محمد بن سلمان يتطلّع لأن يسهم المؤتمر في تجسيد الرؤى بإستراتيجيات عملية
«الاستثمار» في الرياض: مشاريع عملاقة وذكاء اصطناعي
- الرُميّان: لقد أخذنا السعودية إلى العالم والآن العالم يأتي إلى السعودية
- 250 مليار دولار... صفقات «مبادرة الاستثمار» خلال الأعوام الماضية
- الاستثمار الأجنبي في المملكة نما العام الماضي بنسبة 24 في المئة ليصل إلى 31,7 مليار دولار
أعرب مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد رئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، عن شكره لقادة ورؤساء حكومات الدول الشقيقة والصديقة على المشاركة في النسخة التاسعة لمؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض، متطلعاً إلى أن يسهم في تجسيد الرؤى بإستراتيجيات عملية تدفع العمل الدولي المشترك نحو كل مجهود يخدم التنمية والازدهار في العالم أجمع.
وتناول المجلس خلال جلسة عقدها في الرياض، مستجدات الشراكات مع المنظمات الدولية، معتبراً استضافة المملكة منتدى «الأونكتاد» العالمي لسلاسل التوريد العام المقبل، تأكيداً على مكانتها عالمياً في دعم التجارة الدولية وتعزيز التعاون بين الدول وربطها لوجستياً.
كما عقد ولي العهد، لقاءات ثنائية مع عدد من قادة الدول، على هامش انعقاد مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار».
واستعرض مساء الإثنين، على حدة، مع كل من الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، والبلغاري رومين راديف، والرواندي بول بول كاغامي، والغوياني محمد عرفان علي، وفيوسا عثماني سادريو رئيسة كوسوفو، ورؤساء وزراء باكستان محمد شهباز شريف، والجبل الأسود ميلوجكو سبايتش، وألبانيا إيدي راما، العلاقات الثنائية، وفرص التعاون المشترك في مختلف المجالات.
من جانبه، عقد الرئيس السوري أحمد الشرع الذي يلقي كلمة أمام المؤتمر، اجتماعاً مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.
والتقى أيضاً وزير الداخلية السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني. كما بحث مع إضافة وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، سبل تعزيز الشراكات في مجالات الاستثمار والتنمية وإعادة الإعمار.
«مبادرة مستقبل الاستثمار»
وفي ظل نمو اقتصادي قوي تشهده منطقة الخليج، انطلق في الرياض، اليوم الثلاثاء، منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» المؤتمر الاستثماري السنوي البارز الذي يشكّل فرصة للمملكة للترويج لمشاريعها الضخمة وإبراز طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي، بحضور مسؤولين سياسيين وشخصيات اقتصادية رفيعة المستوى.
ويُعد منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» الذي يعرف أيضاً باسم «دافوس الصحراء»، منصة لاستقطاب الاستثمارات العالمية إلى السعودية، في وقت تسعى فيه المملكة إلى تنويع أنشطتها الاقتصادية ضمن رؤية 2030، برنامج التغييرات الذي يقوده الأمير محمد بن سلمان.
وبعد تسع سنوات من إطلاق هذه الرؤية عام 2016، يمكن «رؤية النتائج في كل مكان»، بحسب محافظ صندوق الاستثمارات العامة رئيس «مبادرة مستقبل الاستثمار» ياسر الرُميّان.
وأكد خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى تحت شعار «مفتاح الازدهار» أنّ «الاستثمار الأجنبي (في المملكة) نما العام الماضي بنسبة 24 في المئة ليصل إلى 31,7 مليار دولار».
وأضاف «لقد أخذنا السعودية إلى العالم والآن العالم يأتي إلى السعودية»، مشيراً إلى حصول المملكة على حق تنظيم «معرض اكسبو» 2030 وكأس العالم لكرة القدم في 2034.
وكشف الرُميّان عن بلوغ حجم الصفقات التي أُبرمت خلال النسخ الماضية من المبادرة، نحو 250 مليار دولار، مؤكداً أن العالم شهد تغييراً في عام وطموحات المستثمرين والشركات زادت مع الفرص المتاحة.
وقال إن مجموع الناتج المحلي العالمي أكثر من 111 تريليون دولار.
وأضاف أن العالم يحتاج إلى نموذج جديد وتعاون دولي من أجل الازدهار، مؤكداً أن «مبادرة مستقبل الاستثمار تقوم بهذا الدور في جمع قادة العالم وصناع القرار للتعاون وبذل الجهود لإحداث التغيير»، لافتاً إلى أن النسخة التاسعة ستشهد إعلاناً مهماً يوحد جهود قادة العالم بتحقيق الازدهار.
كما حذر من أن التقدم التكنولوجي يثير مخاوف في شأن ترسيخ عدم المساواة في ظل قلق كثيرين في شأن تأثير الذكاء الاصطناعي.
وأعلن أن «هذه الفجوة بين الآمال الشخصية والمخاوف العالمية تمثل ناقوس خطر».
وأضاف «يمكن للتكنولوجيا أن تسهم في سد هذه الفجوة، ولكن فقط إذا كانت تعود بالنفع على الجميع».
وينظر إلى المؤتمر باعتباره أكبر حدث اقتصادي دولي في المنطقة، إذ يجمع نخبة من قادة الحكومات وصُنّاع السياسات والرؤساء التنفيذيين والمستثمرين العالميين، إلى جانب المبتكرين ورواد الأعمال، في منصة تحوَّلت منذ انطلاقها عام 2017 إلى بوصلة ترسم أجندة الاستثمار العالمي.
كذلك، يحضر المؤتمر نجل الرئيس الأميركي دونالد ترامب جونيور، ورؤساء كبرى مؤسسات الاستثمار الأميركية مثل غولدمان ساكس وجاي بي مورغان وبلاك روك.
والاثنين، انطلقت أربع جلسات نقاش في شأن الكربون والعملات المشفرة والاستثمار في القيادات.
السعودية تتحول إلى مركز لوجستي عالمي واستثمارات النقل تتجاوز 200 مليار ريال
- الجاسر: قطار «حلم الصحراء» يبدأ الحجوزات قبل نهاية العام
أكد وزير النقل والخدمات اللوجستية صالح الجاسر، أن السعودية تسعى لتحقيق خطوات نوعية ضمن مستهدفات رؤية 2030.
وقال في مقابلة حصرية مع «العربية Business» على هامش مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، إن الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية التي أطلقها ولي العهد رئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي ونموذج للتنقل المتكامل، مشيراً إلى أن العمل يسير بخطى متسارعة لتحقيق مستهدفاتها الطموحة.
وكشف الجاسر أن حجم الاستثمارات من القطاع الخاص منذ إطلاق الإستراتيجية تجاوز 200 مليار ريال حتى نهاية العام الماضي، مشيراً إلى أن المملكة تشهد تزايداً مستمراً في تدفق الاستثمارات الجديدة.
وقال: «نحن نشهد اليوم مشاريع كبرى يقودها القطاع الخاص بالكامل، مثل مشروع حلم الصحراء، وهو أحد المبادرات النوعية ضمن الإستراتيجية، حيث يتم الاستثمار فيه بالكامل من القطاع الخاص».
وأوضح أن المشروع يمثل نقلة جديدة في قطاع السكك الحديدية، إذ يُنفذ بشراكة بين شركة سار - المالكة للبنية التحتية للسكك الحديدية في المملكة - وإحدى الشركات الإيطالية، لتشغيل قطار فاخر بمعايير عالمية.
وأعلن أن الحجوزات على القطار الجديد ستُفتح قبل نهاية 2025، على أن يبدأ التشغيل الفعلي قبل نهاية العام المقبل، موضحاً أن هذا المشروع يعكس ثقة المستثمرين الدوليين في بيئة النقل السعودية وتطورها التشريعي والاقتصادي. وأضاف الجاسر أن الوزارة تعمل حالياً على طرح أربعة مطارات كبرى للاستثمار من القطاع الخاص، هي مطارات أبها، الطائف، القصيم، وحائل، موضحاً أن هناك مطارات أخرى ستُطرح تباعاً في مراحل مختلفة من التخصيص.
وأكد أن المملكة تشهد نمواً قياسياً في أعداد الركاب، موضحاً أن العدد سيتجاوز 130 مليون مسافر خلال هذا العام، وهو نمو كبير مقارنة بالسنوات السابقة.
وتطرق الوزير إلى مطار الملك سلمان الدولي في الرياض، الذي أطلق هويته البصرية الجديدة أخيراً، مؤكداً أنه سيكون أحد أكبر مطارات العالم وأكثرها تطوراً.
«إنجي»: 30 مليار دولار استثماراتنا في المنطقة
قال نائب الرئيس الإقليمي لشركة «إنجي» السعودية تركي الشهري، إن الشركة تعمل في المنطقة منذ أكثر من 30 عاماً، باستثمارات تتجاوز 30 مليار دولار في مجالي الطاقة وتحلية المياه.
وأوضح في مقابلة مع «العربية Business» على هامش مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض أن معظم المشاريع الحالية تعتمد على الغاز، إلا أنها تتجه تدريجياً نحو الطاقة النظيفة وتحلية المياه، بما يتماشى مع التحول العالمي نحو الاستدامة.
وأشار الشهري إلى أن «إنجي» تهدف إلى الوصول «صفر كربون» وتحقيق الحياد الكربوني الكامل بحلول عام 2045 في كل أنشطتها، مؤكداً أن رؤية الشركة العالمية تعتبر أن أمن الطاقة لا يتعارض مع الطاقة النظيفة، بل يدعمها ويعزز الاعتماد المحلي.
وأكد أن السعودية ودول الخليج تميزت بأحجام مشاريع ضخمة لا تُقارن بدول أخرى، ما يجذب المستثمرين الدوليين. ولفت الشهري إلى أن اهتمام المؤسسات العالمية مثل «جي بي مورغان» بمشاريع الطاقة النظيفة في المملكة يعود إلى ضخامة هذه المشاريع وانخفاض المخاطر المالية المرتبطة بها، مشيراً إلى أن السعودية تتقدم بثبات نحو تحقيق هدف إنتاج 50 في المئة من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030، إلى جانب استبدال الوقود السائل بالغاز في عملياتها.
«مبادرة الاستثمار» تُطلق خريطة طريق نحو مستقبل صحي للبشرية
أعلنت مؤسسة «مبادرة مستقبل الاستثمار» إطلاق «خريطة الطريق نحو مستقبل صحي للبشرية»، والتي تهدف إلى ترسيخ الوقاية والصحة الشاملة في صميم الأنظمة الصحية حول العالم.
وتقوم المؤسسة بحشد ائتلاف واسع يضم الحكومات وقطاعات الأعمال وشركات التأمين والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، لتحويل الالتزام إلى سياسات واستثمارات فعالة.
وتدعو هذه الخريطة الدول والشركات إلى توفير فحوصات وقائية مجانية لكل المواطنين مرة كل سنتين، بدعم من التمويل المشترك بين القطاعين العام والخاص، وسياسات قائمة على الأدلة تُحسن النتائج، وتخفض التكاليف على المدى الطويل.
وبحلول العام 2040، سيبلغ عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً 1.5 مليار نسمة، ومع ذلك، يقضي الفرد العادي تسع سنوات من حياته في صحة سيئة، ونظراً لأن ما يقدر بـ 75 في المئة من تكاليف الرعاية الصحية ناتجة عن حالات يمكن الوقاية منها، فإن التركيز على الوقاية ليس واجباً أخلاقياً فحسب، بل هو ضرورة اقتصادية، فكل دولار واحد يُستثمر في الوقاية يمكن أن يولد ما يصل إلى 6 دولارات في شكل منافع اقتصادية، ما يعزز الإنتاجية والمرونة والازدهار الشامل.
وتمثل خريطة الطريق مخططاً عملياً، وقابلاً للقياس يرتكز على أربع ركائز أساسية هي الوقاية، الفحص والتشخيص، إدارة الصحة، وتنمية المهارات.
وقال رئيس اللجنة التنفيذية والرئيس التنفيذي المكلف لمؤسسة «مبادرة مستقبل الاستثمار»، ريتشارد أتياس: «إن قضايا الوقاية والصحة الشاملة قريبة جداً من قلبي، فهي جوهر الازدهار، ونحن نسعى لجعل الرعاية الوقائية حقاً للجميع، وليست امتيازاً، ويمكننا بالتعاون مع شركائنا سد فجوة السنوات التسع التي تقضى في صحة سيئة، وبناء عالم أكثر صحة، وإنتاجية».
وستعمل مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار من خلال مبادرة الإنسانية الصحية، على جمع الوزراء، والجهات التنظيمية، والجهات المموّلة للرعاية الصحية، والمبتكرين، بهدف تعزيز سياسات الرعاية الصحية، بدءاً من آليات السداد والحوافز، ووصولاً إلى معايير البيانات، وتتبع النتائج.
كما تهدف المبادرة إلى وضع القادة العالميين في صميم التغيير لتسريع المشاريع التجريبية، وتوسيع نطاق الحلول الناجحة، وجذب رؤوس الأموال إلى النماذج التي تقودها الوقاية، وتحقق تأثيراً حقيقياً على أرض الواقع.
وتُمثل «خريطة الطريق نحو مستقبل صحي للبشرية» دعوة مفتوحة للحكومات، وأصحاب العمل، والجهات المموّلة، والمؤسسات الخيرية، والمبتكرين، للتوحد حول مقاييس مشتركة، والتزامات قابلة للتنفيذ.