أسواقها التاريخية انتعشت مع اعتدال الطقس
«المباركية»... درّة التاج
أمام قهوة «الدلالوة» المزدحمة، وقف بومساعد ينتظر خلو مقعد أو طاولة ليجلس، فيما تملأ المكان رائحة الشاي وأصوات الزبائن.
رفع بومساعد صوته، لينادي على أحد عمال القهوة الذي كان يمشي بتوازن، وهو يحمل صينة مليئة بأكواب الشاي: «جيب كرسي».
حركة الزحام حول المقهى القديم التي لا تتوقف تمدّدت إلى بقية أسواق المباركية وسط حركة كثيفة أعادت الروح للسوق. ودبت الحياة من جديد في أسواق المباركية مع تحسن الأجواء واعتدال الطقس.
فقد شهد السوق القديم حركة نشطة وانتعاشاً واسعاً بعد فترة الركود الصيفي، مع توافد الزوار ومرتادي السوق ليستعيدوا عبق الماضي الجميل بين ممراته القديمة التي تحمل في طياتها روح التاريخ وذكريات الماضي، وتزينت الممرات بالحركة والحيوية، بينما امتلأت المقاهي والمطاعم بالزوار الذين جاءوا للاستمتاع بالأجواء التراثية الأصيلة.
ومع بداية الموسم السياحي الذي يتزامن مع اعتدال الجو، كثفت الجهات الحكومية متابعتها الدقيقة للسوق، ولاسيما بلدية الكويت التي تواصل جهودها اليومية في أعمال النظافة وغسيل الأرضيات، مع التأكيد على أصحاب المحال بضرورة الحفاظ على النظافة العامة وإزالة النفايات في مواعيدها المحددة.
وشهد السوق خلال الأيام الماضية حركة نشطة من الزوار، منذ ساعات الصباح الأولى وحتى منتصف الليل، في ظل ارتفاع المبيعات وانتعاش المطاعم والمقاهي التي تستقبل روادها من مختلف الجنسيات، ما يعكس مكانة المباركية كوجهة رئيسة للترفيه والتسوق.
وتجمع أسواق المباركية بين أصالة الماضي وروح الحاضر، إذ تضم مختلف احتياجات الأسرة وتوفر مساحات واسعة للمشي والاستراحة في المقاهي القديمة، إلى جانب المعروضات التراثية والقطع التاريخية التي تجذب عشاق التراث الكويتي الأصيل.
ويعد سوق المباركية ذاكرة نابضة بالحياة للكويت القديمة، يجمع بين الأصالة والتطور، حيث تتجاور المحال الشعبية مع المقاهي الحديثة في مشهد يعكس تلاحم الماضي والحاضر.
وفي ظل النهضة والتطور الذي يشهده السوق في شتى المجالات، باتت أسواق المباركية اليوم مقصداً رئيساً للعائلات والمقيمين والسياح، تجمع بين التسوق والتراث والأجواء الشعبية الدافئة التي تميز الكويت عن غيرها.