حلقة نقاشية بين السفارة الفرنسية ومعهد دسمان حول الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية
الكويت وفرنسا توسّعان آفاق الشراكة الصحية
- فرنسا مركز أوروبي للذكاء الاصطناعي وشريك طبيعي للكويت في الطب الرقمي
- تجارب كويتية رائدة في الجراحة المتصلة… من ستراسبورغ إلى البرازيل
نظّمت السفارة الفرنسية لدى الكويت، بالتعاون مع معهد دسمان للسكري، حلقة نقاشية موسعة، بمناسبة اليوم العالمي للسكري حملت عنوان:
«الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية: رعاية أكثر ذكاءً»، بمشاركة نخبة من الأطباء والباحثين والخبراء من الكويت وفرنسا، بهدف مناقشة أثر الذكاء الاصطناعي على تطور القطاع الصحي، واستكشاف آفاق التعاون الثنائي في هذا المجال المتسارع.
وفي كلمة افتتاحية، أكّد سفير فرنسا لدى البلاد أوليفييه غوفان، أنّ التعاون الصحي بين الكويت وفرنسا يمثل أحد أهم ركائز الشراكة الثنائية، مشيراً إلى أنّ بلاده تستقبل منذ سنوات أعداداً كبيرة من المرضى الكويتيين الذين يثقون بالمؤسسات الفرنسية الرائدة، مثل معاهد غوستاف روسي للأورام، كوري، فوش، مونسوري، ومستشفى مؤسسة روتشيلد.
وقال السفير إن مكانة فرنسا كمركز أوروبي للذكاء الاصطناعي، تجعلها شريكاً طبيعياً للكويت في تطوير أنظمة صحية أكثر ذكاءً وتنظيماً.
وأشار غوفان إلى مشاركة وفد كويتي رفيع، برئاسة وزير الاتصالات عمر العمر، في قمة الذكاء الاصطناعي في باريس 2026، مؤكداً أن مثل هذه اللقاءات تعزز التعاون وتفتح مسارات جديدة للشراكة في الصحة الرقمية.
نجاحات
وتوقف السفير عند أبرز النجاحات المشتركة، وقال: شهد العالم مثالاً باهراً في الجراحة المتصلة، عندما أجرى الدكتور سعد الدوسري عملية استئصال بروستاتا جذري من ستراسبورغ إلى الكويت، باستخدام «روبوت MEDBOT»، مضيفاً أن التجربة عُرضت أمام 2500 خبير في المؤتمر العالمي للجراحة الروبوتية بفرنسا.
كما أشاد بإنجاز الدكتور سليمان المزيدي«الذي أجرى عملية جراحية عن بُعد لمريض في البرازيل على بُعد 12 ألف كيلومتر، والتي دخلت موسوعة غينيس، مؤكداً أنها «إنجاز يُعلي اسم الكويت في الطب المتصل دولياً.
أبحاث السكري
من جانبه، عبّر القائم بأعمال المدير العام لمعهد دسمان الدكتور فيصل الرفاعي«عن تقديره للتعاون مع السفارة الفرنسية، مؤكداً أنّ الذكاء الاصطناعي أحدث تحوّلاً ملموساً في أبحاث السكري ورعاية المرضى.
وقال: شراكتنا مع فرنسا تربط أحدث الدراسات بالاحتياجات الطبية الواقعية، وتضمن بقاء الكويت في مقدمة الابتكار الطبي.
وأضاف أن رؤية المعهد تتمثل في أن يكون «المرجع الأول في أبحاث السكري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».
لا غنى عنه
إلى ذلك، قال الباحث ورئيس قسم الأبحاث في معهد دسمان فواز زيد، إن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة لا غنى عنها لتحليل البيانات الضخمة الناتجة عن أجهزة القياس المستمر للسكر (CGM)، مشيراً إلى أنه يساعد في «استخلاص أنماط دقيقة تسهم في تحسين التشخيص والعلاج».
وأكد أن الكويت تُعد من الدول ذات «المعدلات العالية عالمياً في انتشار السكري»، استناداً إلى تقارير منظمة الصحة العالمية.
طفرة طبية
وفي مداخلة مهمة، قال رئيس الشؤون الدولية في مؤسسة Gustave Roussy الفرنسية، الدكتور ريمي ثيوليه، إنه سعيد بمشاركته في الفعالية، مشيراً إلى أن العالم يشهد ثورة طبية قائمة على التقنيات الروبوتية والابتكارات الدوائية.
وكشف عن مشروع مبتكر في مؤسسته يهدف إلى «تسهيل علاج الأطفال المصابين بالسرطان عبر حلوى ثلاثية الأبعاد تحتوي على جرعات العلاج»، معتبراً أنها «طريقة إنسانية تقلل الألم وتحسّن الالتزام بالعلاج».
وأشاد ثيوليه بالتطور الصحي في الكويت، مؤكداً أن الكويت على أبواب طفرة طبية وان المركز الجديد لمكافحة السرطان سيغيّر المشهد كلياً، وسيكون «واحداً من أفضل المراكز الإقليمية»، وأن التعاون مع الجانب الفرنسي يتجه إلى مستويات واعدة.
حضور نوعي
شارك في الحلقة النقاشية عدد من الشخصيات الطبية والعلمية، من بينهم:
• الدكتور فيصل الرفاعي
• الدكتور سليمان المزيدي
• الدكتورة آمنة خميس
• الدكتور فواز زيد
• الدكتور جان-فرانسوا بول
إلى جانب حشد من الأطباء والباحثين والأكاديميين.