السوريين، سواء ما يتعلق بظروف العودة من الأردن أو أوضاع اللاجئين داخل سوريا، ومدى توافر الشروط اللازمة لضمان عودتهم الطوعية الآمنة والكريمة.وقال المستشار في المعهد، عبدالله الخبيزي، إن الفعالية، التي أُقميت الخميس الفائت، شهدت حضوراً مميزاً من أعضاء السلك الدبلوماسي والجهات المعنية بالملف السوري، إضافة إلى طلبة من جامعة الكويت، حرص المعهد على استضافتهم تعزيزاً لثقافة الاطلاع المباشر على القضايا السياسية والإنسانية.وأكد أن مشاركة الطلبة أسهمت في تعزيز فهمهم لطبيعة العمل الدبلوماسي والإنساني، وتغرس قناعة بأن المعرفة تُكتسب من التفاعل مع الخبراء وصنّاع القرار، لا من الكتب وحدها.

وأشار إلى أن آخر دفعة طلابية تخرّجت في برامج المعهد قبل أشهر، وأن المعهد يستقبل أسبوعياً طلبة من كليتي الحقوق والعلوم السياسية، بالتنسيق مع جامعة الكويت، إلى جانب تنظيمه دورات متخصصة لمتدربين من وزارة الخارجية وجهات الدولة المختلفة.وأكد الخبيزي أن المعهد يواصل دوره كمنصة للحوار وتبادل الخبرات، وفتح أبوابه للمهتمين بالقضايا الدولية، مشدداً على أن الدبلوماسية تكتسب قيمتها الحقيقية عندما يلتقي صانعو السياسات بالخبراء العاملين في الخطوط الأمامية للأزمات الإنسانية.وجدّد ثبات موقف الكويت تجاه القضية السورية منذ الأيام الأولى للأزمة، مستذكراً استضافة الكويت ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين بين 2013 و2015، ساهمت في حشد مليارات الدولارات لدعم المتضررين في سوريا. وقال إن دخول سوريا «مرحلة جديدة» يستدعي تجديد رسالة الكويت للشعب السوري: «الكويت إلى جانبكم».

وتيرة العودة

بدوره، قال غونزالو يوسا، إن سوريا تعيش «لحظة تاريخية ومفصلية»، مشيراً إلى أن التغييرات التي شهدتها البلاد في ديسمبر الماضي، أثرت مباشرة على حياة السوريين داخل البلاد وخارجها.وأكد أن وجوده في الكويت «شرف كبير»، لافتاً إلى دورها المحوري في دعم الجهود الإنسانية خلال العقود الماضية.وأوضح أن سقوط النظام السابق في 8 ديسمبر، وتشكيل حكومة انتقالية جديدة، أعادا قدراً من الأمل للسوريين، ما انعكس في حركة العودة الطوعية التي بلغت نحو 1.3 مليون سوري من دول الجوار خلال عام واحد، إضافة إلى عودة مليوني نازح داخلياً، وهي واحدة من أكبر حركات العودة في المنطقة خلال عقود.وتوقع يوسا استمرار وتيرة العودة خلال 2026 إذا بقي التحسّن قائماً، مع التأكيد على ضرورة احترام حق من يفضّلون البقاء في دول اللجوء.وعن التحديات التي تواجه العائدين، قال إن استبياناً شمل 30 ألف عائد كشف عن مخاوف تتعلق بالأمان، ومخلفات الحرب، وفرص العمل، وتهدم المنازل، وصعوبات قانونية حول الوثائق والملكية.ولفت إلى حالات عاد فيها لاجئون ليجدوا منازلهم مشغولة من أسر أخرى فقدت بيوتها، مؤكداً الحاجة إلى حلول منهجية لمنع النزاعات.وذكر أن برامج المفوضية تقدم مساعدات تشمل إصلاحات بسيطة للمساكن، ومنحاً نقدية بقيمة 600 دولار للأسر الأكثر ضعفاً، ودعماً قانونياً للحصول على الوثائق الرسمية، إلى جانب إعادة تأهيل مكاتب السجل المدني والدوائر العقارية.

الدور الكويتي

من جهتها، قدّمت ماريا ستافروبولو، عرضاً مفصّلاً حول أوضاع اللاجئين السوريين في الأردن وتطورات نوايا العودة، معربة عن شكرها لحكومة الكويت على دعمها المستمر واحتضانها لأعمال اللقاء. وقالت إن الأردن يواصل أداء دور استثنائي باعتباره إحدى أهم دول الاستضافة للاجئين السوريين.وأوضحت ماريا أن التغيرات السياسية في سوريا انعكست فوراً على اللاجئين في الأردن، حيث تلقت المفوضية اتصالات من لاجئين يرغبون بالعودة في اليوم التالي للتطورات، مؤكدة أن 173 ألف لاجئ عادوا خلال عام واحد، أي ما يُقارب ثلث اللاجئين المسجلين لدى المفوضية في الأردن.وشدّدت على أن قرار العودة «شخصي للغاية»، فبينما يرغب معظم اللاجئين بالعودة في المستقبل، فإن خمسهم فقط يفكرون بالعودة خلال عام، ما يعني أن الأردن سيظل بحاجة إلى دعم دولي مستمر لتغطية الضغوط على قطاعاته الحيوية، وخاصة الصحة والتعليم والبنية التحتية، لافتة إلى أن 30 في المئة من مشاريع سُبل العيش التي تنفذها المفوضية تستهدف الأردنيين دعماً للمجتمعات المستضيفة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي