من منظور آخر

ما حقيقة تأثير الرياضة على القلق والاكتئاب؟

تصغير
تكبير

أهمية اللياقة البدنية للصحة العامة والرفاهية أمر راسخ، فقد ثبت أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لها فوائد عديدة، بما في ذلك تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وتعزيز الوظائف الإدراكية. إلا أن فوائد التمارين الرياضية تتجاوز الصحة البدنية بكثير، إذ يمكن أن يكون لها تأثير عميق على الصحة النفسية أيضاً. في هذه المقالة سنعرف طرق استخدام التمارين الرياضية لإدارة القلق والاكتئاب، ونسلط الضوء على أهمية إعطاء الصحة النفسية الأولوية في خطتنا الرياضية.

يعتبر القلق والاكتئاب من أكثر اضطرابات الصحة النفسية شيوعاً، حيث يصيبان ملايين الأشخاص حول العالم، ووفقاً للتقرير الذي نشرته منظمة الصحة العالمية في عام 2019، عانى حوالي 300 مليون شخص من الاكتئاب، بينما يعاني 260 مليون شخص من اضطرابات القلق، تؤثر هذه الاضطرابات بشكل كبير على الحياة اليومية، حيث تؤثر على العلاقات والعمل والصحة العامة، ورغم توافر العديد من العلاجات، بما في ذلك الأدوية والعلاج النفسي، فقد برزت ممارسة الرياضة كعلاج مكمل ومهم لإدارة القلق والاكتئاب، ويمكن إرجاع فوائد ممارسة الرياضة للصحة النفسية إلى عدة آليات، منها: «الإندورفين» إذ تحفز ممارسة الرياضة إفراز الإندورفين، المعروف أيضاً باسم هرمونات الشعور بالسعادة، والذي يساعد في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب، كما يمكن تساعد التمارين الرياضية في تقليل مستويات التوتر، التي قد تساهم في القلق والاكتئاب، وأيضاً يمكن أن تحسن التمارين الرياضية المنتظمة جودة النوم، وهو أمر ضروري للصحة النفسية، تساعد التمارين الرياضة أيضاً على تعزيز الحياة الاجتماعية فهي تتيح فرصاً للتفاعل الاجتماعي، مما يساعد في تخفيف مشاعر الوحدة والعزلة، كما تعزز التمارين الرياضية تقدير الذات وصورة الجسم، وهو أمر مفيد بشكل خاص للأفراد الذين يعانون من القلق والاكتئاب.

مع أن أي نوع من التمارين الرياضية قد يكون مفيداً للصحة النفسية، إلا أن بعض أنواعها قد تكون أكثر فعالية من غيرها، من بين أكثر التمارين فائدة للقلق والاكتئاب هي: «التمارين الهوائية» مثل الجري وركوب الدراجات والسباحة، و«اليوغا» والتي تجمع ما بين الحركة البدنية والتنفس العميق والتأمل، وأيضاً «البيلاتس» وهو شكل من أشكال التمارين التي تركز على قوة الجذع والمرونة والتحكم بالجسم، و المشي والذي يعتبر تمرين منخفض التأثير يمكن ممارسته في أي مكان تقريباً، كما أن التمارين القائمة على الرقص مثل الزومبا، طريقة ممتعة وجذابة لتحسين المزاج وتقليل أعراض القلق والاكتئاب.

الذين يعانون من القلق والاكتئاب.

مع أن ممارسة الرياضة قد تكون أداة قيمة لإدارة القلق والاكتئاب، إلا أنه من الضروري إعطاء الأولوية للصحة النفسية في روتين اللياقة البدنية. وذلك عن طريق الاستماع إلى جسدك والانتباه إليه وأخذ فترات راحة منتظمة للراحة والتعافي، وأيضاً وضع أهداف قابلة للتحقيق والاحتفال بالنجاحات الصغيرة على طول الطريق، والمشاركة في أنشطة تعزز الاسترخاء وتخفف التوتر، مثل التأمل أو تمارين التنفس العميق. ومن المهم طلب الدعم والعمل مع معالج أو مستشار نفسي لوضع خطة علاج للصحة النفسية تتضمن ممارسة الرياضة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي