كم مرة جلست مع صديق أو مسؤول عرف عنه الكذب؟ وهل تستطيع أن توقف الكذاب عن كذبه؟
وأحياناً من كثر الكذب في الكلام والوعود وعن نقل الحديث في ما بعضنا البعض، ودنا نقول: كفاية ما شبعتم من... الكذب!
جاء في الحديث الشريف، أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال: (إنّ الكذبَ يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار).
فالكذب يفقد الشخص ثقة الآخرين ويفقد سمعته ويسقط في أعين الناس، ويقول شكسبير «لا تكذب أبداً على شخص يثق بك، ولا تثق أبداً بشخص كذب عليك مرة».
أسوق هذه المقدمة إلحاقاً لما ذكرت في المقال السابق، فواجبنا أخلاقياً أن نتحرى الصدق ونبتعد عن آفة الكذب.
سألت عن شخص وقلت «خبري فيه مبطي»... هذا الشخص له حكاية!
في ذات يوم كان يحدّث شخصاً ويقول له «يا أخي أنا ما أقول إنك كذّاب... بس كلامك مو صحيح». وتوالت المواقف والأقوال الكاذبة حتى أدركت أنه امتهن صفة الكذب و... شطبت اسمه من قائمة الأصدقاء!
أغلب ما ينشر ويقال كذب وافتراء وعند بعض المسؤولين وأصحاب المصالح تندرج تحت «ما تقتضيه الحاجة» أو «هم يبون جذيه» وبالأخص في وسائل التواصل الاجتماعي... فكيف لنا أن نصدق هؤلاء؟
أعلم وتعلمون أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار، وقد ذكرهم الرسول، صلى الله عليه وسلم، في الحديث (آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعدَ أخلف، وإذا اؤتمن خان)... وفي موضع آخر (... إذا خاصم فجر، وإذا عاهد خان).
البعض هداه الله إلى قول الصدق تشعر ان (الكذب في مخباته... ما يتذكر الكذبة)! وإذا أنكرت عليه أو حاولت تنبيه إخوانك لكذب هذا الشخص أو ذاك المسؤول يأتيك الرد صاعقاً «يا أخي كذبه ما يضر»... حلوة هذه!
الزبدة:
يحزنني جداً سماع «الكذب» وأسأل الله أن يهدينا وإياكم إلى قول الصدق واتباع الحق حتى وان كان البعض لا يعجبه «من القول أصدقه» ولهذا كثر المنافقون والمطبلون الذين حذّرت من تقريبهم والاقتراب منهم في المقال السابق.
حاول أن تنأى بنفسك عن مجالسة الكذاب والمنافق ولا تستسهل الكذبة واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وتذكّر أن ما تقوله وتعمله مكتوب وستواجه به أمام ربك الأعلى، و(قل خيراً أو اصمت)!
وعود لا ترى النور، وخيانة تكشف بعدها خيانات «وما خفي أعظم» وجل الأكاذيب المتناقلة لا علاقة لها لا بالحقيقة وما يدور على أرض الواقع... وهذا أحد أسباب انهيار العلاقات الإنسانية وتراجع جودة العمل المؤسسي وفقدان الثقة... الله المستعان.
Twitter: @TerkiALazmi