دراسة كشفت عن علاقة بينهما
بكتيريا الأمعاء وراء الأمراض العصبية
كشفت دراسة حديثة موسعة ومعمقة عن وجود رابط مباشر وقوي بين التكوين الميكروبي (البكتيري) الموجود في الأمعاء وبين سلسلة من الأمراض العصبية المُدمِّرة، ومن أبرزها مرض «ألزهايمر» ومرض «الشلل الرعاش» أو «باركنسون».
وُتعدُّ هذه الدراسة خطوة كبيرة وناجحة في فهم دور «محور الدماغ والأمعاء» في الصحة والشيخوخة البشرية، وهو الأمر الذي يفتح الباب واسعاً أمام إستراتيجيات علاجية جديدةً.
وقد شاركت في إجراء هذه الدراسة العملاقة فرق بحثية دولية متعددة التخصصات ضمت علماء من الهند وأوروبا متخصِّصين في علم الأعصاب والأحياء المجهرية. وسعى الباحثون إلى مساعدة المرضى المعرَّضين لخطر الأمراض العصبية من خلال توفير طرق تشخيص وعلاج جديدةً تستهدف الجهاز الهضمي بدلاً من التركيز حصراً على الدماغ، وهذا يركز على التدخُّل غير الجراحي.
واعتمدت الدراسة على تقنية «الخريطة الميكروبية» لرسم وتصنيف دقيق لمستعمرات الميكروبات المختلفة في الجهاز الهضمي. وتشير النتائج إلى أن اختلال التوازن الميكروبي يؤدي إلى إفراز مركبات كيميائية أو مُلتهبة تنتقل من خلال العصب المبهم إلى الدماغ، بما يؤدي إلى تحفيز التلف العصبي وتراكم البروتينات الضارة المرتبطة بالمرض، مثل «بروتين تاو» و«البيتا أميلويد».
ومن بين فوائد هذا الاكتشاف أنه سيفتح مسارات علاجية جديدة تماماً تتمحور حول استعادة التوازن الميكروبي المعوي من خلال علاجات قائمة على «البروبيوتيك» المُصمَّمة بشكل دقيق.