وجع الحروف

... كيف تُصبح الأفضل!

تصغير
تكبير

تحدثنا حول خطورة المنافقين على المجتمع لما يتصفوا به من خِصال سيئة وسلوك مشين (إذا حدّث كذب، إذا وعد أخلف، إذا اؤتمن خان)... وكان التركيز على المستوى المؤسسي محصوراً في حُسن الاختيار وتطبيق الإدارة الإستراتيجية بمراحلها قولاً وعملاً.

نقرأ ونسمع عن أفضل طريقة، أفضل علاج، أفضل مؤسسة وأفضل أداء... فكيف تصبح الأفضل، مواطناً ومسؤولاً؟

على المستوى الفردي، إذا كنت تملك علماً وخبرة طيبة تفيد المجتمع والوطن وتحاول أن تنشر ما حباك الله به أو قوله بشفافية وصدق و«من دون رتوش» شريطة ألا تظهر نفسك بأنك الوحيد الفاهم، فأنت إن شاء الله قد نلت الأفضلية مقارنة بغيرك.

وكفرد صالح مصلح، تستدعي الضرورة أن تتحقق من كل معلومة ولا تنشر إلا ما هو مؤكد ولا تغتاب وتنشغل بالنميمة وتتواصل مع أحبابك وتلتزم صلة الرحم فأنت الكاسب والأفضل.

هذه الخِصال تميزك عن غيرك وتشعرك بالأمن والاستقرار الذهني وتحيط نفسك بسياج أخلاقي حتى وإن قوبلت بهجوم فأنت ستكسب من حسناتهم.

وعلى المستوى المؤسسي، الشعارات التي نتلقاها من البعض من باب التسويق والظهور كأفضل من غيره فهي وسيلة باتت مكشوفة للجميع.

والمسؤول يمنح الأفضلية متى ما تبعت أقواله أفعاله وإن كانت هناك معايير محددة وضعتها الإدارة الإستراتيجية فالجمهور من أفراد المؤسسة ومتلقي الخدمة هو مَنْ يُحدد ويقيم ذلك.

أحياناً، يجد بعض الأخيار صعوبة في تطبيق مرئياتهم نظراً لجوانب لا علاقة لها بالعمل المؤسسي المحترف وهنا أظن أنه من الأسلم أن يتنحى.

أكثر ما يشعرني بالآسى، أننا في دولة صغيرة المساحة، كثيرة الأموال ولدينا عقول نيرة «مستبعدة»... والأنظمة متوافرة عالمياً ومحلياً، ومن السهل تحويل الكويت إلى واحة جميلة يعيش مواطنوها في عيش رخاء.

لو أخذت مشروع تطوير الطرق مثلاً، لوجدت حساً مؤسساتياً طيب الأثر من دون الدخول بالتفاصيل. ولو تابعت ما قيل عن التعليم وبعد تطبيق المناهج، لعلمت ما نقصد في مقالنا السابق وقس عليها المؤسسات الآخرى.

السؤال المحيّر: لماذا لا نقدم الأخيار؟ لماذا لا نطبق الإدارة الإستراتيجية بمراحلها وفق منظومة عمل جماعي مقنن تحيطه حوكمة صارمة وتدقيق داخلي وخارجي؟

ولماذا نحن كأفراد كثير منا يتبع ولا يتبع «مع الخيل يا شقرا»، ولا نُحسن اختياراتنا ونُحسن سلوكياتنا لتنمية ذواتنا التي على أثرها نكون الأفضل اجتماعياً ومؤسساتياً؟

الزبدة:

لكي نصبح الأفضل، نحتاج إلى تنوير فئات المجتمع وأفراده، وتحيطه مؤسساتنا بشفافية في العرض حول الإنجازات.

ولكي نبدأ بذلك، نحتاج إلى قبول الرأي والرأي الآخر لنصبح شركاء في تحقيق التنمية المنشودة اجتماعياً ومؤسساتياً وهذا يحتاج إلى شفافية مطلقة لنجيب عن السؤال العالق: وين رايحين؟... الله المستعان.

[email protected]

Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي