وجع الحروف

بين «السجة» و«اللجة»...!

تصغير
تكبير

كنتُ قد تحدّثتُ عن «السفسطة» في مقال نشر في 26 فبراير 2017 معنون بـ «السفسطة الكويتية...!». و«السفسطة» أتت في موضعين: الأول فيه موافقة للمنطق وتحاول العمل بمنهج سبل الإقناع ليتفق الطرف الآخر مع رأيك، والثاني قيل فيه جحود للحقائق الموجودة بالتمويه والتلبيس.

في الآونة الأخيرة كثر اللغط والهرج والمرج بين الناس، هذا يقول الحق ويتبعه (وهم قلة)، وآخرون يهرفون بما لا يعرفون ويروّجون للإشاعات والسفاهة «فكر سطحي» (وهم كثر).

إن جنحت إلى «السجة» (شرود الذهن واتباع اللين والسكينة) وهي حال عقلية تأملية Reflective Mindset وفيها ينأى الفرد عن اتباع الأقاويل الباطلة وما يثير البغضاء بين الناس في مناخ يكثر فيه صوت المنافقين ومروجي السفاهة... هنا يكسب الفرد ذاته ويحفظ رمزيته الصالحة وهو ما يتبعه العقلاء الحكماء أصحاب الفكر النير.

وإن دخلت جو «المعمعة» عبر بوابة «اللجة» (لجة الناس بأصواتهم وصخبهم) فقد أدخلت نفسك في محيط الجهل بالمعطيات وعرضت ذهنك للشتات والاضطراب وقد تخسر أحبة لك.

بين «السجة» و«اللجة» يحتاج المجتمع إلى نشر الوعي الاجتماعي لتوعية الناس عبر حوارات متلفزة طالبنا بها حيث يجتمع الرأي والرأي الآخر ليعرف العامة الفرق بين الغث والسمين حول ما ينشر ويبث.

إنّ الوعي الاجتماعي مطلوب لغرس مفهوم الولاء الوطني للتفريق بين حب الذات «ميول ومصالح شخصية» وحب الوطن الذي يسمو على كل اعتبار.

أطلق عنان الفكر والشوف مده... ترا العمر سجة والأيام تذكار.

فالفكر إما أن يكون بناء أو هداماً والعمر يمضي وفيه «سجات» نتأمل فيها ما يدور من حولنا ولكل زمان دولة ورجال كما يقولون.

ولذلك، تدخل الحاجة إلى الوعي الاجتماعي لتوجيه الناس للصالح من القول والعمل وحسن البصيرة كي يبتعد العامة عن «اللجة» التي في الغالب هي مثيرة للجدل والحوارات العقيمة الهدامة... والشفافية في العرض والحوار أحوج لأن يتبناها العقلاء الحكماء من أصحاب الخبرة والرشد والحنكة.

الزبدة:

الاستعجال في تبني لغة الحوار بشفافية يصنع مجتمعاً متماسكاً يبني ولا يهدم وفيه الرؤية والأهداف وإستراتيجيات العمل معروضة وقابلة للنقاش عبر حوارات متلفزة.

نريد أن نبني الوطن عبر معايير صالحة فيها العنصر البشري وتنميته مقدمة على أي مشروع آخر حيث إن العنصر البشري هو الأساس في سوق العمل وهو المحرك للنشاط وهو من يصنع التاريخ.

ولنحذر من طبقة الفكر السطحي الذي يسوق له منافقون ومطبلون ممن يدفعون بنا إلى «اللجة» و«الدجة - الضياع»... الله المستعان.

[email protected]

X: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي