«المعهد الدبلوماسي» استضاف محاضرة «من الأزمات إلى الفرص»
ميشيل: أوروبا لم تعد قادرة على الاكتفاء بدور المراقب على الساحة العالمية
استضاف معهد سعود الناصر الدبلوماسي رئيس المجلس الأوروبي السابق شارل ميشيل في محاضرة تحت عنوان «من الأزمات إلى الفرص» تناول فيها التحديات الجيوسياسية التي يشهدها العالم حالياً.
وقدّم ميشيل أمام نخبة من الدبلوماسيين رؤى معمّقة حول كيفية تحويل الصدمات الجيوسياسية إلى فرص استراتيجية في ظل نظام عالمي متغير.
وتطرق إلى طيف واسع من القضايا الملحّة التي تواجه الاتحاد الأوروبي، من بينها التحديات التنظيمية، والاستراتيجيات الدفاعية، وسياسات الهجرة، مشدداً على الحاجة إلى مقاربات جديدة وشراكات أقوى لحماية مواطني الاتحاد ومصالحه.
وأشار ميشيل إلى الصورة النمطية التي تُصوِّر الاتحاد الأوروبي كجهة تعليمية متعالية في الشؤون الدولية، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الاتحاد نفسه مازال يواجه تحديات داخلية معقدة.
ودعا إلى إصلاح مؤسسي عاجل يرفع من فعالية الاتحاد ويجعله أكثر توافقاً مع الحقائق السياسية والاقتصادية الراهنة، مؤكداً صعوبة تحقيق الإجماع بين الدول الأعضاء في ظل اختلاف مصالحها الوطنية.
وأبرز ميشيل الأهمية المتنامية لمجالات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والفضاء الخارجي كساحات جديدة للتنافس والقوة العالمية، مؤكداً ضرورة أن يسعى الاتحاد الأوروبي إلى عقد مزيد من اتفاقيات التجارة الدولية، مشيراً إلى أن أوروبا لم تعد قادرة على الاكتفاء بدور المراقب على الساحة العالمية.
وفي سياق حديثه عن التحولات العالمية الأوسع، لفت إلى صعود ما وصفه بـ«القوى الوسطى» التي باتت تؤثر بشكل متزايد في صياغة مسارات التجارة والسياسة العالمية.
وعن الأزمة المستمرة في غزة، أقرّ بصعوبة تبني الاتحاد الأوروبي مواقف خارجية موحدة بسبب تعقيداته الداخلية، لكنه أشار إلى تنامي الوعي الإنساني بالأوضاع في القطاع، ما دفع عدداً من الدول الأوروبية إلى الاعتراف بدولة فلسطين.
في المجمل، قدّم ميشيل خلال محاضرته قراءة معمّقة للتحديات التي تواجه الاتحاد الأوروبي، ورؤية أوسع للتحولات المتسارعة في المشهد الجيوسياسي العالمي.