التوترات السياسية المستمرة وضعف الدولار ونشاط سوق الخيارات

عام الذهب... 3 أسباب وراء القفزة الأعلى للسعر منذ 1979

 (تصوير أسعد عبدالله)
(تصوير أسعد عبدالله)
تصغير
تكبير

- «المجلس العالمي»: التوترات السياسية وضعف الدولار ونشاط سوق الخيارات صعدوا بالذهب
- 39 ارتفاعاً للسعر منذ بداية 2025 تعادل صعوداً بـ 47 في المئة... منها 12 في المئة خلال سبتمبر

واصلت أسعار الذهب صعودها خلال تعاملات الأربعاء بدعم من زيادة الطلب على الملاذ الآمن وسط الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية العالمية، إلى جانب توقعات المستثمرين بخفض أسعار الفائدة الأميركية، إذ وصلت قفزاته إلى أكثر من 47 في المئة منذ مطلع 2025 حتى الآن وهو أعلى عائد سنوي منذ عام 1979، وبـ 12 في المئة خلال شهر سبتمبر الماضي، ليحلو للبعض تسميته بعام الذهب.

وصعدت أسعار العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم ديسمبر 1.35 في المئة أو 53.5 دولار عند 4057.9 دولار للأونصة، مقلصة مكاسبها بعدما سجلت مستوى قياسياً عند 4071.5 دولار لأول مرة تاريخياً.

وسجلت الصناديق العالمية المدعومة فعلياً بالذهب أكبر تدفق شهري لها في سبتمبر الماضي، ما جعل الربع الثالث الأقوى على الإطلاق بإجمالي 26 مليار دولار.

وحسب تقرير حديث لمجلس الذهب العالمي، كانت التدفقات بـ 16.1 مليار دولار من المستثمرين في أميركا الشمالية، و8.2 مليار من الصناديق الأوروبية، و1.7 مليار من آسيا، و28.2 مليون من صناديق الدول الأخرى.

وفقاً للتقرير، فقد بلغ إجمالي الأصول المدارة في الصناديق العالمية المتداولة بالذهب في الربع الثالث 472 مليار دولار، أي بزيادة 23 في المئة على أساس ربعي، لتسجّل مستوى قياسياً جديداً.

كما ارتفعت حيازات الذهب 6 في المئة على أساس ربعي لتصل 3838 طناً، أي أقل بـ 2 في المئة فقط من أعلى مستوى تاريخي سجّل عند 3929 طناً في الأسبوع الأول من نوفمبر 2020.

أسباب الارتفاع

وأرجع مجلس الذهب العالمي أسباب قفزات المعدن الأصفر إلى التوترات السياسية المستمرة، وضعف الدولار، ونشاط سوق الخيارات.

وكنظرة مستقبلية، أفاد المجلس «تبدو أسواق الأسهم في حالة ترقب خلال شهر أكتوبر مع اتساع مظاهر المبالغة في التقييمات، فيما يُتوقع أن يواصل الذهب أداءه كأداة تحوط فعّالة رغم موجة الارتفاع القوية التي شهدها أخيراً».

وفي ما يتعلق بوجود مزيد من الارتفاعات خلال المرحلة المقبلة، أشار المجلس إلى أن «الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) شهدت تدفقات قياسية نحو الذهب خلال الشهر الجاري، ما دفع المعدن النفيس إلى تحقيق ارتفاعه الـ39 في 2025 بزيادة 12 في المئة».

وكشف أن العامل السلبي الوحيد تمثل في عمليات جني الأرباح وإعادة موازنة المحافظ، والتي انعكست في تراجع موقت للأسعار في نهاية الشهر الماضي، لكن سرعان ما تم تعويضه بعمليات شراء جديدة.

شهر البيع

وأضاف المجلس «يُعرف شهر أكتوبر تاريخياً بعمليات البيع الكبيرة في أسواق الأسهم، والمخاطر الحالية مرتفعة للغاية، ورغم أن الذهب يُعدّ عادةً وسيلة تحوط جيدة، إلا أن هناك مخاوف من قدرته على الاستجابة في الوقت الحالي نظراً لارتفاعه الكبير أخيراً».

وتابع:«إضافة إلى ذلك، فإن ضعف الدولار المفرط يشكّل تهديداً محتملاً للذهب في حال حدوث ارتداد مفاجئ ومع ذلك، تشير تحليلاتنا إلى أن هذه المخاوف غير مبررة، وأنه في غياب أزمة سيولة حادة، تبقى قدرة الذهب على التحوط قائمة وقوية».

النظرة المستقبلية

وتوقع المجلس أن يحافظ الذهب على قوته وربما يشهد ارتفاعاً إضافياً إذا ما تعرّضت الأسهم لتصحيح سعري، لافتاً إلى أن العوامل الداعمة من خارج سوق الذهب مثل ضعف الدولار، ومخاوف التضخم، وشراء البنوك المركزية تُشكّل بيئة مؤاتية لاستمرار الطلب على الذهب.

وحذّر التقرير من حدوث أزمة سيولة كبيرة فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض في كلٍّ من الذهب والأسهم معاً، مبيناً أنه لا توجد مؤشرات واضحة حتى الآن على وجود أزمات في قطاعات الائتمان أو البنوك.

ماذا تبقى من الذهب؟

لفت مجلس الذهب العالمي إلى وجود مخاوف من أن المعدن الأصفر، خصوصاً لدى المستثمرين فيه على المدى القصير، لا يستجيب بسرعة لأي هبوط حاد في الأسهم، نظراً لوصوله إلى حالة تشبّع شرائي واضحة.

وأضاف المجلس «هذا القلق له بعض الوجاهة، إذ تُظهر البيانات أن الذهب، من منظور تكتيكي قصير الأجل، قد يجد صعوبة في جذب المزيد من المشترين الجدد، رغم أن التمركز الإستراتيجي طويل الأمد لايزال منخفضاً نسبياً».

ارتفاع قياسي في العملات المشفرة

أشار كبير خبراء السوق لدى منصة التداول «آي جي» كريس بوشام للوكالة الفرنسية، إلى أن السعر القياسي الذي سجلته عملة «بتكوين» الأحد الماضي يأتي في وقت يواصل الذهب ارتفاعه، ما يشير إلى أن «المستثمرين حول العالم يواصلون البحث عن التنويع رغم أن بلوغ الأسهم مستويات قياسية أيضا يدل على أن هناك الكثير من السيولة المتوفرة».

يذكر أن العملة المشفرة تجاوزت لأول مرة 126 ألف دولار الثلاثاء، بينما سجّلت أسواق أسهم وول ستريت ولندن وطوكيو، مستويات قياسية في جلسات التداول الأخيرة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي