وجع الحروف

مشكلة الهشاشة والضحالة...!

تصغير
تكبير

الهشاشة النفسية عند البعض أضحت واضحة هداهم الله إلى سبل الرشاد وحسن البصيرة.

تظهر الهشاشة النفسية في الشخص الذي يميل إلى المشاعر السلبية حينما يبالغ في ردود الأفعال، وأخص هنا الشعور بالقلق «أو يتصور له» عندما يشعر بأن النقد الموجه له أو لفكر مماثل لما يطرحه... يا أخي اصبر واحتسب الأجر من الله فكثير من النقد لك ولغيرك إنما هو لحثك على اتباع سبل الرشاد.

والهشاشة النفسية مشكلة لها علاقة بالفرد الذي يمتلك ضحالة فكرية/ثقافية، والضحالة الفكرية من مظاهرها العجز عن فهم الحياة والتعامل معها، الاعتماد على الشعارات عوضاً عن التحليل العميق وتسفيه الأفكار والأشخاص الآخرين.

يعتقد البعض إن كانت صفته ناشطاً أو مختصاً أو مسؤولاً إن كل نقد موجه له، هكذا يتصور له، وتضيق نفسه ويبالغ في ردة الفعل السلبية «هشاشة نفسية»!

الشاهد، لا تعتقد إن ما قيل يقصد به ذاتك؟ ترى الكثير من الناس «ما دروا عنك» ولا تعنيهم بشيء لا من قريب ولا من بعيد... إنه يتهيأ لك ذلك فقط!

هذه السمات هي أحد أسباب تدهور العلاقات الاجتماعية والإنسانية بوجه عام، وتقف خلف تدني مستوى إنتاجياتنا لجنوح بعض المسؤولين إلى حالة رفض النقد المباح... فلماذا لا تحرّر نفسك من قيود حب «الأنا» وشعورك بأنك المستهدف والظن بأنك محور حديث الآخرين؟

ما بت ناشطاً أو مختصاً أو مسؤولاً فقراراتك أو أقوالك تحتمل الخطأ والصواب، وهنا تدخل الحالة الفكرية والثقافية بوجه عام كبوصلة لتقييم ما يبدر منك... فثقافتك «القيم والمعتقدات» يجب أن تكون واسعة الأفق ولزوم عليك تقبل النقد إن كان مباشراً وأنت المعني به، حيث إنه السبيل الأوحد لتحسين ثقافتك وسلوكياتك وتصحيح قراراتك.

ويحضرني بيت شعر جميل لابن رشيد يقول فيه:

ما يستك يا حسين كود الرديين...

وإلا ترا الطيب وسيع بطانه

فعلينا تفعيل نهج التغافل والتجاهل كي نشعر براحة بال ولنبتعد عن التحسس والتجسس المنهي عنه شرعاً.

الزبدة:

نتمنى من الجميع وأنا أولكم أن نراجع ذاتنا ولنحرص على مجالسة من هم أفضل منا ثقافة وأكثر منا خبرة والمشهود لهم بحسن الخلق، فالمجالس مدارس كما يقولون لنحقق إضافة إيجابية حتى وإن شملت نقداً مباحاً.

ولنتذكّر رد خالد بن الوليد، حينما جاءه رجل فقال له فلاناً شتمك... فقال خالد، «تلك هي صحيفته فليملأها بما شاء».

حل مشكلة الهشاشة النفسية والضحالة الفكرية تأتي عبر تقييم ذاتي حاولنا أن نوجز بعض مظاهرها... والأمر متروك لكل واحد منا ليراجع ذاته. ونسأل الله عز شأنه أن يصلح حال البلد والعباد وأن ينعم علينا بنعمة الأمن والأمان وأن نصبح مجتمعاً متماسكاً فيه قول الخير مقدّم على كل شيء... الله المستعان.

[email protected]

Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي