سعاد الصباح: حين أقول مصر أعود إلى المهد الثقافي الذي نشأت فيه روحي

ندوة أدبية «جواهرية» في مكتبة الإسكندرية

تصغير
تكبير

- أحمد زايد: نعتز بجهود سعاد الصباح في رعاية الثقافة العربية وباسمها الموجود في المؤسسات الثقافية وفي قاعات الدراسة الجامعية

قال مدير مكتبة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية الدكتور أحمد زايد إن الدكتورة سعاد الصباح تحب مصر، والمصريون يحبون الكويت ويحبون الثقافة، معبّراً عن تقديره للجهد الكبير الذي بذلته الأديبة الكويتية وتبذله في دعم الثقافة العربية وفي دعم الشباب العربي.

جاء ذلك خلال ندوة أقامتها مكتبة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية بعنوان «جواهر الجواهري... إبحار في عالم الجواهري»، تحدث فيها الدكتور عبدالحسين شعبان والأديب علي المسعودي، وكان للدكتورة سعاد الصباح كلمة فيها، ألقاها بالنيابة عنها مدير المكتبة الدكتور أحمد زايد وجاء فيها:

«حين أقول مصر، أشعر بأنني أعود إلى المهد الثقافي، الذي نشأت فيه روحي... فلا أدري هل أقرأ مصر أم هي التي تقرؤني... هنا تشكّلت لغتي... وهنا تعلّمت معنى أن يكون الفكر جناحاً، وأن تكون الكلمة مسؤوليةً. هنا أساتذتي الذين علّموني، كيف أحاور التاريخ، وأحاكم الكلمة، وأرحل في عمق التجربة، وكيف أكتب بصدق الباحث، وأحبّ الوطن كما تحبّ الأمّ أبناءها».

وأضافت الدكتورة سعاد: «وفي مدينة الإسكندرية الجميلة، وهي تغفو بقلبها الأبيض على البحر، مثل عروس، وتطلّ على العالم بوجهها المضيء، أستعيد ذكريات أيامٍ لا تنسى. في الإسكندرية ولدت ابنتي الأولى التي تمنيّتها (أمنية)... فأضاءت ليل الإسكندرية، التي كانت مدينة البشارات الجميلة».

واستذكرت الصباح ذكرياتها مع صديقها ورفيقها وصديق الزمن الجميل شريك حياتها الشيخ عبدالله المبارك الصباح، قائلة: «أحبّ مصر بكلّ جوارحه، وآمن بأنّها قلب العروبة وعنوان نهضتها، وأنّها شريكة الكويت في الوعي والعلم والوجدان».

وعن أهمية مصر لديها، تقول: «هنا... كان الإحساس الأكبر، بحقّ الإنسان بإنسانيّته... وفي حقّه بالعلم والحريّة والحياة، فكان تأسيسي مع عددٍ من المفكّرين العرب، منظمة حقوق الإنسان العربية، التي آمنت برسالتها منذ بداياتها... ودعمت وجودها بكلّ صدقٍ وإصرار، فأكرمني أعضاؤها ببطاقة العضويّة رقم واحد... واخترنا مصر لتكون مقرّاً لها، وحاضنةً لمشروعٍ إنساني، هو الأوّل من نوعه في تاريخ المنطقة».

وأكدت أن أرض مصر منذ البداية... وقفت في الخطوط الأولى ضدّ العدوان الصّهيوني... وصرخت باسم فلسطين، وباسم القدس ضدّ المحتلّ الآثم، مؤكدة: «لقد علّمتني مصر أن الثقافة وطن، وأن الفن يولد من رحم الحرية، وأن الجامعة ليست جداراً من أحجار، بل هي كائن من فكرٍ وضوء».

واختتمت كلمتها بالقول: «تحيةً لكل مَنْ علّمني كيف أقرأ، وكيف أكتب، وكيف أصرخ بالكلمات، بدءاً من أبي الذي أهداني أوّل كتابٍ في حياتي، حتى أصبح اسمي ضيفاً في كلّ مكتبةٍ عربيّة، وفي كلّ قاعة دراسةٍ جامعيّة».

«بصمة راسخة»

وقد تحدث في الندوة الدكتور عبدالحسين شعبان مؤلف كتاب «جواهر الجواهري» وصديق شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، متناولاً الدور العظيم للدكتورة سعاد الصباح في خدمة الإنسان العربي، وإقرار حقوقه، من خلال مشاركتها في تأسيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، مؤكداً أن الدكتورة سعاد لم تترك مجالاً على ساحة الإبداع والثقافة والأدب إلا وكان لها بصمة راسخة، وأنها قدمت ومازالت أنصع وجه للمرأة العربية الأصيلة.

«نحب الكويت»

أدار اللقاء الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، الذي قال في مداخلته: «الدكتورة سعاد الصباح نبعث لها بكل التحية والشكر من مكتبة الإسكندرية، ونحن نُقدّر كل جهودها في رعاية الثقافة العربية، ونسعد بأن اسمها موجود في كل مكان في المؤسسات الثقافية وفي قاعات الدراسة والقراءة في الوطن العربي. ونسعد دائماً بأن تمتد جذور التعاون بين مؤسسة دار سعاد الصباح ومكتبة الإسكندرية».

وأضاف: «نأمل أن نستضيف الدكتورة سعاد الصباح في القريب العاجل، وأن تُلقي محاضرة في رحاب المكتبة، وأن نقيم ندوة على مستوى هذه الندوة التي نحن بصددها الآن، وتكون هي المتحدثة الرئيسة فيها».

وأكد زايد قائلاً: «إذا كانت (د. سعاد) تحب مصر، فنحن نحب الكويت ونحب الثقافة، ونسعد دائماً، ونُقدّر ونُثمّن الجهد الكبير الذي بذلته وتبذله في دعم الثقافة العربية وفي دعم الشباب العربي».

«خدمة العمل الثقافي»

من جهته، تحدث علي المسعودي مدير دار سعاد الصباح عن علاقة الدكتورة سعاد الصباح الراسخة بمصر، مشيراً إلى أيام دراستها فيها، وأيضاً دور دار النشر في خدمة العمل الثقافي، حيث انطلقت كثير من جوائز الدار من مصر، سواء جوائز الشيخ عبدالله المبارك للإبداع العلمي أو جوائز الدكتورة سعاد الصباح للإبداع الأدبي والفكري، وأيضاً طباعة مجلة الرسالة التي كانت منطلقاً لتأسيس الدار.

ونوّه المسعودي كذلك بتكريم الأدباء والمفكرين العرب بمبادرة يوم الوفاء، ومنهم من مصر كان الدكتور ثروت عكاشة، وأيضاً أقيمت احتفالية تكريم الأمير الشاعر عبدالله الفيصل آل سعود في مصر.

وقال: «ومن هذا المنطلق كان التعاون مع الدكتور عبدالحسين شعبان في إصدار كتاب (جواهر الجواهري) الذي كتبت مقدمته الدكتورة سعاد الصباح».

ثم تحدث المسعودي عن مشاريع الدار المقبلة وتعاونها مع المفكرين المصريين والمفكرين العرب ونشاطاتها المكثفة والكثيرة، مفصلاً في ظاهرة الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري الذي يُعد علامة فارقة في مسيرة الشعر العربي العمودي، رغم اجتياح الحداثة في تلك الفترة التي انطلقت أصلاً من العراق عبر بدر شاكر السياب ونازك الملائكة.

وقد حضر الندوة عدد من المفكرين العرب يتقدمهم الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد ووزير خارجية ليبيا محمد الدايري وعدد من الأساتذة والإعلاميين وطلبة جامعة الإسكندرية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي