تشاركا إحياء ليلة طربية في «البركة»
جسّار «موجوع»... وفتوني «أول حب»
في واحدة من أجمل ليالي الطرب الأصيل، تزيّنت قاعة «البركة» في فندق «كراون بلازا» مساء الجمعة الماضي بأضواء الفرح وحناجر الجمهور، وتصفيق القلب قبل الأيادي، في حفل غنائي جماهيري مكتمل العدد، جمع النجم اللبناني وائل جسّار، ومواطنته النجمة مهى فتوني، وسط أجواء استثنائية امتدت على مدى ثلاث ساعات من الطرب والإحساس والحنين.
قدّمت الحفل الإعلامية حليمة بولند، برفقة «التيك توكر» والممثلة رغد الكويتية، اللتين أضفتا نكهة مرِحة ومباشِرة، تماشت مع حماسة الجمهور وانتظاره لنجمَيه، في حين أتى بتنظيم وإنتاج دقيق من عبدالعزيز الهملان ويوسف الشطي، والنتيجة جاءت على قدر الترقّب، بل أكثر. فكانت سهرة لا تُشبه غيرها، أضاءت فيها فتوني، طريق البداية بإحساسها، وأكمل جسّار المشوار بحنجرته المجبولة بالطرب، أما الجمهور، فكان النجم الثالث الذي كتب نجاحها الأبقى.
«بداية دافئة»
بداية، اعتلت فتوني، خشبة المسرح بإطلالة أنيقة وصوت دافئ، وبدأت فقرتها بمرافقة المايسترو بسام البلوشي وفرقته، وكانت الافتتاحية مع «نسم علينا الهوا» لتبدأ معه رحلة عاطفية لا تشبه غيرها. أما الجمهور، فتفاعل معها فوراً.
ثم أتبعتها بأغنية «العين بالعين»، حيث بدا الانسجام واضحاً بينها وبين الفرقة، ومع «يا واحشني» للفنان تامر حسني، انتقلت الأجواء إلى حالة وجدانية ناعمة، حيث لم يكتفِ الجمهور بالتصفيق، بل غنّى معها. ثم قدّمت بعدها «أنا كل ما نويت أنسى» لحسين الجسمي، فغاصت معها في عوالم من الشجن، وفي أغنية «ما تقلقش» لعمرو دياب، قفز الإيقاع إلى مشهد أكثر حيوية.
بعد ذلك، واصلت فتوني، إبداعها بأغنيتيها «أول حب» و«إنت الأستاذ»، حيث بدت كأنها تحاور الجمهور بخفة ظلها وخبرتها، وتنوّعت ردود الفعل بين التصفيق والابتسامات العريضة، خصوصاً من الفئات الشابة. ثم جاءت بأغنية «مع السلامة» بلحنها العاطفي، كأنها توقّع على رسالة وداع غير متوقّعة، قبل أن تختم مع أغنية «الصبر جميل»، التي قدّمتها بروح شرقية أصيلة.
«حينما يتكلّم الطرب»
وفي الوصلة الثانية، صعد جسّار، إلى الخشبة وسط تصفيق عارم، يرافقه المايسترو عادل عايش وفرقته، ليأخذ الجمهور في رحلة طربية تحمل توقيعه المعروف.
استهلّ وصلته بأغنيته الشهيرة «غريبة الناس»، وبها كأن الصالة أصبحت كورالاً واحداً، يهتف بها من الذاكرة، ويحيي بها لحظة لا تشبه إلا ذاتها. ثم تابع بـ«كل وعد»، فغنّى بتروٍ وإحساس كأنه يهمس إلى القلوب مباشرة، ومع أغنية «بتوحشيني»، اشتعلت القاعة على إيقاع الاشتياق، وغنّى الحضور معه بحماسة، حتى فاض الصوت بالمشاعر، ليقدّم بعدها «ألف ليلة وليلة» فارتفع التصفيق مجدداً.
وفي «مليون مرة أحبك»، غاص الجمهور في أجواء رومانسية شفافة، تمايلوا معها على وقع اللحن، وبدت الابتسامات والهمسات لغةً موحّدة في المكان، ليتبعها بأغنيتي «موجوع» و«خسرت كل الناس» بإحساس عال جداً.
ووسط هذه الحماسة الكبيرة، جاءت أغنية «نخبي إيه»، فارتفعت الأصوات بتناغم مع الإيقاع، إذ شارك الجمهور الغناء والابتسام في لحظة حيوية طريفة، ليقدم جسّار، بعدها أغنية «حب زمان» وبها فتح باب الذكريات، ليدخل الجمهور بعدها في دراما هادئة مع رائعته «مشيت خلاص».
وقبل أن يودّع المسرح، غنّى جسّار «خليني ذكرى» بصوتٍ محمّل بالشجن، كما لو أنه يضع توقيعه الأخير على لوحة طربية متقنة، ثم اختتمها بسلسلة أغنيات مثل «مهما تقولو»، «ظروف معنداني»، و«100 إحساس»، التي هزّت القاعة تفاعلاً.
«ستبقى ذكرى»
عبّر الجسار، في تصريح لـ«الراي»، عن سعادته الغامرة بالحفل، قائلاً: «الجمهور الكويتي حالة مختلفة... كل مرة أغني هنا أشعر وكأنها المرة الأولى. هذه الليلة ستبقى ذكرى جميلة في أرشيفي».
«جمهور راقٍ»
أعربت فتوني، عن امتنانها للجمهور والتنظيم، مؤكدة: «الكويت دائماً في القلب... وهذه ثالث مرة أغني فيها هنا، لكن المشاعر لا تُختصر بعدد المرات. جمهور راقٍ، لا يجامل، ويحب من القلب».
«رغم التحديات»
أكد المنتج عبدالعزيز الهملان، أن الحفل جاء بعد تحديات وعوائق كثيرة، لكن بالإصرار التام والالتزام بالكلمة أُقيم في موعده كما وعدوا الجمهور، مضيفاً: «نعمل الآن على تحضير حفلات غنائية جديدة، وسنواصل تقديم تجارب فنية تليق بالجمهور الكويتي».