«الراي» في قلب جوهرة الجنوب العماني الساحرة

ظفار الخضراء... تروي حكاية البحر والمطر

تصغير
تكبير

- مشاهد استوائية للجبال والسهول تُظهر تناغم الطبيعة وسحرها
- وادي دربات وشلالاته... دفقٌ جمالي نابض بالحياة
- الكهوف وعيون المياه والشواطئ البكر... لوحات تأسر القلوب
- «مرباط» التاريخية تأخذ السائح في رحلة عبر طرق اللبان العتيقة
- مغامرات جبلية... ونوافذ مفتوحة على تاريخ يمتد عبر الحضارات

ظفار، اللوحة الطبيعية الفريدة، تتحوّل كل عام إلى واحة خضراء تعانق الغيوم والضباب، لتكشف عن سحر استثنائي يجعلها واحدة من أبرز الوجهات السياحية في الخليج والعالم العربي.

من صلالة، عاصمة السياحة، مروراً بوديانها وشواطئها وكهوفها العجيبة، تتجلى مظاهر الطبيعة في أبهى صورها، فتأسر الألباب وتستحضر الإعجاب في كل زاوية.

رحلة «الراي» إلى ربوع ظفار لم تكن مجرد جولة طبيعية، بل نافذة على تاريخ ضارب في القدم، وتراث أصيل ينبض بالحياة؛ في الأسواق الشعبية والفعاليات التراثية، وسط بنية سياحية متطورة تستقبل آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم.

وفي حضرة سحر الخريف وكرم الضيافة العُمانية، تتحوّل ظفار إلى وجهة تتجاوز حدود المتعة البصرية، لتمنح الزائر تجربة متكاملة تُخلّد في الذاكرة وتستحق أن تُروى على الدوام.

تُعد محافظة ظفار الواقعة في أقصى جنوب سلطنة عُمان، واحدة من أبرز الوجهات السياحية في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، لما تتميز به من تنوع طبيعي فريد ومناخ موسمي مميز، يجعلها مقصداً للزوار من داخل السلطنة وخارجها، خصوصاً في فصل الخريف، حيث تمتزج في ظفار الجبال الخضراء والسواحل الرملية الممتدة والسهول الخصبة والعيون الطبيعية، لتقدّم للزائر تجربة سياحية متكاملة تجمع بين الجمال الطبيعي والعمق التاريخي والثقافي.

سحر الطبيعة

يمثل موسم الخريف، الذي يمتد من يونيو حتى سبتمبر، القلب النابض للسياحة في ظفار، خلال هذه الفترة تتزين الجبال والسهول بغطاء أخضر بديع بفضل الأمطار الموسمية والضباب، ما يجعل المحافظة أشبه بقطعة من الطبيعة الأوروبية في قلب شبه الجزيرة العربية. ويشهد موسم الخريف تنظيم مهرجان صلالة السياحي الذي تتخلله أنشطة ثقافية وفنية وتراثية تجذب آلاف الزوار سنوياً.

عاصمة السياحة

مدينة صلالة، مركز المحافظة، هي الوجهة الأولى لكل سائح يزور ظفار، تتميز المدينة بشواطئها الساحرة مثل شاطئ المغسيل الشهير بنوافيره الطبيعية التي تضخ المياه بقوة نحو السماء، إضافة إلى الأسواق الشعبية كسوق الحافة حيث العطور والبخور والمشغولات اليدوية، كما تضم صلالة مواقع أثرية مهمة أبرزها موقع البليد الأثري الذي يُعد جزءًاً من قائمة التراث العالمي لليونسكو.

لوحة خضراء

يُعتبر وادي دربات واحداً من أجمل مناطق ظفار الطبيعية وأكثرها جذباً للزوار، بفضل شلالاته الموسمية وجداول مياهه المتدفقة وأشجاره الكثيفة.

الوادي مكان مثالي للنزهات العائلية والتصوير الفوتوغرافي وركوب القوارب الصغيرة في بحيرته، حيث يختبر الزائر تجربة طبيعية خلابة وغنية بالمشاهد الحيّة.

عيون المياه

تشتهر ظفار بكثرة العيون الطبيعية مثل عين رزات، عين جرزيز، وعين حمران. تعد هذه العيون متنفساً طبيعياً، حيث تتجمع فيها المياه وسط الخضرة، وتوفر أماكن رائعة للتأمل والراحة.

عين رزات على سبيل المثال تقع في منطقة جبلية خضراء وتحيط بها الحدائق، بينما تتميز عين جرزيز بصفاء مياهها وهدوء محيطها.

جبال وسهول

تشكل جبال ظفار الممتدة على طول الساحل مزيجاً فريداً من الطبيعة الخضراء والمناظر الخلابة. أما السهول الزراعية فيضفي عليها المطر المستمر خلال موسم الخريف حياة متجددة، حيث تزرع فيها الفواكه الاستوائية مثل الموز وجوز الهند والبابايا.

عبق التاريخ

على بعد نحو 70 كيلومتراً من صلالة تقع مدينة مرباط التاريخية، التي كانت في الماضي ميناءً تجارياً مهماً على طريق اللبان، وتشتهر المدينة بقلعتها التاريخية ومنازلها القديمة، وتعد وجهة مفضلة لعشاق التاريخ والتراث.

معالم الطبيعة

وتزخر ظفار بالعديد من الكهوف الرائعة مثل كهف طيق وكهف المرنيف الذي يتميز بإطلالته المباشرة على بحر العرب، وهو قريب من نوافير المغسيل الشهيرة، ما يجعله مقصداً مهماً للزوار.

رمز التراث

لا يمكن الحديث عن ظفار دون التطرق إلى اللبان، الذي اشتهرت به منذ آلاف السنين، فقد كانت صلالة مركزاً رئيسياً لتجارة اللبان الذي وصل عبره إلى حضارات قديمة كالروم ومصر والهند، اليوم، يروي متحف أرض اللبان حكاية هذا المنتج الذي ارتبط بتاريخ وظفار ومازال يُستخدم في الطقوس والعادات المحلية.

تجربة متكاملة

تجمع ظفار بين متعة الاستجمام على الشواطئ البكر، واستكشاف المواقع الأثرية، وخوض المغامرات في الجبال والأودية. كما أن الضيافة العُمانية الأصيلة تضيف إلى التجربة دفئاً خاصاً يجعل الزائر يشعر بأنه في وطنه الثاني.

متحف ظفار

أما متحف ظفار، فيمثل الوجه الثقافي والمعرفي للمحافظة، ويضم قاعات واسعة تعرض التاريخ الجيولوجي والبيئي والبحري للمنطقة، من أبرز أقسامه جناح اللبان، الذي يوثق قصة تجارة اللبان الظفاري ودوره في ربط عُمان بالعالم القديم، إضافة إلى قاعات تعرض الحياة البحرية الغنية بشواطئ ظفار، والتنوع البيئي الفريد لجبالها ووديانها. كما يحتضن المتحف نماذج ومجسمات أثرية توضح مكانة ظفار كمركز حضاري على طريق البخور عبر العصور.

نقطة انعدام الجاذبية

من أبرز المحطات السياحية الفريدة في محافظة ظفار، تقع على الطريق المؤدي من صلالة إلى طاقة، في هذه النقطة الغريبة، يشعر الزائر بظاهرة فيزيائية مدهشة حيث تتحرك السيارات إلى أعلى الطريق تلقائياً من دون تشغيل المحرك، وهو ما يجذب الكثير من السياح لاختبار التجربة بأنفسهم، وتحوّلت هذه المنطقة إلى معلم سياحي مثير للفضول، يجمع بين جمال الطبيعة ودهشة الظواهر النادرة التي يصعب تفسيرها بسهولة.

طيران الجزيرة... 7 رحلات أسبوعياً

توفّر طيران الجزيرة للمسافرين تجربة سفر مريحة، سريعة وبأسعار مناسبة، مع شبكة وجهات واسعة تضم أكثر من 60 وجهة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والجنوبية وأوروبا، وتعد الشركة الناقل الوحيد الذي يسيّر رحلات مباشرة إلى صلالة، عبر سبع رحلات أسبوعياً، ما يمنح المسافرين مرونة عالية في اختيار مواعيد سفرهم.

استحضار التراث

ضمن موسم خريف ظفار، تأتي فعاليات «عودة الماضي» كإحدى أبرز الفعاليات التراثية التي تعيد إحياء أصالة الحياة العُمانية القديمة، تقام هذه الفعاليات في مواقع مفتوحة خصصت لتجسيد القرى التقليدية والأسواق الشعبية، حيث يُتاح للزوار مشاهدة العادات اليومية كما عاشها الأجداد، من الطهي بالأدوات الحجرية والفخارية، إلى عرض الحرف اليدوية مثل صناعة الفضيات والجلود والنسيج، كما تُنظم عروض فلكلورية وأهازيج شعبية، يشارك فيها الفنانون المحليون لإحياء الفنون التقليدية التي تميز المجتمع الظفاري.

وتستقطب هذه الفعاليات عائلات وزواراً من مختلف الدول، لما تقدمه من تجربة فريدة تجمع بين التعليم والترفيه، وتُشعر السائح وكأنه يعيش لحظة تاريخية داخل صفحات الماضي.

حصن مرباط... الشاهد على التاريخ

من المعالم التاريخية البارزة، يأتي حصن مرباط المطل على بحر العرب، والذي شُيّد قبل أكثر من 200 عام ليكون مركزاً دفاعياً ومقراً للحاكم المحلي، ويعد الحصن شاهداً على تاريخ مرباط العريق، المدينة التي اشتهرت قديماً بتجارة الخيول والبخور، وقد خضع الحصن لعمليات ترميم حديثة ليصبح متحفاً مفتوحاً يروي للزوار حكايات الماضي من خلال قاعاته وأبراجه العالية، وهو اليوم محطة رئيسية في المسار السياحي لمحافظة ظفار، حيث يجمع بين عبق التاريخ وروعة المكان.

مليون سائح

قال أحد مسؤولي السياحة في محافظة ظفار، إن عدد الزوار خلال موسم الخريف الماضي تجاوز المليون سائح من داخل السلطنة وخارجها، مشيراً إلى أن المؤشرات الأولية لهذا العام تبشر بزيادة أكبر في أعداد السياح، خصوصاً مع تنامي الإقبال من دول الخليج العربي وآسيا وأوروبا.

ولفت إلى أن ظفار أصبحت تمتلك اليوم بنية تحتية متطورة قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من السياح، بدءاً من مطار صلالة الدولي الذي يستقبل مئات الرحلات المباشرة من وجهات إقليمية وعالمية، مروراً بشبكة الطرق والفنادق والمنتجعات التي زاد عددها بشكل كبير، وصولاً إلى الفعاليات والبرامج الترفيهية التي تلبي احتياجات مختلف الأعمار.

شكر وتقدير

الشكر والتقدير لسفارة سلطنة عمان لدى البلاد وعلى رأسها السفير الدكتور صالح الخروصي، ونائب السفير شهاب الرواس، لتنظيم هذه الرحلة الشيقة، بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة العمانية، وعلى رأسها المدير العام طلال الغصيبي، ومسؤول العلاقات العامة والإعلام في الوزارة هيثم تبوك، وكذلك على حسن الاستقبال والتعامل الراقي، من مدير سفاري صلالة علي الشحري، وعبدالله الشحري ومسلم المهري وأحمد الشحري.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي