التفكير العميق لا يعني بالضرورة النفور الاجتماعي
8 سلوكيات يمتلكها «الأذكياء الانعزاليون»
لطالما ارتبطت صورة العبقرية والذكاء المرتفع بنزوع الشخص إلى نوع من العزلة الاجتماعية.
ومن خلال معطيات دراسة تحليلية للسلوكيات الاجتماعية، تم تحديد 8 أنماط سلوكية شائعة يتميز بها الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء استثنائي ولكنهم يجدون صعوبة في تكوين صداقات أو الحفاظ عليها. وهذه السلوكيات، التي غالباً ما تكون غير مقصودة، قد تساهم في تعميق عزلتهم.
والسلوكيات الثمانية التي تميز الأذكياء الانعزاليين تتمثل في:
1 - الميل إلى التحليل المفرط: يميلون إلى تحليل كل تفاعل اجتماعي بشكل مبالغ فيه، وهذا يؤدي إلى الإفراط في التفكير وتأخير الاستجابة العفوية.
2 - النفور من الأحاديث السطحية: يجدون صعوبة في الانخراط في المحادثات العادية أو «الثرثرة»، ويفضلون المناقشات العميقة والمحفزة فكرياً.
3 - المعايير العالية في الصداقة: يبحثون عن صداقات تتسم بالعمق الفكري والصدق المطلق، وهذا يجعل دائرة معارفهم ضيقة جداً.
4 - الاستمتاع بالوحدة: لا يشعرون بالملل بسهولة عند الانفراد بأنفسهم، حيث يجدون في أفكارهم وعوالمهم الداخلية مصدراً كافياً للتحفيز.
5 - الاستقلالية المفرطة: يعتمدون على أنفسهم بشكل كبير في حل المشكلات، وهذا يجعلهم لا يطلبون المساعدة أبداً، وهذا يقلل من فرص بناء الروابط الاجتماعية القائمة على التبادل.
6 - التعرض لسوء الفهم: قد يُنظر إلى أسلوبهم المباشر والمنطقي في التواصل على أنه وقاحة أو تعالٍ، وهذا ينفر الآخرين.
7 - التفكير المستقبلي المفرط: ينشغلون بالتخطيط للمستقبل والأهداف الكبيرة، وهذا يجعلهم يبدون غير مبالين بالتفاصيل الاجتماعية اللحظية.
8 - التعلم السريع والملل السريع: يتقنون المفاهيم بسرعة، وهذا يجعلهم يشعرون بالملل في البيئات التي تتطلب وقتاً أطول لمعالجة المعلومات.
علاقة معقدة
ويشير التحليل إلى أن هذه السلوكيات ليست عيوباً بقدر ما هي نتائج جانبية لنمط تفكير مختلف، فالذكاء الاستثنائي يتطلب بيئة محفزة باستمرار، وعندما لا يجد الشخص هذه البيئة في التفاعلات الاجتماعية اليومية، فإنه ينسحب بشكل طبيعي إلى عالمه الخاص.
ويؤكد الخبراء أن الوعي بهذه السلوكيات هو الخطوة الأولى نحو التكيف. فالأشخاص الأذكياء بحاجة إلى تعلم «لغة» التفاعل الاجتماعي العادي، بينما يحتاج المجتمع إلى تقدير أن التفكير العميق لا يعني بالضرورة النفور الاجتماعي.
