عزيز الديحاني: أصبح ضرورة لتعزيز كفاءة المؤسسات الخيرية
الذكاء الاصطناعي... مساعد وليس بديلاً لمتطوعي العمل الإنساني
أكدت وزارة الخارجية أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في دعم العمل الإنساني والإعلام الإنمائي، مشددة على أن التطورات التقنية يجب أن تبقى في خدمة الإنسان والقيم الأخلاقية.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الهلال الأحمر الخليجي الأول للذكاء الاصطناعي في الإعلام الإنمائي والعمل الإنساني، الذي عقد أمس في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، تحت رعاية وزير الخارجية الشيخ عبدالله اليحيا، وبالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وحضور واسع من ممثلي الجمعيات الإنسانية والمنظمات الدولية.
وقال ممثل راعي الحفل، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية السفير عزيز الديحاني، إن المؤتمر يُجسّد ريادة دولة الكويت في الجمع بين العمل الإنساني والذكاء الاصطناعي ضمن رؤية تعكس حرصها على تعزيز التعاون الخليجي المشترك ونشر القيم الإنسانية.
وأضاف أن انعقاد هذا المؤتمر في هذه المرحلة يعكس إدراكاً عميقاً للتحديات التي تواجه المجتمعات الإنسانية، مشيراً إلى أن توظيف التقنيات الحديثة، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، أصبح ضرورة لتعزيز كفاءة المؤسسات الإنسانية والخيرية وتحسين سرعة استجابتها للمستفيدين، بما يواكب التطورات العالمية، مشيرا إلى استخدام الذكاء الاصطناعي ليكون مساعداً وليس بديلاً عن متطوعي العمل الإنساني والخيري.
وأوضح الديحاني أن المؤتمر يمثل منصة لتبادل الخبرات ومناقشة أفضل الممارسات، مؤكداً أن استثمار المعرفة والابتكار لخدمة الإنسان هو الهدف الأسمى، وأن الذكاء الاصطناعي يُعد ركيزة لتحقيق رؤية الكويت 2035 نحو مستقبل مزدهر ومستدام.
من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي السفير خالد المغامس أن العمل الإنساني يُشكّل إحدى الركائز الأساسية في سياسة دولة الكويت.
وأوضح المغامس أن الجمعية تواصل مسيرتها تحت شعار «بذل وعطاء»، مؤكداً أن الثورة الرقمية تفرض واقعاً جديداً يتطلب دمج التقنيات الحديثة في العمل الإنساني.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُحدث فرقاً حقيقياً عبر التنبؤ بالكوارث وتحليل البيانات وتوجيه المساعدات بدقة، مبيناً أن الاستثمار في هذه الأدوات لن يكون بديلاً عن القيم الإنسانية، بل دعماً للعاملين الميدانيين للوصول إلى المحتاجين بسرعة وفعالية.
ودعا المغامس إلى تعزيز الشراكات بين المنظمات الإنسانية والقطاع التكنولوجي لبناء منظومة تكاملية تُسهم في تطوير العمل الإنساني وتحقيق الاستدامة.
بدورها، أوضحت ممثلة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أبرار السليم أن استضافة جمعية الهلال الأحمر الكويتي لهذا المؤتمر تأتي ضمن رؤية خليجية مستقبلية تهدف إلى استثمار الذكاء الاصطناعي في تطوير الإعلام الإنمائي والعمل الإنساني.
وأكدت أن المؤتمر من شأنه أن يسفر عن توصيات عملية تدعم صناع القرار في وضع آليات فعّالة لتعزيز التعاون بين الجمعيات الإنسانية في دول الخليج، داعية إلى بناء منظومة خليجية متكاملة تعتمد على التقنيات الحديثة، وتستفيد من إمكانات الذكاء الاصطناعي في مجالات التنمية والمساعدات الإنسانية.
ومن جانبه أشار رئيس جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية جمال النوري إلى أن التحوّلات الرقمية المتسارعة تفرض على الجمعيات الخيرية والإنسانية إعادة النظر في أدواتها وأساليبها.
وأكد أن الرقمنة أصبحت ضرورة لزيادة الكفاءة والشفافية، وتمكن الجمعيات من تتبع التبرعات بدقة وتعزيز ثقة المتبرعين، كما تسهم في توسيع قاعدة المستفيدين عبر التطبيقات الذكية، ما يجعل العمل الخيري أكثر فعالية واستدامة.
«الشارة الرقمية»... درع إنسانية في القرن الـ 21
تحدث رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر لدول مجلس التعاون ممادو سو عن مبادرة تطوير «الشارة الرقمية» التي تهدف إلى حماية البنى التحتية الإنسانية في الفضاء السيبراني.
وأوضح أن الشارة الرقمية تمثل درعاً إنسانية للقرن الحادي والعشرين، وتؤكد على أن الإنسانية يجب أن تُحترم حتى في الفضاء الرقمي، مشيراً إلى أن هذا هو جوهر الدبلوماسية الإنسانية السيبرانية التي تسعى لضمان ألا يتجاوز التقدم التكنولوجي المبادئ الأخلاقية.
ودعا ممادو سو إلى أن تكون دول مجلس التعاون الخليجي في طليعة الجهود العالمية لتجسيد الأخلاق في تصميم التكنولوجيا والسياسات الرقمية، مؤكداً أن التكنولوجيا يجب أن تبقى أداة لخدمة الإنسان لا غاية بحد ذاتها.