صور أقمار اصطناعية تكشف عن أنشطة بناء واسعة
إيران تُحصّن برنامجها النووي... منشأة جديدة في جبل المنجم جنوب ناتانز
في خطوة أثارت تساؤلات جديدة في شأن نوايا طهران النووية بعد عام من الجمود في المفاوضات مع الغرب، كشفت صور أقمار اصطناعية حديثة، نشرها مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (سي إس آي آس) في واشنطن، عن أنشطة بناء وتحصين واسعة في منشأة جبل المنجم جنوب منشأة ناتانز النووية.
وذكر المركز في تقرير مساء الاثنين، أن الصور تُظهر عمليات حفر وبناء مكثفة داخل الجبل، يُعتقد أنها تهدف إلى نقل أنشطة تخصيب اليورانيوم الحساسة إلى مواقع أكثر تحصيناً يصعب استهدافها بالقصف الجوي، سواء من الولايات المتحدة أو إسرائيل.
ويرى خبراء أن بناء منشأة بهذا الحجم في عمق الجبال يعكس تحولاً في العقيدة النووية من «البرنامج المراقب» إلى «البرنامج المحصّن»، مؤكدين أن طهران تعمل على تغيير قواعد الردع الإقليمي عبر إنشاء بيئة يصعب فيها تعطيل منشآتها أو إخضاعها للرقابة الدولية.
وأثار التقرير الأميركي المخاوف، في ظل الغموض الذي يكتنف قدرة إسرائيل أو الولايات المتحدة على تنفيذ ضربة عسكرية دقيقة ضد منشآت تقع داخل جبال صخرية بعمق مئات الأمتار.
ويؤكد مراقبون أن منشأة جبل المنجم، تمثل أحد أخطر التحديات أمام المجتمع الدولي، إذ قد تؤدي إلى دفن آخر فرص عودة العمل بالاتفاق النووي، وتفتح مرحلة جديدة من سباق الردع في المنطقة.
من جهته، قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى فدا حسين مالكي، إنّ الغارات الجوية ألحقت ضرراً ببعض البنى التحتية النووية، لكنه أكد أنّ العمل مستمر ولن يتوقف.
وأضاف أن «العلم النووي أصبح جزءاً من الحياة اليومية لشعبنا».
كما جددت إيران انتقاداتها للولايات المتحدة، واعتبرت أن «احتمال تعرض البلاد لهجوم عسكري أميركي قائم في أي وقت».
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، اليوم الثلاثاء، «يجب أن نأخذ تجاربنا السابقة بالاعتبار في أي مفاوضات مقبلة»، مضيفاً أن «الإجراءات الأميركية المخالفة للقانون الدولي ضد إيران لها سوابق كثيرة، وكانوا دائماً يعلنون أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة. لذلك يجب البقاء في حال استعداد دائم».
وأوضح أن طهران ستواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، «وفق معاهدة حظر الانتشار واتفاق الضمانات وبما يتماشى مع قرار مجلس الشورى».