الديوان الفائز بالجائزة الثالثة في مجال الشعر يصدر عن «دار سعاد الصباح»
«أن أصير مكعب ثلج»... رحلة داخلية لفهم العالم
- سعاد الصباح: قصائد تنسج صوراً متوترة بين العدم والامتلاء
صدر عن دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع ديون بعنوان «أن أصير مكعب ثلج»، الفائز بالجائزة الثالثة في مسابقة الشعر السنوية ضمن مسابقات سعاد الصباح للإبداع الأدبي دورة 2003- 2004، وهو للشاعر المصري محمد إسماعيل سويلم.
يمثل هذا الديوان إضافة مميزة للمشهد الشعري المعاصر، حيث يغوص في أعماق النفس البشرية ويكشف عن توتراتها وقلقها، كما يتميز بلغته المكثفة وعباراته التي تحيل إلى حالة من القلق العميق والأسئلة الوجودية التي لا تنتهي.
أفق مسدود
يُظهر سويلم في ديوانه هذا ضيقاً شديداً من الواقع الراهن، الذي يراه مثقلًا بالخسارات والأحزان. وتتجلى هذه الحالة من خلال نصوصه التي تعكس شعوراً بالعبث واليأس، لكنها لا تخلو في الوقت نفسه من بصيص أمل خافت، ويعد الديوان بمجمله رحلة داخلية، حيث يسعى الشاعر إلى فهم العالم من حوله والبحث عن معنى في ظل الفوضى.
يغلب على «أن أصير مكعب ثلج» أسلوب الشعر الحديث، الذي يمنح الشاعر مساحة واسعة للتعبير عن أفكاره ومشاعره، ومع ذلك، يبرز سويلم مهارته في استثمار طاقة (التفعيلة)، فينوّع، ويبدّل، ولكنه يحافظ على الإيقاع والقافية ويضفي عليهما روحاً عصرية، ما يجعل قصائده تجمع بين جماليات الماضي، وحداثة الحاضر المفعم بالغربة الروحية.
ويعد الديوان شهادة على قدرة الشعر على التعبير عن تعقيدات الحياة المعاصرة، فهو ديوان يحاكي القلق الذي يعيشه الكثيرون، ويقدم أسئلة بدلاً من إجابات، ما يجعله عملاً يستفز الفكر ويحرض على التأمل، ولكنه مع ذلك يقف خاشعاً أمام الحب، وأمام الأنثى ببهائها وكامل رونقها.
«باب التأمل»
وحول هذا الديوان، قالت الدكتورة سعاد الصباح، في معرض تقديمها له: «يطلّ ديوان (أن أصير مكعب ثلج) للشاعر محمد إسماعيل سويلم، كصوتٍ شعريّ شابٍ مفعم بالقلق الوجودي والبحث عن المعنى في صحراء قاسية من الأسئلة. قصائده تنسج صوراً متوترة بين العدم والامتلاء، بين الخسارة والأمل، بين وهج الطفولة وظلال الموت. في نصوصه نجد الريح والطفل والهوية والليل، كرموز تتناوب على تشكيل عالم داخلي مأزوم، لكنه مشعّ بلحظة صدق تفتح للقارئ باب التأمل».
وأضافت «يمتاز الشاعر بقدرته على إلباس التفاصيل اليومية لبوساً أسطورياً، فهو يتلمّس الجدران كما لو أنها ذاكرة، ويتأمل في العشب والطيور والجنائز كأنها شفرات كونية تكشف عن هشاشة الإنسان. اللغة متوترة لكنها رشيقة، تزاوج بين الانكسار والتمرّد، وتستند إلى معجم شعري يربط ما بين الطبيعة (الريح، الأشجار، البحيرة) وما بين التجربة الذاتية القلقة، لتصير القصيدة أشبه بمرآة تعكس ارتجافة الروح في عالم مضطرب».