لجأتُ في المقالات الأخيرة إلى توجيه النصح لأحبتنا حول بعض الحقائق والظواهر الاجتماعية لخلق وعي لدى القارئ... والمقال فكرة سياقها تعكسها الخبرة، ملخص الحوارات مع الآخرين، الاطلاع والمتابعة ومن ثم تقييم وقياس وتحليل وهو حالة تأملية (Reflective Mindset) التي تعتبر أحد نماذج علم القيادة.
قبل أيام ظهرت علامات حول البحث عن ماذا نريد؟ وماذا يعني الإنجاز؟ ولماذا كثر عدد «بياعين الكلام» أو ما يطلق عليه «الذباب الإلكتروني»؟ ناهيك عن فئة أشبه بقارئ الفنجان!
ما يهمنا هنا «بياعة الكلام» وفي المعنى هو أسلوب ونهج مستوحى من «البيع» في السوق ويطلق عليه بالتعاملات الإدارية اسلوب «بيع الذات Sell yourself»، التي يستخدمها البائع بمبالغة للترويج لبضاعته على أنها تستحق الشراء (نمط من وسائل الإقناع في التسويق)، وأحياناً كثيرة لا تعكس حقيقة المنتج حيث واقع السوق يقول إن هناك منتجات أفضل وأوفر.
في عالم التواصل الاجتماعي يُطلق عليها «بياعين الكلام/أبواق/ مطبلين/متسلقين/منافقين»، وهؤلاء هم سبب تدني ثقافتنا وسوء اختياراتنا في «احتواء الذات» أو بصريح العبارة تشكّل قناعات قبل الاختيار والحكم على المجريات.
هذه النوعية من البشر خطرهم أكثر من فائدتهم كون الذات لديهم في حالة مضطربة ودوافعهم تهدف إلى إبرازهم للمجتمع كمصلحين إلا أنه عبر تطبيق معايير التقييم والقياس للمحتوى والمصداقية التي يحملانهما نجد ما يقولونه مجافياً للحقيقة.
وفي المقابل نفهم أن التسويق للذات Market yourself نراه نهجاً معنياً باحتواء الذات بحيث لا يقلل مَنْ يمارسها من أنفسهم وقيمهم وقدراتهم وإنجازاتهم... وهذا النوع يأخذ وسائل الإقناع كسبيل لتعريف الآخرين بفكرهم النير وينشرون حصاد علمهم وخبرتهم ومعرفتهم الواسعة لأجل إصلاح ذوات الآخرين.
هذا التقديم يهدف إلى إيصال سياق الفكرة من عنوان المقال «لا تسرق حلم غيرك»!
كل فرد مختص مثقف ذو درجة علمية مميزة وخبرة طويلة حافلة بالإنجازات له الحق أن يحلم ببيئة عمل صالحة منتجة يقدم فيها الأخيار من أهل الشرف... وهذا النوع يحلم بتحقيق التوازن في الطرح دون ابتذال وهم نسبة وتناسب قلة نادرة، فليس كل ذي حلم أو خبرة يعد من الأخيار أو الموهوبين!
والقصد من «لا تسرق حلم غيرك» أعني به «بياعين الكلام _ الشو الإعلامي» الذي لا يعكس حقيقة قيمهم وقدراتهم وإنجازاتهم وعلمهم بهدف توجيه الاهتمام بهم لا بغيرهم من العقلاء المتزنين في الطرح، وعادة تحركهم المصالح وحبهم للذات وعلة الـ«أنا»!
الزبدة:
الشاهد إن الصراع بين الحق والباطل يحدده الاحتكام للنصوص الشرعية والقانونية والدستورية والقيم والعادات والأخلاق الحميدة التي تفرق بينهما... «فلا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه»، ولنتجاهل «بياعين الكلام» مَنْ يطلقوا الجعجعة بلا طحين!
نتمنى أن نعتمد على كل صالح مصلح مَنْ يصدقنا القول ممَنْ يتخذ إسلوب/نهج التسويق للذات لا بيع الذات (الفكر السطحي)... الله المستعان.
@:TerkiALazmi X